حرم خاطف أمس أماً من مشاهدة ابنها بعد ساعات من صرخته الأولى في مستشفى الولادة والأطفال بالمدينةالمنورة. واختفى المولود في ظروف غامضة استنفرت لها الجهات الأمنية فرقها بحثا عنه في ظل توفر صورة التقطها والده له، فيما تشير المعلومات إلى أن الخاطف امرأة في الأربعينات من العمر. واكتشفت الحادثة في السابعة صباحا حين استيقظت الأم من نومها ولم تشاهد مولودها على سريره، فاستدعت الممرضات لتسألهن عنه، لكنهن فاجأنها وهن يخبرنها بأنهن لا يعرفن عنه شيئا، وسريعا بث "نداء" عن اختفاء المولود في أروقة المستشفى. ووسط بكاء وصراخ أم المولود التي أنجبته بعملية قيصرية صباح أول من أمس، أغلقت جميع بوابات المستشفى ومنع رجال أمنه خروج الأطفال للتأكد من هوياتهم، في حين باشرت الجهات الأمنية موقع المستشفى لحظة تلقيها البلاغ. وفي دقائق، تحولت غرف المستشفى وممراته من سكون يقطعه صراخ المواليد إلى ضجيج نداءات رجال الأمن بأجهزتهم اللاسلكية والذين باشروا الحادثة بمتابعة من مدير شرطة المنطقة اللواء عوض السرحاني، حيث طوقوا مبنى المستشفى والشوارع والمداخل والمخارج القريبة منه بغية التوصل إلى المولود المخطوف. فيما فتش فريق منهم جميع المركبات بجانب المستشفى بعد التعميم على جميع الفرق الأمنية العاملة في الميدان عن الطفل وأوصاف الخاطف، والذي تكشفت بعض ملامحه لاحقا، إذ تحفظت الفرق الأمنية على أشرطة الفيديو من كاميرات مراقبة، أظهرت بحسب مصادر أمنية في شرطة المدينة، أن الخاطف سيدة في الأربعينات من العمر، قمحية البشرة، وقد ترددت على غرفة والدة الطفل عدة مرات قبل فقدان المولود.. في حين أشارت معلومات أخرى إلى أن عددا من كاميرات المراقبة في أقسام المستشفى غير صالحة. وطالت تحقيقات جهات الأمن والد ووالدة وجدة المولود المخطوف. كما طالت جميع الكوادر الطبية والتمريضية والعاملين الموجودين في تلك الساعات. وعمم الأمن أوصاف الطفل والسيدة المشتبه بها على المنافذ الجوية والبرية، وأخضعت المركبات لتفتيش دقيق حتى ساعة إعداد الخبر للنشر مغرب أمس. وكشفت مصادر عن تشكيل فريق أمني بكفاءة عالية من شرطة المدينةالمنورة بقسمين: الأول للبحث والتحري والآخر للتحقيق مع المشتبه بهم والعاملين في المستشفى. وأصدرت مديرية الشؤون الصحية في منطقة المدينةالمنورة بعد سبع ساعات من وقوع الحادثة بيانا على لسان مدير إدارة العلاقات والإعلام والتوعية الصحية في المدينةالمنورة عبدالرزاق بن عبدالعزيز، أشار فيه إلى فقدان طفل ذكر عمره يوم كان تحت رعاية والدته وجدته وحالته مستقرة في الساعة السابعة صباحا، وبعدها بثت الممرضة المسؤولة نداء عن فقدانه. إلى ذلك، أكد مدير العلاقات والإعلام بمستشفى المدينة للنساء والولادة والأطفال عبدالعزيز بن حامد الأنصاري أن المستشفى يخضع لكافة كاميرات المراقبة، ويعمل على تطبيق كافة الاحترازات الأمنية للمواليد. وذكر الأنصاري أن إدارته ستفتح تحقيقا موسعا بعد انتهاء الجهات الأمنية من تحقيقاتها بهدف التعرف على طريقة وصول الخاطف إلى القسم، ومعاقبة المتهاونين في القيام بمهام عملهم. وأجرت مصادر اتصالا بمدير الشؤون الصحية في المدينةالمنورة الدكتور عبدالله الطائفي، فأشار إلى أنه تلقى الخبر برسالة نصية على جواله بسبب تواجده في الرياض لحضور اجتماع بالوزارة، دون أن يعلق على الحادث مطالباً بالاتصال بمدير مستشفى الولادة للحصول على المعلومات. الأب: 100 ألف لمن يعيد "أنس" روى والد الطفل المختطف من مستشفى المدينة للولادة والأطفال بدر المزيني لتفاصيل حادثة اختطاف طفله الذي لم يمض على ولادته 24 ساعة من داخل المستشفى، معلناً عن مكافأة مالية قدرها 100 ألف ريال لمن يدلي بمعلومات توصله إلى ابنه، ومحملاً في الوقت ذاته إدارة المستشفى المسؤولية لتدني مستوى الحراسات، بحسب حديثه. وكشف المزيني، وهو معلم، عن شكوكه وهو يلاحظ أثناء مرافقته لزوجته أمس، وبعد خروجها من غرفة العمليات وجود سيدة في العقد الرابع من عمرها ذات ملامح تميل للسمرة، بدا أنها من أهل المدينة بحسب طريقة حديثها، مشيرا إلى حديث دار بينها وبين زوجته وجدة الطفل، إذ زعمت السيدة أنها تعمل متدربة في المستشفى، وأنها حريصة على خدمتهم وخدمة الطفل خلال ساعات عملها. وأضاف المزيني أن السيدة ترددت عليه عدة مرات، كان آخرها في السادسة بعد فجر أمس، وهو يوم الحادث، مسترسلا: حين نامت أم المولود وجدته ساعة واحدة، اختفى الطفل. وقال المزيني وعيناه دامعتان، إنه سمى طفله المخطوف "أنس" لينضم إلى شقيقته رغد وأخيه عبدالرحمن، وإنه التقط له صورا بجواله، مشيرا إلى أنه لم يكن يتوقع أن تلك الصور ستصير إلى الجهات الأمنية لتساعدهم في إيجاد ابنه. وانتقد في الوقت ذاته الإجراءات الأمنية في المستشفى، قائلا: بعض كاميرات المراقبة لم تكن تعمل كما روى لي المحققون. قريبة للأم تستثير المصليات انتقلت تداعيات خطف الطفل أنس إلى المسجد النبوي الشريف، حيث اشتبهت مصليات عقب صلاة ظهر أمس، في سيدة سعودية كانت تعاين المواليد في قسم النساء، وتدقق في كل سيدة تخرج من الحرم، فأبلغن عنها بتهمة محاولة الاختطاف، ليتبين لاحقا أنها قريبة لأم الطفل المخطوف. وكانت تبحث عن المشتبه فيها داخل المسجد.