يعيش بعض المراقبين الصحيين في أمانات المناطق وبلديات المحافظات أزمة، جراء وضعهم الوظيفي غير المقنع، وإغراءات الرشاوى المتكررة التي يواجهونها في الميدان يومياً. عدد من هؤلاء المراقبين تحدثوا عن نظام المراتب الحالي وأنه حرمهم من المميزات الوظيفية، وساقوا أمنياتهم عبر الجزيرة بضمهم للكادر الصحي أسوة بغيرهم من زملاؤهم الفنيين بذات التخصص. واشتكوا من حالة الإحباط واليأس التي تسربت إلى نفوسهم بعد أن أوصدت الأبواب والمخاطبات الرسمية التي قاموا بها بدءاً من مرجعهم المباشر حتى وزارة الخدمة المدنية، كما اشتكوا من طبيعة عملهم التي تجبرهم في بعض الأحيان على مقابلة الجمهور والوقوع في مصادمات تصل للضرب وتهشيم زجاج السيارات حسب ما أفادوا به. في هذا الصد يقول جابر المالكي من أمانة المنطقة الشرقية (مراقب صحي): بدأت معاناتنا منذ أول يوم تخرجنا فيه فزملاؤنا الذين درسوا معنا تم تعيينهم على نظام الكادر الصحي بوزارة الصحة، ونحن على نظام المراتب، مضيفا أن ذلك أوجد فروقاً كبيرة في المزايا والحوافز والترقيات التي يتمتع بها موظفو وزارة الصحة فيما نحن نعيش وضعاً وظيفياً لا يوازي ما نقوم به. أما عيسى القرني وهو من أمانة منطقة الرياض فيؤكد أن الأعمال التي يقوم بها هي نفس عمل المراقب الصحي بوزارة الصحة، ويضيف بالقول: يقوم المراقب الصحي بالأمانة بالتفتيش على الأغذية ومكافحة الأمراض المعدية ومكافحة الحشرات التي تنقل الأمراض وفحص عينات مياه الشرب وهو نفس عمل المراقب الصحي بوزارة الصحة. ويؤيد القرني سلطان الشمري ويعمل مراقبا صحيا ويصف معاناته قائلاً: معاناتنا لا تقف عند هذا الحد فعملنا ميداني شاق ومحفوف بمخاطر جمة، لكن لا نحظى بأي ميزة أو بدل سواء ميداني أو بدل مقابلة جمهور أو حتى بدل خطر على الرغم من تعرضنا أحيانا للضرب والاعتداء من أناس في الأحياء الشعبية القديمة التي نقوم بالتفتيش فيها. فيما يزيد يحيى المالكي ومحمد الشهراني وهما مراقبان بأمانة عسير أنهما يعملان في مختبرات عينية ويقومان بسحب العينات، واستغربا أن لا يتم صرف بدل. الحال لا يختلف مع المراقبين الصحيين الذين تحدثوا للجزيرة وهم فهد آل شريان من أمانة منطقة نجران وأحمد العمري من أمانة جدة وحسن العمري من أمانة منطقة الباحة وسلطان وحايف الشمري من أمانة منطقة حايل أن العمل الموكل إليهم هو نفس العمل الذي يقوم به موظف وزارة الصحة لأن المؤهل واحد والكلية واحدة واسم الوظيفة واحد، فقط الاختلاف أننا نعمل على نظام المراتب في البلديات وهم يعملون على نظام الكادر الصحي الفني، إضافة إلى الإشراف المباشر على الصحة العامة والإشراف على المواد الغذائية وغيرها ومكافحة الأمراض المعدية والوبائية، وما يتلوا ذلك من مخاطر وضغوط كبيرة. وأكد عدد من المراقبين الصحيين أنهم يتلقون عروضاً مغرية بالرشاوى من قبل بعض ضعاف النفوس، مبينين أنه قد يقع في براثن هذا السلوك ضعيف الدين تحت وطأة الحاجة وضآلة الراتب. على ذات الجهة طالب عددٌ من المراقبين الصحيين بأمانة منطقة القصيم جهات الاختصاص بتغيير مميزاتهم الوظيفية، من المراتب إلى المستويات، وقال سلطان الطحيني الذي يعمل مراقبا صحيا في بلدية عنيزة: تم تعيننا على نظام المراتب والغريب في الأمر أننا حاصلون على دبلوم المراقبة الصحية، من معهد المراقبين الصحيين، وزملاؤنا من نفس الدفعة والتخصص تم تعيينهم في وزارة الصحة، وشملتهم لائحة الوظائف الصحية الفنية والمستويات، ويضيف: آخر معاملة تم رفعها بهذا الخصوص إلى ديوان الخدمة المدنية كانت برقم 69761 وتاريخ 21 - 9 - 1429ه، ومعاملة أخرى برقم1707 في 29 - 2 - 1431ه ولم يتم الرد علينا بخصوصها. على صعيد متصل قال أكثر من مراقب صحي إنهم إضافة إلى الأعمال الصحية والمكتبية الموكلة إليهم قد يتعرضون للضرب وتهشيم سياراتهم في بعض الأحيان وتمنى المراقبون عبر الجزيرة أن تنتهي معاناتهم، ويتم تحسين أوضاعهم الوظيفية، ليشعروا بالعدل والإنصاف، وأن يؤدوا مهام وظائفهم على أكمل وجه وأن لا يقعوا فريسة لأصحاب القلوب المريضة، خصوصا أنهم يعملون ليل نهار على حماية المواطن في أكله وشرابه وغذائه وسائر أمور حياته الاستهلاكية مشيرين في هذا الصدد إلى أهمية استحداث بند مالي ينهي معاناتهم التي طالت كثيراً.