تحجيم الدور الإيراني في المنطقة العربية! الاربعاء 22 مارس 2017 * سعد بن عبدالقادر القويعي أرشيف الكاتب في ظل تطورات وظروف غير عادية، وفي خضم تحديات معقدة، ومتشابكة تشهدها المنطقة العربية – بشكل عام -، فقد كشفت دراسة في لندن – قبل أيام – عن تدخل الحرس الثوري الإيراني – خلال العقود الثلاثة الماضية – في شؤون 14 دولة في المنطقة، وألمحت عن أشكال، ودرجات متنوعة من التدخل، وتمويل الجماعات الإرهابية؛ لتحقيق أهداف النظام الإيراني التوسعية. كما تناولت الدراسة تأجيج أنشطة الحرس الثوري الإيراني داخل إيران، وخارجها للصراعات الطائفية، ونشر الإرهاب في بلدان الشرق الأوسط؛ من أجل بسط نفوذها. وأوضحت – أيضاً – أن تدخلات إيران – وخصوصاً – في العراق، وسوريا، واليمن، ولبنان، زادت منذ بدء المفاوضات بشأن برنامجها النووي مع القوى العظمى. هذه الاتهامات تكررت، وبينت الکثير من التفاصيل، والأوليات الدقيقة التي تثبت، وتؤکد دور نظام الملالي بزعزعة استقرار دول منطقة الشرق الأوسط، عبر كونها راعياً قيادياً للإرهاب بامتياز، والتآمر على أمنها الوطني، وبث الفرقة الطائفية بين مواطنيها في انتهاك لسيادتها، واستقلالها، ولمبادئ حسن الجوار، والأعراف، والقوانين الدولية. وإذا لم يحصل اجتثاث للحاضنة الإرهابية باتجاه تصاعدي، والتي تتخذ من طهران منصة؛ لتصدير الفتنة باسم الثورة، فإن الحرب الحقيقي على الإرهاب لا يمكن أن تؤتي أكلها. اللحظة مصيرية، وهي تتعلق بوحدة الموقف العربي، إذ لن يغيب عنا أبعاد تدخلات عنجهية الممارسات الإيرانية الحالمة في تصدير ثورة الملالي في الشأن العربي، وانعكاسات مثل هذه التدخلات على أمن، واستقرار بعض الدول العربية؛ حتى وصلت خطورة هذه التدخلات إلى درجة تهديد أمن، واستقرار، ووحدة هذه الدول، وأثرت – في الوقت ذاته – على منظومة الأمن القومي العربي. والبوصلة السياسية التي رسمها خادم الحرمين الشريفين – الملك – سلمان بن عبدالعزيز لا يمكن أن تتراجع أمام العبث الفارسي، وعصابات الملالي بين صفوفنا، بل يقتضي التعامل بجدية مع المخطط الفارسي الاستيطاني الجديد. خلصت الدراسة بتوصيات تدعو إلى مواجهة الحرس الثوري، ويأتي – في مقدمتها – تطبيق شامل لقرار مجلس الأمن 2231، والقاضي بوقف أنشطة تطوير أنظمة الصواريخ، وتهريب الأسلحة إلى الدول المجاورة، مع ضرورة طرد ميليشياتها المقاتلة – وخصوصاً – من سوريا، والعراق. – وفي تقديري – فإن إصدار قرارات الإدانة الدولية ضد إيران، والتي وصلت إلى أكثر من 63 قراراً، قد تضاءل أمام فرص التوافق الإقليمي – الدولي، لدرجة التلاشي التام بشأن ضرورة تحقيق هذا الهدف؛ الأمر الذي يستلزم منه خلق إرادة؛ من أجل تأمين إجماع عربي – إسلامي، يعزل طهران، ويضعها في موضع المساءلة، والإدانة، والعزلة؛ رداً على ارتكاباتها السياسية الخاطئة، وتدخلاتها السافرة في المنطقة العربية.