«طول الانتظار يقتل الأمل ويحيي اليأس»، هكذا ظل يردد الممنوحون قطعاً سكنية في مخطط المدائن «20 كيلومتراً جنوب حائل»، الذي تم فيه سحب أكثر من 4500 قطعة العام الماضي، ومازال المخطط ينتظر الفرج من أمانة حائل بعد أن أصبح مرتعاً للحيوانات المفترسة، ولا تتوفر فيه حتى الآن خدمات الكهرباء والإسفلت، التي هي من ضمن الشروط الأساسية للأمانات والبلديات قبل توزيع أي مخطط سكني على المواطنين، إلا أن أمانة حائل وزعت 4500 قطعة منحاً للمواطنين دون إنشاء البنية التحتية للمخطط على أن تنجز في أسرع وقت. تسليمها لوزارة الإسكان فيما طالب عدد من المواطنين الممنوحين قطعاً سكنية في مخطط المدائن، أمانة حائل بتسليم المخطط لوزارة الإسكان لتطويره أو سرعة إنجاز البنية التحتية من قبل الأمانة ليتم تسليمها للمقاول حتى يتسنى للمواطنين البدء في البناء والسكن. مولدات مؤقتة وذكر أحد الممنوحين قطعاً سكنية محمد الشمري، أنه لا يملك منزلاً ويعيش بالإيجار طيلة السنوات الماضية، وقال: عمري الآن تجاوز الخمسين، وأحاول الهروب من شبح الإيجارات وربما أضطر للبدء في البناء بهذا المخطط رغم عدم توفر أي خدمات تهيئ للحياة المدنية، مشيراً إلى أنه بعد ما يتم إنجاز منزله سيضطر لجلب مولد كهرباء لتشغيل منزله، حيث إن أعمدة الكهرباء لم يتم البدء في تنفيذها حتى الآن. مؤكداً أن الأمانة اشترطت مساحة البناء المطلوبة للوحدة السكنية بحدٍ أدنى ثمانين متراً مربعاً، مضيفاً إن بعض الممنوحين قطعاً سكنية في مخطط المدائن سوف يقومون ببناء استراحات من أجل التملك والحصول على صك لغرض البيع والبحث عن قطعة أخرى في أحد الأحياء التي تتوفر فيها خدمات داخل حائل، الأمر الذي قد يؤثر على مستقبل الحي وتأخير السكن فيه من قبل الممنوحين. وقف خيري وعلقت إحدى الأرامل الممنوحات في مخطط المدائن وهي سبعينية «يا وليدي ماعاد لي به لزوم» مضيفة، لم يعد بالعمر أكثر مما مضى، متسائلة: هل يحق لي أن أجعل هذه الأرض وقفاً خيرياً لكي تستفيد منه الأجيال المقبلة؟. وكشفت مصادر مطلعة للشرق أن أمانة منطقة حائل سلمت مشروع إنشاء البنية التحتية في المخطط لأحد المقاولين الموسم الماضي، وحتى هذه اللحظة لم يتم البدء في المشروع.