يبدو أن رئيس الاتحاد القادم نواف المقيرن في طريقه لأن يرفع شعار "الهدوء الذي يسبق العاصفة"، منذ اختياره رئيساً للنادي التسعيني بتكليف من رئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ وهو يتحدث على خجل، لم يشعل الفضاء بالوعود، ولم يمارس "الفهلوة" ودغدغة مشاعر الجماهير عبر المقابلات والمؤتمرات الصحفية، توارى عن الأنظار إلا عند الضرورة وفي وقت يحتاج فيه جمهور الاتحاد إلى طمأنته حول بعض الملفات التي أزعجت أنصاره فترات طويلة، وهذا يعني أن الرجل حريص كل الحرص على أن يكون عمله بحجم الوعود التي فرضها على نفسه من أجل "العميد" وقيادته إلى واقع جديد ومستقبل جميل، ما جعل جماهير الاتحاد تترقب حضوره وقراراته وتصريحاته وظهوره لإعلان صفقات جديدة والتفاعل معه عبر شبكات التواصل "تويتر" قبل فترة. عمل المقيرن المغلف بالهدوء يؤكد أنه يدرك جيداً قيمة نادي مثل الاتحاد ويشعر بما تريده جماهيره الغفيرة التي اكتوت بنار الحرمان من التعاقدات في فترة ماضية، فضلاً عن ملفات الديون التي أثقلت أدراجه وذهب الكثير منها إلى أروقة الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" تحت تواقيع مدربين ولاعبين، وصدرت فيها أحكام، والبعض تداركته الإدارة المكلفة بقيادة حمد الصنيع، وحلته بالجدولة وتسديد المبالغ على دفعات، لذلك من الطبيعي جداً أن تترقب الجماهير ومعها الإعلام الرياضي الموسم المقبل، وما الذي سيقدمه "العميد" مع الرئيس الجديد القادم لقيادة ناديها من العاصمة الرياض، وهل يكون فعلاً عمله بحجم صمته، وكلماته القليلة ولكنها تحمل تباشير عمل مميز وتفاؤل كبير؟. الكثير من الاتحاديين يعلقون عليه آمالاً كبيرة على رؤيته المستقبلية ويشعرون أنها غير عادية، مستمدين ذلك من بعض تغريداته التي فرضتها الحاجة من أجل التوضيح وإشعار كل اتحادي أنه خلف النادي وأنه يعمل بعيداً عن الأنظار من أجل طي صفحات الإخفاقات والتعامل مع عهد جديد من الخطط والنجاحات والتفافة الاتحاديين حوله، وهذا ما يريده الرئيس المكلف، لا يبحث عن الصراعات وأن النادي ملك لمجموعة معينة كما كان يظن البعض سابقاً، إنما ملك لجماهيره التي تتوزع في أرجاء الوطن الكبير ويهمها جداً أن يكون الرئيس قوياً مالياً وفاهم إدارياً وأن ينتشل فريقها من الإحباطات ويقدمه بثوب جديد وحضور مميز وخروج من جلباب الديون التي تعد الأعلى بين الأندية السعودية. وما يجب أن يتنبه إليه رئيس الاتحاد القادم وبكل تأكيد أنه لا يخفى عليه، ولكن من باب التذكير هو ذلك الإعلام الذي تعود أن يجري خلف الأشخاص، وليس الكيان وهذا أمر لا بد من وضعه في الاعتبار، حتى لا يخفق -لا قدر الله- ويعيش وسط الصراعات والضغوطات وتحريض "كتلة" ضد الأخرى والمبالغة في التشاؤم أو التفاؤل، هذا ما أسقط الاتحاد في فترات سابقة ووضعه رهينة الديون والفشل الإداري والإخفاق الفني وتكاثر الصفقات بلا فائدة، إدارات اتحادية سابقة لم تتعامل مع هذا الإعلام كما يجب، هناك من قربه، وآخرون حاولوا اللعب به، وفئة ثالثة لم تكن حازمة معه ف"تفرعن" وعاش حقبة من التجاوزات على الأشخاص والعمل لمصالحه وليس من أجل الاتحاد، ويقيننا أن عهد تركي آل لشيخ ودعمه القوي لرؤساء الأندية ومحاسبتهم ينذر بتواري الكثير من الإعلاميين خصوصاً الذين تعودوا على مهاجمة بعض الرؤساء إذا لم يقربوهم منهم، ولعل ما حدث سابقاً للاتحاد على المستوى الإعلامي يكون درساً مفيداً للمقيرن حتى يتفادى الكثير من السلبيات التي ربما وضعها في ملف الملاحظات، ولا يمكن أن تنطلي عليه تفادياً لتكرار التجارب مع إدارات سابقة حاولت مسك العصا من المنتصف ولكنها لم تنجح لأن "إعلام المصالح" تسلطن عليها واستمات بكل ما أوتي من قوة من أجل تركيعها فدفع "العميد" الثمن وعاش حقبة سيئة على مستوى الإدارة والمال والنتائج والحضور الضعيف في البطولات. الاتحاديون يتطلعون لواقع جديد ومميز لناديهم