«حبة الخال» إحدى علامات الجمال المميزة للمرأة وحتى للرجال، وكتب عنها الشعراء كثيراً، ومنها قول الشاعر: يكون الخال في وجه «قبيح» فيكسوه الملاحة والجمالا فكيف يلام مفتون على من يراها كلها في العين خالا؟ وكثير من النساء اللواتي وهبهن الله «حبة خال» في الوجه يتفاخرن بها كما كانت تفعل أسطورة الجمال (مارلين مونرو)، والتي يقال إن حبة خالها كانت السبب وراء سحرها الفاتن، ولا يتورع البعض من النساء عن التغني بجمالها حين تكون ظاهرة في مكان مناسب في الجسد كالوجه مثلاً، والبعض الآخر يخافها ويخشى إثارتها ويعتبرها بمثابة مؤشر خطير يسعى إلى التوجه إزالتها من خلال عملية جراحية؛ خوفاً من أن تكون وراء مرض خبيث قد يطل من خلال هذه النافذة الصغيرة (حبة الخال) أو حبة الجمال، والتي لا يضاهي كثرة ألقابها إلا كثرة الشائعات الدائرة حولها. وكما هو معروف فإن حبة الخال (الجمال) لايخلو منها جسم إنسان بالغ وهي تظهر في أي مكان من الجسم على الوجه أو على جلدة الرأس أو على الجذع أو الأطراف، وهناك من تنتشر في جسده أكثر من حبة خال، ويقال إن «خاله يحبه كثيراً» كما هو مشاع في مجتمعنا العربي، ولكن في الآونة الأخيرة شاهدنا العديد من الفنانات المشهورات، وكذلك العديد من الفتيات يتجهن إلى وضع حبة خال إصطناعية لمنح أنفسهن قدراً من الجمال. كثرة الالقاب الواقع أنّ وجود حبة الخال بحد ذاته يطرح العديد من الأسئلة أولها أو أكثرها مباشرة يدور بدون ريب؛ حول مبرر إطلاق لقب حبة الخال أوالجمال على هذه الظاهرة الجلدية، والجواب على مثل هذا السؤال يعتمد بشكل أساسي على مزاج المجيب وطبيعة علاقته بظاهرة حبة الخال عموماً، فالذي يرى هذه البقعة الصغيرة الداكنة جميلة وعلى وجه الحبيبة (أو ربما على وجهه هو نفسه) ويرى أنها توضح جمال الوجه وتضيف لمسة جمالية لافتة، سيجد من الطبيعي أن يطلقوا عليها لقب حبة الجمال أو الحسونة (من الحسن وهو الجمال)، والملاحظ أنّ السواد الأعظم من الناس سواء في العصر الحالي أو في العصور الغابرة كان يعتمد هذه النظرة الإجابية إلى تلك البقعة الداكنة الأمر الذي جعلها تحمل هذه المجموعة من الأسماء والألقاب الجميلة، وتذكر كتب تاريخ الحضارات ويوميات الدور والقصور أن الإعجاب بحبة الخال على جسد المرأة كان منذ القديم أمراً مفروغاً منه مما شجع المرأة باستمرار على الاعتماد على حبة الخال في وجهها (إذا وجدت)، أو العمل على رسمها في النقطة المطلوبة حتى لتبدو شبيهة بحبة الخال كما تفعل ملايين النساء في الهند والطبيعية وكانت هذه الظاهرة منتشرة بين سيدات قصر الملك الفرنسي لويس الخامس عشر؛ لاكتساب المزيد من الألق والجمال. حبات اصطناعية هذا وفي السنوات الأخيرة ومع اهتمام النساء بعمليات التجميل بدأت ظاهرة وضع حبة خال اصطناعية، من خلال أطباء وخبراء التجميل، بل راحت بعض النساء يقمن بزرع حبات ألماس أو أحجار كريمة صغيرة في مواضع واضحة في وجوههن بحثاً عن الجمال والتميز، ونشاهد عبر التلفزيون صوراً مختلفة بين فترة وأخرى لفتيات ونساء شهيرات لديهن مثل هذه الحالات من حبات الجمال والخال الصناعية. ظاهرة طبيعية وتؤكد «د.