كان منتخبنا على رأس القارة الآسيوية وممثلها لأربع مرات متتالية في المونديال، وكنا نقول: إن الاحتراف سوف ينقلنا من عالم المشاركة إلى المنافسة!! كنا نمني النفس لكن الأماني سبقتنا والأحلام لم تكف لنلحق بها!! ها هو المنتخب السعودي الذي كان صاحب الصولة والجولة في القارة الصفراء يعجز بعد ثلاثة وعشرين عاماً من تطبيق نظام الاحتراف ومشاركة اللاعبين الأجانب يعجز أن يفعل شيئاً، وها هو وعلى أرضه و بغيبة من جماهيره، يعجز عن الفوز في مباريات ودية تحرر فيها من الضغوط، وهاهو المنتخب الذي أحرج هولندا و أسقط بلجيكا قبل تسعة عشر عاماً يعجز عن الفوز على نيوزيلندا وترينداد!! وهاهو الفريق الذي كان مشعاً في تصنيف الفيفا الشهري قبل سنوات يعود إلى الوراء وما من شك أن خسارتيه في الدورة الدولية سيزيدان من أرقام التراجع!! ولن أقول الخيبة!! فالواقع أن الشارع الرياضي لم يعد قادراً على التفاؤل ولم يعد قادراً على الانتظار ولم يعد قادراً على المزيد من الصبر والوعود!! في سنين خلت كان الرياضيون في المملكة وكل محبي الأخضر ينتظرون مشاركته في المونديال، واليوم تبدلت الحال، وأصبحت حتى مشاركته في بطولة أمم آسيا التي كان فرس رهانها الأول مهددة بالغياب للمرة الأولى منذ العام 1984م الذي شهد ميلاد منتخب فعل كل شيء لكن أسلافه أضاعوا كل شيء للأسف!! هنا.. لا بد من الاعتراف بأن من الصعوبة تحميل اتحاد كرة القدم الحالي كل أسباب الإخفاق، كما أن ليس من المنطق أيضاً أن نبرئه من كل شيء، فالواقع يقول: إن اتحاد الكرة وإدارة المنتخبات لم يقدما حتى الآن على الأقل العمل الذي يشي بأن المنتخب الذي كان سيعود، ولم يتحركا حتى الآن أي خطوة حقيقية لتغيير شكل الأخضر وعلاج مشاكله!! والواقع أيضاً أن كل ما تم القيام به هو مجرد تغيير أسماء الأجهزة الإدارية للمنتخب وإلغاء عقد ريكارد... أما باقي العمل فهو على النسق الأول دون أن نتعلم من أخطائنا!! المنتخب السعودي يعاني ويعاني ويعاني، وهذه حقيقة لا بد من مواجهتها، وهنا لا بد من التذكير أن رئيس اتحاد الكرة قد وعد ضمن حزمة وعود في برنامجه الانتخابي أن يعمل ليكون المنتخب ضمن الأربعين الأوائل على مستوى العالم، لكن الوعود في النهاية تحتاج إلى عمل حقيقي وليس انتظار فرج قد يأتي و قد لا يأتي!! عندما نريد تطوير المنتخب علينا في البداية تطوير البنية التي يقوم عليها، المنتخب في جميع دول العالم هو نتاج عمل الأندية، مهما عمل اتحاد الكرة وغير في الإداريين والمدربين لن يكون قادراً على صناعة أي نجاح مادامت الأندية بعيدة عن هذا العمل، يجب أن يلتقي الاتحاد بالأندية وأن يؤسسا لعمل حقيقي يعيد المنتخب الذي كان على كل لسان!! لقد ملَ الشارع الرياضي والمتابع العادي وهو يسمع بأخبار المنتخبات السعودية، فجل النتائج في السنوات الأخيرة لا تحمل أي أخبار سارة من إخفاق إلى آخر!! وعندما ينهض مرة لا يلبث أن يسقط أخرى!! صناعة المنتخب القوي تبدأ من العمل في الأندية، إعداد اللاعب النجم يبدأ من الأندية، المنتخبات بكافة درجاتها ليست مكانا للإعداد!! والسؤال: الآن ماذا قدمت الأندية؟؟ الإجابة للأسف ليست في صالحها.. فالأندية السعودية هي الأخرى تعاني وما نتائجها خليجياً وعربياً وقارياً إلا دليل على حجم المعاناة!! الأندية لم تعد تعمل كما في السابق، أصبح همها تحقيق نتائج وقتية فقط دون النظر إلى المستقبل، لم يعد هناك تأسيس حقيقي للاعبين، ولا صقل حقيقيا للنجوم، لم يعد هناك كشافون يجوبون الحواري لاكتشاف المواهب، كل ما في الأمر الآن صرف ملايين على لاعبين جاهزين يؤدون الغرض موسما أو موسمين ثم ينتهي اللاعب وتَذبلُ موهبته!! أصبحت الأندية تتنافس في ما بينها على كسب توقيع اللاعب الفلاني دون حاجة حقيقية لخدماته.. فيربح اللاعب وناديه الأصلي ويخسر ناديه الجديد والمنتخب!! هاهي الحقيقة تسطع في وجوهنا كل يوم لكننا نحاول الهروب منها... تدفع الأندية لللاعبين الملايين - اللهم بارك لهم فيها - ولكن أين اللاعب السعودي المحترف الحقيقي في الخارج؟؟ لماذا نشاهد اللاعب الأردني والعراقي والسوري على سبيل المثال يلعب هنا وهناك، فيما لا يمكن أن نشاهد لاعبا سعوديا يلعب في الخارج إلا ما ندر، وهنا لابد من ملاحظة أثر ذلك على مستويات منتخبي العراق والأردن في السنوات الأخيرة!! لدينا لاعبون محترفون.. ولكن هل يوجد لدينا احتراف حقيقي؟؟ وهنا مربط الفرس!! هل يؤدي اللاعبون تمارينهم باحترافية تامة، هل يؤدون تمارين صباحية يومية؟ هل توجد حصص وتطبيقات نظرية يتعلم خلالها اللاعبون أشياء جديدة؟؟ هل يقود إداريون محنرفون الأندية المحترفة ودوري المحترفين؟؟ هل... وهل.. وهل!! لدينا دوري مثير... لكن هل هو دوري قوي يمكن أن يقدم منتخباً قوياً، وهنا لا بد أن نفرق بين دوري قوي ودوري مثير!! يلعب منتخبنا ثالث مبارياته في التصفيات الآسيوية أمام العراق في ال15 من أكتوبر المقبل وهو يوافق يوم عيد الضحى المبارك، وكل ما نرجوه أن يكون المنتخب يومها في يومه، وألا يعكر عيدنا بهزيمة جديدة!! يكفي أننا خسرنا وديتين في ظرف أربعة أيام، فهل استفدنا من الدرس؟؟؟ مراحل... مراحل ) عقدت لجنة الحكام اجتماعها الشهري الأول.. وكشفت عدداً من أخطاء الحكام، والسؤال هنا لن يكون : وماذا تستفيد الأندية من الاعتراف بالخطأ، ولكن: هل سيتعلم الحكام من أخطائهم؟؟ وهل ستتخذ اللجنة إجراءات حاسمة ضد من تتكرر أخطاؤه؟؟ ) بعض المحللين الفنيين لا يمكن أن يقدم فائدة واحدة للمتلقي، وكل ما يقوله بعيد عن التحليل الفني بمعناه الحقيقي، بل مجرد تنظير و انطباعات شخصية والتدخل في أمور إدارية مختلفة!! ) لأنه انزوى للظل فإنهم يحاولون الوقوف معه ومجاملته... وستكشف الأيام أنه لا يمكن أن يضيف جديدا وأنه لن يتجاوز حدود حضوره السابق!! ) نجحت إدارة الفتح في إبقاء حمدان الحمدان في صفوف فريقها، وفوق ذلك دخوله في عالم الاحتراف مما سيجعله متفرغاً تماماً لفريقه. [email protected] aalsahan@ :تويتر