مازالت جماعة الحوثي تصر على استغلال الأطفال والقصر بأبشع الطرق في حربها ضد الشرعية اليمنية، وترمي بعرض الحائط كافة المطالبات الدولية لها بالعدول عن أهدافها الوصولية في السيطرة على البلاد بالقوة، والكف عن انتهاكات حقوق الإنسان وارتكاب الجرائم في حق المدنيين والأطفال، لترتكب جريمة مزدوجة أخرى في حق القصر من أبناء اليمن، حيث كشفت تقارير إخبارية أن جماعة الحوثي ترغم الأطفال الذين قامت بتجنيدهم على تناول حبوب هلوسة، ثم الدفع بهم للقتال في الصفوف الأمامية هذا ما كشفه تقرير لمركز المزماة الإماراتي للدراسات والبحوث في تقرير استلمت "الرياض" نسخة منه. حيث أكد التقرير أن هذه الانتهاكات التي يمارسها قادة الحوثيين في حق أبناء اليمن، أثارت انتقادات وإدانات دولية واسعة، ودعت العديد من المنظمات الحقوقية إلى تقديم المسؤولين عن الانتهاكات بحق الأطفال اليمنيين إلى محاكمات دولية عاجلة، وخاصة أن معدلات تجنيد الأطفال في اليمن ارتفعت بنسبة خمسة أضعاف منذ انقلاب الحوثيين على الشرعية وإدخال البلاد في دوامة العنف، ويعتبر الزج بالأطفال اليمنيين في المعارك واستغلالهم كدروع بشرية من قبل جماعة الحوثي، انتهاكاً للأعراف والمواثيق الدولية، واغتيالاً لبراءة الأطفال، وتعدياً على حرمات الأمهات والبيوت. وأضاف التقرير أن صحيفة واشنطن بوست أكدت في تقرير لها أن الحوثيين يعتمدون على القاصرين الذين يشكلون حوالي ثلث عدد مقاتليهم في معاركهم، أي ما يزيد على ثمانية آلاف طفل لم تتجاوز أعمار أغلبهم ال13 عاماً، وفي نفس السياق كشف تقرير مصور من العاصمة اليمنية صنعاء لشبكة (أيه بي سي) الأسترالية عن استخدام جماعة الحوثي الانقلابية لعدد كبير من الأطفال كجنود، وأشار التقرير إلى أن بعض هؤلاء الأطفال تقل أعمارهم عن 12 عاماً، ويشكل الأطفال نحو 30% من مجموع المقاتلين الحوثيين. وأشار التقرير انه ووفق التقارير الصادرة من الداخل اليمني، فإن أعداد الضحايا الأطفال تتزايد بشكل ملفت للانتباه، وهو ما يكذب رواية الحوثيين بأنهم يستخدمون الأطفال لإدارة نقاط التفتيش وليس خوض القتال، وكانت منظمة الأممالمتحدة للطفولة "اليونيسيف" أكدت سابقاً على تورط جماعة الحوثي في جرائم بحق الأطفال، كإجبارهم على التجنيد واستخدامهم كدروع بشرية في الصفوف الأمامية للقتال. وتسلمت الحكومة اليمنية من المملكة العربية السعودية نحو 54 طفلاً أسيراً كانت جماعة الحوثي قد دفعتهم إلى جبهات القتال على الحدود، وكانت قيادة الجيش الوطني اليمني أيضاً قد أطلقت سراح أطفال حوثيين تم أسرهم في المعارك الدائرة مع ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح لتثبت للعالم وعلى مرأى الجميع تورط جماعة الحوثي في تجنيد الأطفال وانتهاك حقوق الإنسان بشكل صارخ. وما يزيد الأمر فجاعة، ما كشفته تقارير حقوقية عن تعرض الأطفال اليمنيين في القتال للاعتداءات الجنسية من قبل عناصر الحوثيين، إضافة إلى إرغامهم على تناول حبوب الهلوسة ليتسنى لهم السيطرة على عقولهم ودفعهم نحو المجهول، واستخدامهم في محاولة اختراق الحدود السعودية. وتعتمد حالياً جماعة الحوثي الانقلابية على الأطفال والقصر لتعويض النقص في صفوف مقاتليها، بسبب الخسائر الكبيرة التي تكبدتها في المعارك الدائرة ضد القوات الشرعية إضافة إلى الغارات التي تشنها مقاتلات التحالف العربي على مواقع الانقلابيين في شتى أنحاء اليمن، وتجبر جماعة الحوثي العديد من العائلات اليمنية إلى إرسال أبنائهم للقتال تحت التهديد، ومنها من تغريها بمقدار من المال مستغلين تفاقم الفقر والحاجة في المجتمعات التي تخضع تحت سيطرتها. ويعتبر تجنيد الأطفال صفة تشترك فيها كافة التنظيمات والجماعات الإرهابية، وتجد منها طريقة لسد العجز في صفوفها، وعادة ما تقيم معسكرات تدريب للأطفال، وقد بدأت هذه الظاهرة بشكل واضح في تنظيم القاعدة، ثم استخدمها تنظيم داعش وجماعة الحوثي، وتستغل الجماعات الإرهابية براءة الطفولة لغسل العقول بسهولة، وجعلهم أداة ضاربة يدفعون بهم إلى المعارك أو تنفيذ عمليات إرهابية.