تؤكد الوقائع يوما بعد الآخر على دموية الميليشيا الحوثية الإيرانية الإرهابية وجرائمها التي ترتكبها في حق اليمنيين على كل المستويات وشرعنتها لعمليات اختطاف الأطفال لتجنيدهم والزج بهم إلى ميادين القتال ضاربة بعرض الحائط على كل القوانين والشرائع والمواثيق الدولية والأعراف والتقاليد، التي تحرم وترفض وتمنع استغلال الأطفال بأي شكل من الأشكال وبالذات في الزج بهم لساحات الحروب وإجبارهم على ذلك بالاختطاف والترويع وتهديد أسرهم، وبالرغم من وضوح هذه الجريمة واستمرار الحوثيين في هذا النهج الدموي اللا أخلاقي نجد منظمات دولية كثيرة تسكت عن إدانة هذا السلوك الإرهابي وأحيانا تتواطأ فيما يبذل تحالف دعم الشرعية في اليمن مجهودات مقدرة لإنقاذ هؤلاء الأطفال من جحيم الحوثي وتأهيلهم وإعادتهم إلى طفولتهم البريئة وأسرهم وحياتهم الطبيعية ليخدموا اليمن تحت ظل الشرعية . مأرب تشيد بدور «الملك سلمان للإغاثة ووثاق» وكيل محافظة مأرب الدكتور عبدربه مفتاح أشاد بما يقدمه مركز الملك سلمان ومؤسسة وثاق للتوجه المدني، في تأهيل وتدريب للأطفال المجندين والمتأثرين من الحرب في اليمن الذين زجت بهم الميليشيا الانقلابية في جبهات القتال وبين أن الميليشيا الانقلابية زرعت المآتم والمآسي لدي أولياء الأطفال عندما اقتادتهم إلى جبهات القتال دون رحمة من دين أو وازع ضمير.ولفت وكيل محافظة مأرب إلى المواقف الإنسانية التي يقدمها مركز الملك سلمان للشعب اليمني عمومًا وعلى وجه الخصوص إعادة تأهيل الأطفال وإدماجهم اجتماعيًا بعد أن عاشوا أيامًا صعبة في جبهات القتال. معسكرات للأطفال بعمران رصد المراقبون قيام ميليشيات الحوثي الانقلابية في نهاية 2017بتجنيد أكثر من 450 طفلا من أبناء محافظة المحويت غرب صنعاء إجباريا، وأرسلتهم إلى جبهات القتال رغم ممانعة أهاليهم.. كما أنشئت معسكرات تدريب أخرى في عمران لنفس الغرض . وأكد الأهالي أن الأطفال لا تتجاوز أعمارهم ال13 عامًا، وجرت عملية التجنيد من أمين عام المجلس المحلي بمديرية ملحان الموالي للحوثيين، والذي جمع نحو 50 طفلا لحضور دورة ثقافية، ليتفاجأوا بعدها بإرسالهم إلى جبهات القتال.. وذلك نظرًا للنقص الحاد في العنصر البشري المقاتل مع الانقلابيين نتيجة لارتفاع أعداد قتلاهم في المواجهات الأخيرة. وأشارت المصادر إلى أن الأطفال الذين يتم التغرير بهم، سواء من خلال الإغراءات بأنه سيتم منحهم أسلحة، أو بالقوة بعد اختطافهم من آبائهم، تمت إعادة العشرات منهم إلى أسرهم في نهم، قتلي في صناديق خشبية. تجنيد 10 آلاف طفل خلال عام قدرت مصادر حقوقية يمنية قيام ميليشيات الحوثي الانقلابية بتجنيد نحو 10 آلاف طفل خلال 2016. وكانت عمليات تحرير مناطق متعددة من المتمردين كشفت عن الانتهاكات التي ارتكبها المتمردون بحق الأطفال، ولاسيما على صعيد تجنيدهم للمشاركة في المعارك.. وسبق للجيش الوطني والمقاومة أن أعلنت مرارًا أسر مقاتلين أطفال في