استغرب مهتمون بالثقافة ما آلت إليه المؤسسات الثقافية، بعد أن بدأت تنهج نهجاً مغايراً لكسب تعاطف العامة، ومن ذلك إعلان فتاة إثيوبية عشرينية، عاملة منزلية، إسلامها بمقر جمعية الثقافة والفنون بمهرجان الصحراء بحائل أخيراً، وهي عاملة منزلية. ومن الأمور الغريبة التي حدثت في جمعية الثقافة والفنون بحائل ومسابقتها للشعر بمهرجان الصحراء، تصويت الحضور على الشعراء، قبل إلقاء قصائدهم! وقال الشاعر عبدالله اليوسف: «أنني استغرب من التصويت قبل سماع الجمهور قصائدنا». وأضاف أنه شاهد أحد الشعراء ومعه 20 شخصاً، ليصوتوا معه بما فيهم عمالته. وفي «أدبي حائل»، أخذ النادي يسرد إنجازاته العام الماضي لجمعيته العمومية، ومما جاء فيها زيارته للمرضى وتعزيته لأحد الأشخاص. إلى ذلك نظمت جمعية الثقافة والفنون في حائل أخيراً، الجلسة الشعرية الثانية لشعراء منطقة حائل بعنوان: «شعراء حائل بين الحضور والغياب» وأدارها عمر بن عبدالمحسن، وشارك فيها الشعراء زياد الضويلي وماجد الجعفري وسالم العنزي ويوسف الرشيدي والمنشد ومقلد الأصوات ماجد العنزي. وانطلقت الجلسة بحديث للدكتور بندر الحمدان، الذي تناول قضايا في الشعر الشعبي وقال الحمدان: «إن الشعر الشعبي له مساحة واسعة غطت على الفصيح وأجناس أدبية أخرى، واكتسحت الساحة وعلى الشعراء الشعبيين تجويد شعرهم، فالكل سيكتب، لكن البقاء والتميز للأجود الذي يمتلك القدرة علي إقامة الشعر وزناً وقافيةً ثم القراءة المتعمقة، فابن فطيس، على سبيل المثال، يتميز عن شعراء الساحة بأن شعره من السهل الممتنع، والمتنبي شعره لو دققنا فيه لقلنا أنه «ولا بريال» لكنه سهل ممتنع». وعن الحركة الشعرية الشعبية في حائل، أوضح أنها لم تقدم لها الخدمة التي تستحقها إعلامياً، «فالمنطقة لديها شعراء وعوائل شاعرة وحتى قبائل شاعرة وكثير من شعراء المنطقة المجيدين لم يجدوا الظهور ولم يقدموا أنفسهم، وهنا أتحدث عن الشعر الجيد، فلا يكفي أن يمتلك القدرة على النظم والجرس الموسيقى، بل يحتاج إلى القراءة كما أن الشاعر يحتاج إلى من ينشر له في الإعلام مع القدرة على التقويم، والشعر لا يقيده النقد، مع أن بعض الشعراء يخشون من النقاد الذين يقتاتون على شعر الشعراء». أما الشاعر زياد الضويلي فقال إن الشعراء الشباب «يحتاجون إلى النقد، ونتمنى من الشعراء الكبار أن «يعطونا وجه» ويقدموا لنا الاهتمام، بدلاً من «بيّض الله وجهك»، مشيراً إلى أن الشعر الفصيح «لم يجتذب الشعراء الشباب، لأنهم لم يجدوا الموجه لهم».