نغضب حين يهتز المنتخب، بل إن البعض بيننا يذهب لينتقي من العبارات القاسية ما يجابه بها اللاعبين، لكن السؤال هل بهذه الطريقة يمكن لنا تدارك تلك الهزات ومعالجتها؟ أم إن الأمر يحتاج إلى معرفة واقعنا الرياضي على حقيقته حتى نصل لمكمن الخلل، ومن ثم نبدأ في وضع الحلول، منذ أعوام ونحن نحوم حول المشكلة دونما قدرة على تحديد مسبباتها، إما جهلاً وإما مكابرة، ولهذا فالنتيجة تأتي كعادتها في ثوب الصدمة، احتراف، ملايين، ميزانيات، ورش عمل فيما الحصيلة غير تلك التي نخطط لها أو نحلم بتحقيقها. المنتخب هو عصارة الأندية وعصارة الاحتراف، وقبل أن نلقي باللائمة على المدرب علينا أولا الاعتراف بأن في منظومة العمل الشاملة هفوات بل كوارث يجب أن تصحح وإلا فإن ما سوف نجنيه في القريب العاجل لن يختلف عما كان عليه في القريب الفائت. قبل أن نفكر في منتخب قوي علينا التفكير في الوسائل التي تسهم في تلبية هذا المطلب، أما أن نقف في محطات الأمل والأماني فهذه أثبتت لنا مع الوقت بأنها مجرد سراب، ولهذا وجب القول إننا ولكي نتطور ونتحصل على منتخب حقيقي يستعيد هويته المفقودة فالضرورة هنا تتطلب النظرة لواقعنا الرياضي وكيف يدار، هل يدار بالاحترافية الحقيقية أم يدار بالمزاجية وصناعة لوائح وقوانين تتغير بتغير قناعة المسؤول. الأندية واللجان ونظم الاحتراف وثقافة اللاعب ومستوى ما يطرح إعلامياً جميعها أسباب بارزة ساهمت بجلاء في إعاقة كرتنا، وإذا لم نمتلك الشجاعة في الاعتراف بكل هذا الواقع المرير فمهما روجنا ودعمنا ودفعنا وكتبنا وقررنا فلن يتبدل الحال وسنبقى «مكانك راوح». ثقافة المال حكاية والتركيز عليها قضية ولو قارنّا اللاعب السعودي المحترف فنياً بما يتقاضاه بالريال والدولار حتماً ستقدم لنا الإجابة بعضاً من ملامح هذه المعاناة التي حولت كرة القدم السعودية من تاريخ مرصع بالإنجاز إلى بديل محبط ومؤلم. تعادلنا مع أوكرانيا وخسرنا من بلجيكا وبين التجربتين الكل على اعتقاد بأن «الأخضر» لايزال يعاني من ندرة الموهبة الفعلية المؤثرة، فجميع من هم في القائمة محترفين بالاسم، أما من حيث المعطيات فهم أقل حتى من الهواة. ليست قسوة بل حقيقة يجب الاعتراف بها، ولعل أول من يجب أن يتأثر من قول الحقيقة هم اللاعبون، كون التأثير بمعرفة الحقيقة قد يكون السبب في استعادة القتالية والروح الحماسية في كل تجربة أو في كل حدث رسمي يمثلون فيه شعار الوطن. ختاماً، مبروك للفيصلي، أما الأهلي فما جناه في موسم أضاعه في يوم، لاعبون بمثل هذه الروح الانهزامية يستحقون الخسارة، وسلامتكم.