انتشرت ظاهرة التسول بشكل لافت للنظر في منطقة حائل، وأخذت تتسع رقعتها وتتزايد يوماً بعد يوم من قِبل نساء شكلن الأغلبية والنسبة الأعلى بين متسولين شوّهوا مظهر المجتمع والشارع بالاحتيال واللجوء لأساليب استجداء مستهجنة وسرد قصص ملفّقة عن ظروفهن المادية والمعيشية. وأصبحت ظاهرة التسوّل تمثل مهنة وعملاً يومياً لبعض المتسولين الذين يظفرون من خلالها بمكاسب سريعة وسهلة، فيما تتمركز أكثر المتسولات في حائل عند مداخل ومخارج المساجد والجوامع، وأمام الصرافات الآلية وبوابات البنوك، إضافة إلى انتشار بعضهن عند المحلات التجارية والإشارات الضوئية والمتنزهات الترفيهية، فيما يتجه متسولون آخرون إلى محطات الوقود على الطرق السريعة. وقال عيد السويلم، إنه يشعر بتأنيب الضمير إذا لم يمد يده ليمنح المتسولين شيئاً، مؤكداً أن أغلب المتسولين يستغلون هذا الشعور لدى كثيرين مثله، مشيراً إلى أنها ظاهرة مزعجة، مطالباً الجهات المختصة في مكافحة التسول بتكثيف الحملات للقضاء عليها. وقال موسى العنزي «لا يكاد يخلو محل تجاري وصراف آلي وشارع في حائل من المتسولات، وتحديداً في شارع الملك خالد، وسوق الهنود، وأمام بوابات البنوك الرئيسة والصرافات الآلية». وأكد مشعل الشمري أنه لاحظ تمركز متسولة أمام إحدى الصيدليات طيلة ثلاثة أشهر، تمارس خلالها جميع الوسائل لاستدرار عطف المارّة والزبائن الذين يقصدون الصيدلية. أما موسى مرزوق فأكد أن المستولات يلجأن إلى مطاردة المتسوقين وسط الزحام في الأسواق وداخل المحلات التجارية إلى أن يعطوهن شيئاً. واستغرب سعود العنزي غياب دور مكافحة التسول في ظل انتشار المتسولات وملاحقتهن السيارات عند الإشارات الضوئية وفي المراكز التجارية وبوابات البنوك. وقال بندر معيض «الدولة لم تحرم المحتاج، فقد أنشأت الجمعيات الخيرية والضمان الاجتماعي ومنحت المساعدات المعيشية». من جهته، أكد ل«الشرق» المتحدث الرسمي في شرطة منطقة حائل العقيد عبدالعزيز الزنيدي، أن حملات رصد وضبط المتسولين والمتسولات مستمرة طوال أيام العام، مشيراً إلى أن أغلب من يتم القبض عليهم من الوافدين أو من مخالفي أنظمة الإقامة، لافتاً إلى أنه تتم إحالة المقبوض عليهم إلى جهات الاختصاص لاتخاذ الإجراءات النظامية بحقهم.