وضع عثمان العمير ناشر إيلاف الالكترونية كعادته في الخروج عن المألوف ؛ أكثر من عنوان لمقابلته مساء اليوم في برنامج نقطة تحول مع المذيع سعود الدوسري على قناة الام بي سي . فكان أول العناوين المرحلة التي عاشها مع والده في المدينةالمنورة ، حيث أعترف بأن والده موسى العمير أرغمه على الدخول إلى مدرسة الحديث الغير نظامية آنذاك كونه – أي والده – متديناً ويرغب أن يسير ابنه على نفس الطريق . وكيف أن عمل والده كرئيساً لشئون الطلاب بالجامعة جعله يلتقي بالعديد من علماء الدول العربية والاسلامية ، مما أثر في شخصيته وجعله متلهفاً لمعرفة أكثر مما يعرف والده وجيله المتدين . عثمان العمير الذي أعترف بمخالفته خط والده وأقاربه منذ سن الطفولة ، أعترف بأنه لم يخرج كما أراده والده ، حيث كان ينتظره عالم دين إلا أن عثمان خالف هذه الإرادة لكونه يملك إرادة مختلفة . أما العنوان الثاني فكان حديثه بمرارة عن نبوغ والدته وحبها للقراءة والكتابة ، وهو الأمر الذي جعل خالها يطلب منها التخلي عن الكتابة خوفاً عليها من الانحراف ! رغم أنها كانت امرأة متعلمة وتكتب لشقيقها ، إلا أن النظرة لتعليم المرأة في ذلك الوقت قتلت موهبتها . ثالث العناوين كان سؤال الدوسري للعمير عن تأثير أصوله الخضيرية على نظرته للمجتمع الذي يغلب عليه الانتماء القبلي ، إلا أنه شدد على عدم تأثره بذلك كون أسرته كانت مكتفية مادية ، وتندر على نفسه عندما كان يتجاذب أطراف الحديث مع أصدقائه القبيليين في الرياض بأنه من عائلة ألمانية تصنع الحديد . وعن ماسونيته قال للأسف جاورت المنظمة في لندن إلا أنها لم توجه لي الدعوة ، ساخراً من رمي معارضيه له بمثل هذه التهم . ونفى العمير أن يكون تشجيعه لنادي الهلال رغبة في مجاراة أبناء الأمراء والعوائل الثرية ، وإنما جاء نتيجة تأثر زملاء الدراسة بالهلال وإعجابهم به . العنوان الأهم في تحولات العمير ، كان عن مجالسته للملوك وإزالة الضبابية حول هذه الجزئية من حياته ، حيث علق متسائلاً : إذا اتيحت لك الفرصة لمجالسة الملوك وصناع القرار ، هل أتركهم واتجه للعوام الذين يشهرون في وجهه الكرت الأحمر كل مرة، كاشفاً عن استغلال ملك المغرب الحسن الثاني لأذان الظهر لإعلان انتهاء المقابلة بعد أن واجهه بأسئلة ثقيلة . العمير كشف عن تلقيه ( شرهات ) من الملك فهد والملك عبدالله ، مؤكداً بأنه حصل على شرهة بسبعة أصفار من الملك فهد ، نافياً أن يكون بائعاً لذمته أو منتمياً لأجهزة الاستخبارات . أما العنوان الأخير فكان عن تجربته في إيلاف والشرق الأوسط ، حيث وصف الأولى بأنها ملأت الفراغ الذي عاشه بعد مغادرته الثانية ، في حين أعترف بعري تجربة إيلاف بالعري الإنساني الجميل ، وليس العري الجسدي ، حيث أن قسوة النظام البريطاني ساهمت في قلة أخطاء إيلاف . المقابلة التي احتضن جزء منها قصر العمير في المغرب ، شهدت اعترافه بأن الأطباء لن يعثروا على علاج للموت متراجعاً عن رأيه السابق ومفصلاً بأنه يقصد أنهم استطاعوا الوصول لأمور تساهم في زيادة العمر ، وكشف من خلاله عن علاقته بالمغرب وتأثير لندن في حياته الشخصية والمهنية ، وأن غازي القصيبي هو أهم شخصية استضافها في منزله بلندن ، كما أوضح قصة الفترة القليلة التي شارك فيها عائلته العزاء بسبب ظروف الطيران ، مؤكداً بأن علاقته بأشقائه ممتازة .