لاشك أن صيام رمضان بين الأهل والأقارب والأصدقاء له رونق مختلف بطقوسه المتعارف عليها في كل بيئة ومنطقة، مع حلاوة الاجتماع والسهرات واللقاءات بين أفراد الأسرة الواحدة أو بين أفراد الحي سواء في المساجد أو في المنازل، الأمر الذي يفتقده المغتربون عن أرض الوطن أو المبتعثون من أبنائنا وبناتنا الذين يواصلون الدراسة أو العمل، مشتاقون إلى الأهل والحنين إلى الصيام بينهم. وذكر أيمن السعيدي طالب دكتوراه مبتعث في بريطانيا أن روحانية الشهر ليست كما هي في أرض الوطن، وكطالب دكتوراه فإني لا أستطيع التوقف عن البحث والعمل خلال الشهر الكريم، حيث أعمل من الظهر تقريباً بمكتبة الجامعة حتى العصر، ثم أعود إلى البيت، ويتخلل ذلك أحياناً اجتماعات مع المشرفين أو مهام عملية، علماً أن ساعات الصيام طويلة في بريطانيا تصل إلى 19 ساعة، وفيها النهار طويل ومتعب بعض الشيء، والليل قصير جداً، لكن درجات الحرارة معتدلة، وهذا يخفف من حدة الصيام والشعور بالعطش بعض الشيء، والإفطار غالباً مع أسرتي الصغيرة، وفي بعض الأحيان يكون في المسجد إلى جانب المشاركة في تفطير الصائمين من قبل الأندية السعودية تطوعاً ورغبة في الثواب في هذا الشهر المبارك، علماً أن المبتعثين السعوديين – ولله الحمد – لهم بصمة واضحة في إفطار الصائمين وإمامة الصلاة، وأحب أن أؤكد لكم هنا أننا جميعاً نشعر أن شهر رمضان ليس شهر كسل بل مطلباً للتوازن بين متطلبات الحياة وبين العبادات الدينية والدراسة. وأشار المبتعث بالولايات المتحدة الأميركية أحمد عيد أبوردحه إلى أن صيام رمضان خارج المملكة يفتقد الكثير من الروحانية، حيث يفتقد الأهل والأقارب والاجتماعات واللقاءات والصلاة معهم، وبفضل الله ومنته ورحمته – كما يقول – استطعنا خلال الغربة أن نصنع أجواء رمضانية قريبة من أجواء البلد بالتعاون مع إخواننا المبتعثين سواء من المملكة العربية السعودية أو من دول مجلس التعاون الخليجي أو الوطن العربي، ممارسين عدة أنشطة من بينها عمل إفطار جماعي، وصلاة التروايح، وقراءة القرآن الكريم، وبعدها العودة للمنزل ومشاهدة التلفاز، ويليها الذهاب إلى النوم الساعة 12 بحكم أن صلاة التراويح تنتهي غالباً في حدود هذا الوقت، فلا يوجد لدينا وقت للسهر؛ لأننا نستيقظ باكراً للذهاب إلى الدراسة ما بين الساعة 8 إلى 10 صباحاً. مضيفاً: إننا في نهاية الأسبوع نجد متسعاً من الوقت لعمل إفطار جماعي، ثم الذهاب للمسجد وتوزيع تبرعات خيرية، وأحياناً نقوم بدعوة أصحاب لنا من الجنسية الأميركية مؤكدين نشر أخلاقنا الطيبة وعاداتنا الحميدة وديننا السمح وتربيتنا التي تربينا عليها في وطننا الغالي.