أمليا جون» من مستشفى خاص في بنسلفانيا وتعمل أخصائية جلديه أنّ حبة الخال تظهر منذ الولادة ولا تزول مع النمو والتقدم بالعمر، أما لونها فيتراوح بين الزهري البني والأسود المائل إلى الزرقة الداكنة مثل حبة خال (اليزابث تايلور) وكونها ظاهرة طبيعية دائمة فحبة الخال تشكل معلماً من معالم جغرافيا الجسد والبشرة، وتسهم كثيراً في لفت النظر لمن يحملها، وتضيف:»أن التعريف الطبي العلمي لحبة الخال يبدو أكثر تعقيداً، فليس كل ما يظهر على البشرة يشبه حبة الخال هو حبة خال فعلاً فهناك بقع جلدية تشير لحالات مرضية مختلفة فقط يعرفها ويكتشفها طبيب الأمرض الجلدية»، مشيرةً إلى أنّ أسباب ظهورها غير معروفة ولكن دراسات التوائم والعائلات تؤيد وجود عامل الوراثة كمسبب، كما أنّ زيادة حجم أو عدد حبات الخال قد يصاحب فترة الحمل أو البلوغ أو استخدام بعض الأدوية أو الهرمونات. لمسة جمال والتقت «الرياض» بعض السيدات والفتيات اللواتي يحملن في وجوههن وأجسادهن حبات خال، بدايةً تقول الطالبة «نوره»: «لقد وهبني الله حبة خال فوق شفتي العليا مثل حبة خال الفنانة الشهيرة (كرافورد)، وهذه الحبة أشعر أنها تميزني كثيراً»، منتقدة تقليعات بعض البنات المتزايدة في تركيب «حبات خال» اصطناعية، وخصوصاً حين تكون من الألماس. وتشير «صفية» إلى أنّ لديها حبة خال تحت جفن عينها بمسافة تشبه حبة خال (صوفي دويز) وهي تشعرها بالتميز والاختلاف عن غيرها من حيث الشكل، مشيرة إلى أن عمليات التجميل لم تترك لنا هذه الخاصية، حيث هناك إقبالا كبيرا من الفتيات، وتحديداً «بنات الجامعة» في وضع حبات خال صناعية؛ لمنحها «مسحة جمال» تضاف إلى جمالها، وربما أحياناً هذه الحبة الصناعية هي من تضيف الجمال للمرأة!!. وتقول «أم سعد» -ربة بيت- «الحمد لله لدي حبة خال مميزة، وعلى الرغم من كوني قد تجاوزت عقدي الخامس إلا أنها تضيف لي لمسة جمال على ماوهبني إياه الله من حسن، وهي موجودة فوق أنفي وفي الوسط قريبة مابين الحاجبين حتى أنّ بعض السيدات اللواتي لم يعرفنني وأنا صغيرة يطرحن علي استفسارهن مَن هو جراح التجميل الذي وضع لك هذه الحبة الصناعية، وابتسم وأجيبهن بأنها طبيعية، وليست مقلدة!». وفي نفس السياق تقول «ام صالح» -معلمة- «أنّ لديها حبتي خال في عنقها وفي مستوى واحد في الجهة اليمين والشمال من رقبتها، وهما طبعا ليستا واضحتين للعيان، إلاّ من خلال أفراد أسرتها، ولكنهما حبتا خال مميزتان وتضيفان إليها تميزاً»، وتضيف أن ما يزعجها كثيراً تنافس كثير من الفتيات على وضع «حبة الخال» الصناعية، من خلال عملية التجميل، حيث لا تفرق بينها وبين الطبيعية، وربما كانت أجمل حين تكون تلمع من الألماس!.