صفوف الميليشيات، مؤكدة أنها قد حصلت على أدلة عديدة تثبت تجنيد الحوثيين لأطفال دون السن القانونية، وإجبارهم على خوض المعارك، رغم التقارير الدولية التي حذرت من مغبة تجنيد الأطفال واستخدامهم وقودًا للنزاعات والحروب. إفادات الأطفال تكشف بشاعة المليشيات لقد انكشفت تصرفات ميليشيا الحوثي الإيرانية من خلال إفادات عدد من الأطفال الذين خطفتهم الميليشيا الانقلابية، والذين بينوا أن رجال الحوثي كانوا يتركونهم دون طعام وشراب وإجبارهم على حمل السلاح للزج بهم في المعارك.. وتشير الإحصاءات منذ مطلع العام الحالي إلى أن 305 من الأطفال اليمنيين من 14 محافظة زج بهم الحوثيون إلى ميادين القتال، وأن 70 في المئة من هؤلاء الأطفال قُتِلوا في المعارك، فيما جُرِح 8 في المئة منهم، في حين أن 13 في المئة ما زالوا على جبهات القتال. الملك سلمان للإغاثة تؤهل الأطفال مدير مركز "الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية" في اليمن عبدالرحمن القباطي قال: لقد بدأنا منذ عامين بتأهيل الأطفال اليمنيين الذين تم إنقاذهم من جبهات القتال نفسيا واجتماعيا، وتم تأهيل 215 طفلا تأهيلا كاملا، من بينهم 181 طفلا جندهم الحوثيون.. وبحسب شهادات أطفال في المركز، فقد بينوا أنه اختطافهم ونقلهم لأماكن وعرة دون طعام أو شراب، ثم إجبارهم على حمل السلاح بالقوة والضرب. اختطفنا وحملنا إلى صعدة وقال الطفل عبدالرحمن علي، 12 عاما: إنه "تم اختطافه من قبل الحوثيين مع مجموعة من الأطفال وتم نقلهم إلى صعدة، مبينا أن الحوثيين قسموا الأطفال حسب الأعمار السنية. وتوزيعهم على الجبهات واستدرك قائلا: "لم أستطع حمل السلاح وأجبرت على ذلك بالقوة والضرب"، مضيفا أنه وأقرانه من الأطفال سلكوا مواقع جبلية وعرة، وأن اثنين منهم توفيا بسقوطهما من المرتفعات الشاهقة، مشيرا إلى أن الحوثيين يتركون الأطفال في مواقع بعيدة دون طعام أو شراب، ويعاملونهم بعنف وقوة.. وبين طفل آخر أن الحوثيين قتلوا صديق والده أمام عينيه، وقاموا بقتل طفل آخر في مشهد مماثل، مؤكدا أن الميليشيات تمارس أعمالا إجرامية دون وجود رادع لها. اختطفوه من الشارع العام بدوره، ذكر الطفل حسن عامر، الذي لم يتجاوز عمره العاشرة، أن الحوثيين خطفوه من الشارع في سيارة من نوع جيب ووجد نفسه مع ثلاثة أطفال آخرين يبكون، لافتا إلى أن الحوثيين أخذوهم إلى مكان مجهول وهددوا كل من يبكي بالضرب.. وأضاف أن الحوثيين قالوا للأطفال إنهم ذاهبون بهم لقتال تنظيمي القاعدة وداعش لمدة ثلاثة أيام، لافتا إلى أن الأطفال لم يفهموا معنى داعش والقاعدة، مؤكدا أن الأطفال تيقنوا من كذب الحوثيين بعد ذلك إذ إنهم لم يعودوا لبيوتهم. نعيش طفولتنا بمركز الملك سلمان وأوضح الطفل حسن عامر: اليوم نحن في مركز إعادة تأهيل الأطفال المجندين، وجدنا الطعام والفراش والراحة، نحن نعيش طفولتنا في المركز، وشكرا للملك سلمان، ونريد أن نشاهد باقي الأطفال معنا هنا".