تسلمت محكمة جدة الجزئية أمس ملف قضية مقيم باكستاني يعمل سائق حافلة لتوصيل طالبات إحدى الكليات، متهم بابتزاز طالبة. وفي التفاصيل، أن السائق كان على علاقة غير شرعية مع الطالبة، مكنته من الاعتداء عليها وتصويرها أكثر من 15 مرة بالفيديو في أوضاع مخلة داخل الحافلة التي أوقفها في إحدى ساحات حي البغدادية في جدة. وعمد الوافد إلى ابتزاز الطالبة بطرق مختلفة؛ من بينها دعوته لأن تقضي معه أكثر وقت ممكن برفقة أصحابه، والحصول على مبالغ مالية، وأخبرها بأنه سيلجأ إلى نشر صورها عبر مواقع الإنترنت وإيصال نسخ منها إلى والدها. وطالب المدعي العام بعقوبة مشددة وزاجرة ورادعة للمقيم في الحق الخاص، وتطبيق نظام جرائم المعلوماتية في الحق العام، إضافة إلى إصدار عقوبات بالسجن والغرامة عقب مصادقته شرعا على ما نسب إليه. وتسلم قاضي المحكمة الجزئية في جدة تركي بن ظافر القرني ملف القضية وبدأ في دراستها، ووجه بالإبقاء على المتهم موقوفا في السجن العام، ويتوقع بدء جلسات المحاكمة مطلع الشهر المقبل. وبحسب عكاظ أنها اطلعت على لائحة الدعوى وتفاصيل القضية، التي تشير إلى أن المتهم عيسى (25 عاما باكستاني) من مواليد جدة (محصن، متعلم، مسلم) قبض عليه وأوقف بموجب مذكرة وأحيل إلى السجن العام استنادا إلى الأمر الوزاري المحدد للجرائم الموجبة للتوقيف، بعد أن تقدمت فتاة لمركز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (فرع البغدادية) بشكوى ضد المتهم، مبينة أنه يوصلها بالحافلة من وإلى منزلها، وأنه ذهب بها ذات مرة إلى مكان بعيد عن الكلية كونها آخر فتاة يوصلها معه في الحافلة المظللة، وفي داخل الحافلة اعتدى عليها وصورها بالفيديو، ولاحقا حاول ابتزازها بنشر صورها وإرسال بعض تلك الصور والمقاطع إلى والدها، ما دفعها إلى التوجه لفرع الهيئة التي وضعت كمينا مناسبا وضبطته داخل الحافلة وهو يتأهب للاعتداء عليها. وضبط رجال الهيئة ثلاثة جوالات بحوزة المتهم؛ أحدها من نوع بلاك بيري مخزن في ذاكرته صور للفتاة المشتكية. وباستجواب المتهم حاول في البداية التنصل والتهرب من مسؤولية الصور، قبل أن يقر بأنه أقام علاقة غير شرعية مع الفتاة، وأنه صورها في مواضع مختلفة، ورفض المتهم منح الهيئة الرقم السري لواحد من الجوالات فاستعانت بفنيين لفتح الجوال، لتظهر مقاطع فيديو للفتاة أثناء الاعتداء عليها. وجاء في محضر هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المدون ب (محضر مشاهدة)، أنه شوهد جوال المتهم، وفحصت الصور التي به وهو من نوع بلاك بيري وظهرت فيه صور عديدة للفتاة. ووفق نظام جرائم المعلوماتية التي أقرت عقوبات بحق من ينتهك عبر التصوير وإنتاج مواد من شأنها المساس بحياة أشخاص، عقوبات بالسجن لمدة خمس سنوات وغرامات تصل إلى خمسة ملايين ريال، إضافة إلى عقوبات أخرى تطال التهديد بنشر تلك الصور والابتزاز وهتك العرض والتغرير بفتاة. من جانبها، قالت الإخصائية النفسية وإخصائية السلوك رفعة المطيري «إن الآثار السلبية للاغتصاب أو الابتزاز يمكن تلافيها بتقديم الرعاية النفسية والاجتماعية المناسبة والسريعة للفتاة، من خلال إخضاعها لجلسات نفسية سلوكيه معرفية، تستدعي في الحالات الشديدة أخذ أدوية نفسية، وتصنف حالتها تحت تشخيص كرب ما بعد الصدمة (اضطراب ما بعد الصدمة النفسية) إذ تتكون لديها ذاكرة مرضية للحادثة تؤثر في حياتها النفسية والاجتماعية». وأضافت أن القلق، الخوف، الفزع، الاكتئاب الحاد، التقوقع الشخصي والانطواء كل ذلك يحولها إلى إنسانة سلبية لا تستطيع التكيف مع المجتمع، وفي حالات كثيرة قد تنحرف انتقاما لنفسها باللاشعوري، وتفقد هويتها ككيان إنساني وتميل للهروب الذاتي والانسحاب من مواجهة مصيرها. من جانبه، أكد المستشار في وزارة الشؤون الاجتماعية الدكتور علي الحناكي، أهمية إعادة النظر في مواصفات وشروط سائقي حافلات توصيل الطالبات في القطاع الخاص، بحيث يكون من كبار السن من السعوديين وأن ترافقه زوجته، ما يوجد وظائف لفئة من السعوديين في سن الخمسين وزوجاتهم ويؤمن سلامة الطالبات.