طالب عديد من مثقفي حائل بتنويع الاحتفالات الثقافية في المنطقة وإدراج المسرح والسينما ضمن برامج هذه الفعاليات لإدخال البهجة على المواطنين خاصة في أيام عيد الفطر المبارك، وكذلك احتفالات الجاليات كخيار مكمل للفعاليات، كما طالب بعضهم ب"استنساخ" أمين مدينة الرياض وتوزيعه على أمانات المناطق، أو على الأقل "استنساخ" تجربته وتعميمها. يأتي ذلك في الوقت الذي نفت فيه الغرفة التجارية تخليها عن مهرجانات العيد معتبرة أن دورها السابق كان يعتمد فقط على الدعم المالي، وهو ما انتهى عند تشكيل مجلس تنمية السياحة في المنطقة. وفي هذا السياق قال نائب رئيس النادي الأدبي بحائل عبدالسلام الحميد: إنني أطالب ب"استنساخ" أمين مدينة الرياض (الأمير الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عياف) وتوزيعه على بقية الأمانات في المملكة، متسائلاً ما ذنب المواطنين خارج مدينة الرياض لكي لا يكون لديهم مثل ابن عياف؟، وأردف: وإن استحال ذلك فعلى الأقل تعميم تجربته على بقية المناطق. وأضاف الحميد: إن مدينة الرياض أصبحت كل أيامها أعياداً، ويتجلى ذلك في المهرجانات الثقافية والمعارض والاحتفاليات المستمرة التي تضيف البهجة للمواطن. وعن دور أدبي حائل في تنظيم مثل هذه الفعاليات، قال الحميد: إن النادي تطغى عليه "الرسمية" ويحتاج إلى تضافر الجهود، لأن الميزانية لا تستطيع تنفيذ الفعاليات المرجوة، خصوصا وأن الفئة المستهدفة فئة شعبية. ودعا الحميد إلى تفعيل دور الجاليات كما كان يحصل في الماضي لإثراء المنطقة بثقافات متنوعة، وتشاركنا الجاليات فرحة عيدنا. صاحب ملتقى السيف الثقافي محمد السيف رأى أن "فرحة العيد اختلفت اختلافاً جذرياً عن جيلي وذلك قبل 45 سنة، ففي اليوم الأخير من رمضان كان الأطفال يقومون بارتداء ملابسهم عصراً كبروفة للعيد استعدادا للفرحة، وكنا نشهد يوم العيد عرضة نجدية في الصباح وعرضة أخرى في العصر، وكانت الفعاليات موزعة على كل حي، وكان لكل مجموعة مظاهر فرحتهم، فيما كانت البنات يلبسن حليهن وملابسهن الجديدة ويقمن بزيارة الجيران والأقارب، وتفتح البيوت ويتم استقبال المهنئين حتى وإن كانوا لا يعرفونهم. وأوضح السيف أن سبب تغير واختفاء تلك المظاهر يرجع إلى تغير مفاهيم الناس وتطور التكنولوجيا ودخول التلفزيون للبيوت، بالإضافة إلى تغير الساعة البيولوجية للناس، فقد أصبح ليلهم نهاراً ونهارهم ليلاً، وأصبح يوم العيد فراغاً لا ترى فيه أحداً إلاّ من بعد المغرب. وبين السيف أن الاحتفالات التي تقيمها أمانة المنطقة ما هي إلاّ احتفالات رسمية وليست للناس العاديين، فالمفترض تأجير الحدائق وتأهيلها لمستثمرين يستطيعون إعداد وسائل ترفيه وتحويل الساحات إلى أماكن جذب للجاليات والمواطنين، ولكن ما يحصل اليوم ما هو إلاّ مظهر رسمي فقط. وأكد السيف أن إضافة السينما والمسرح إلى فعاليات العيد ستكون أحد الخيارات التي تزيد بهجة الناس في العيد، مشيراً إلى أن عدم وجود هذه الفعاليات جعل العديد من العائلات والناس بشكل عام يلجؤون إلى البر أو الاستراحات أو أماكن خاصة لا تعكس عمومية العيد، ومن ثم تنغلق العائلة على نفسها والقبيلة على بعضها، بينما المفترض أن تشيع الثقافة العامة في تلك الاحتفاليات. ودعا السيف لأن يوكل للمؤسسات الثقافية والتربوية مهمة التنظيم والإشراف على مثل هذه الفعاليات، بالإضافة إلى دعم القطاع الخاص لها، وقال: أتصور لو أن كل مؤسسة استأجرت إحدى الحدائق وأقامت فعالياتها فيها لتغير شكل العيد وأصبح جالباً للبهجة. وعن "انسحاب" الغرفة التجارية بحائل من تنظيم فعاليات العيد – حسب تعبير البعض - قال الأمين العام للغرفة علي العماش: إن الغرفة لم تكن منظمة في السابق حتى تنسحب، إنما كانت الغرفة داعمة للاحتفالات بمبلغ مالي يدفع للجنة المنظمة وذلك قبل تشكيل مجلس التنمية السياحية في المنطقة قبل عامين، وهو المناط به تنظيم المهرجانات. وأكد العماش أن احتفالات العيد غير مجدية وغير مربحة لرجال الأعمال، مثل احتفالات الصيف وغيرها، نظراً لقصر أيام العيد، ولذلك لا يستهدفون العيد بحملاتهم، موضحاً أنه يتوجب على الجهات الحكومية دعم تلك الاحتفالات. وطالب العماش بتنويع الاحتفالات حتى تستهدف جميع شرائح المجتمع بما فيها الجاليات، معتبراً أن السينما والمسرح جزء مكمل لذلك التنوع. وأوضح العماش أن الفعاليات الحالية غير كافية بسبب قلة الدعم، ولذلك لا تظهر بالشكل الذي يليق بالمناسبة. وقال المواطن حمد بن ناصر العويصي (من أهالي مدينة حائل) إن احتفالات العيد لم تعد تهمهم على صعيد العائلة إلاّ في اليوم الأول من حيث التواصل والتزاور بين أفراد العائلة، موضحاً أن الفعاليات المنظمة لا تستطيع إضفاء البهجة على المواطنين نظراً لطابعها الرسمي الذي لا يستطيع معه الأطفال والنساء الإحساس بطعم الفرحة. وتمنى العويصي تنويع الفعاليات وإضافة فعاليات جديدة وخاصة للنساء والأطفال، بالإضافة إلى شريحة الشباب. وأكد العويصي أن الاهتمام من قبل الأهالي بالعيد لا يقابله شيء بإمكانهم تفريغ تلك الفرحة فيه، ومعظم الفعاليات ذات الطابع التجاري تفتقد للجاذبية وتركز على أمسيات الشعر الشعبي وكأن كل الناس مهووسون بالشعر في كل وقت.