تتغاضى كثير من المنظمات الدولية عن جرائم ميليشيات الحوثي الإرهابية بحق الطفولة في اليمن، وفي الوقت نفسه تضج ويرتفع تنديدها بالممارسات المماثلة التي تنفذها ميليشيات أخرى في بلدان أخرى كسوريا أو العراق من قبل تنظيم داعش الإرهابي، وكلها تنظيمات فقدت الإنسانية، واعتنقت الإرهاب، ولم تعد تعيش بغير انتهاك الأعراف والقيم والقوانين الدولية. والتساؤل الذي ما زال يبحث عن جواب، لماذا الصمت الدولي تجاه ممارسات الحوثيين وانتهاكاتهم؟ قد لا نجد جوابا واضحا، لكن ما هو واضح أن المنظمات الدولية من خلال تتبع مواقفها تبين أنها تكيل بمكيالين، حيث يظهر تدليلها لميليشيات الحوثي والميليشيات التي يدعمها النظام الإيراني في كل من العراقوسوريا، حيث ترتكب تلك الميليشيات انتهاكات وجرائم فظيعة بحق الإنسانية وبحق الطفولة، لكنها تصرخ في بلدان أخرى. ورأى كتاب ومتابعون أن الدول الكبرى تتغاضى، بل وتساعد الإرهاب الإيراني على التمدد رغم كل انتهاكاته التي طالت كل شيء، ومن ضمنها انتهاكات الطفولة، بينما تصرخ بمسمى حقوق الإنسان ضد الدول المعتدلة في المنطقة العربية، وعلى رأسها المملكة التي دعمت وما تزال تدعم السلام في اليمن، وتعمل على حماية حقول الأطفال، وتبذل الجهود الكبيرة لتأهيل الأطفال اليمنيين الذين جندتهم ميليشيات الحوثي وزجت بهم في محارق الموت. وقال الكاتب هاني مسهور: "إن العالم انتفض عندما بث تنظيم داعش الإرهابي مقاطع تلفزيونية لتدريب الأطفال في سورياوالعراق عندما كان يبسط نفوذه على مساحة منهما"، وهي جماعة إرهابية بإجماع الدول، لكن مسهور يضيف فيما يخص الأطفال في اليمن أن: "العالم نفسه والعواصم ذاتها التي غضبت لأجل أطفال سورياوالعراق هي ذات العواصم التي تتابع ليس تدريبات للأطفال على الحرب (في اليمن)، بل متابعة أطفال يقاتلون في الحرب نفسها، ويحملون بأيديهم القنابل والرصاص". وأضاف: "مفارقة صادمة بين تعامل العالم مع جريمة داعش وجريمة الحوثيين وهما وجهان لعملة واحدة، مفارقة تصيب بالخيبة من هذه العواصم التي لا ترى فيما يحصل لأطفال اليمن جريمة تستحق العقاب عليها". من جهة أخرى تسعى ميليشيات الحوثي لتدمير الأطفال تربويا ونفسيا، بغية تدمير الأجيال القادمة في اليمن، وتوسيع المعاناة، وتطويل مدى الكارثة، حيث أكد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، في تغريدات على «تويتر»، أن العملية التعليمية في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية انحرفت عن غايتها، وتحولت المدارس إلى أوكار لغسل العقول ومسح الهوية، وبؤر لتجنيد أطفالنا كوقود للحرب، وحوائط مبكى لمن يسقط منهم في جبهات القتال".