دراسة أوروبية مشتركة، صدرت قبيل يومين، متنها يتحدث عن تدخل الحرس الثوري للنظام الإيراني خلال الثلاثين عاما الماضية في شؤون 14 دولة مسلمة، بجانب كشفها لاشكال وأنواع ذلك التدخل، وتمويل طهران لميليشيات إرهابية لتحقيق أهدافها التوسعية، فيما خلصت بضرورة وضع الحرس بقائمة الإرهاب للحد من تزايد الفتنة الطائفية في المنطقة. وأججت أنشطة الحرس الصراعات المذهبية في المنطقة، في سعي ظاهر لنشر إيران سمومها وإرهابها في المنطقة بغرض بسط النفوذ، وتمدد أذرعها الطائفية البغيضة التي تتبناها، ضمن خططها المستمرة في خلق فتنة بين المسلمين وشق صفهم. الدراسة أوضحت أن تدخلات إيران في العراقوسوريا واليمن ولبنان؛ زادت منذ بدء «المفاوضات بشأن برنامجها النووي مع القوى العظمى»، وهو ما يعني تساهل المجتمع الدولي، بجانب ضعف إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في التعاطي مع الملفات الحساسة، لتزداد النوايا التوسعية لإعادة بناء ما يزعمون أنها امبراطورية فارس. وسبق أن كشف المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية المعارض عن مراكز تدريب الميليشيات الخارجية التابعة لقوات الحرس التي يديرها فيلق قدس، وتنتشر في أنحاء مختلفة من إيران؛ ويتم فيها تدريب الميليشيات الطائفية من «سوريا واليمن ولبنان والعراق وأفغانستان». وأكد علي رضا جعفر زادة معاون المجلس، الشهر الماضي في مؤتمر صحافي بواشنطن، أن مهام الحرس ترتكز على: «القمع في الداخل، وتصدير الإرهاب والتطرف إلى خارج إيران، وصناعة القنبلة النووية والصواريخ القابلة لحملها لزعزعة دول المنطقة». فيما أكدت الدراسة المشتركة بين الجمعية الأوروبية لحرية العراق واللجنة الدولية للبحث عن العدالة، استخدام الحرس الثوري شركات وهمية لإدارة 90 ميناء إيرانيا، بعائدات سنوية تصل إلى 12 مليار دولار. وتتم عملية تهريب الأسلحة من إيران إلى ميليشياتها بدول مجاورة. ويقول ستروان ستيفنسن رئيس الجمعية الأوروبية لحرية العراق: «الحرس الثوري يهرّب الأسلحة والذخيرة والمعدات العسكرية للميليشيات في اليمن، وإلى عناصره التي تقاتل بالوكالة عن نظامه لنشر الحروب والصراعات في الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أنها «أدلة تظهر أن نظام إيران يستخدم ميليشيا الحرس الثوري لنشر الإرهاب في المنطقة»، وشدد ستيفنسن بضرورة «إدراج الحرس الإيراني على قوائم الإرهاب». وتطلب إعداد هذا البحث المعمق حول الدور التخريبي للحرس الثوري الإيراني عدة أشهر، وسيتم تسليمه إلى الخارجية البريطانية والاتحاد الأوروبي وأيضا إلى الإدارة الأمريكية، التي تنظر في اقتراح قد يؤدي الى تصنيف الحرس الثوري كجماعة إرهابية. من جانبه، شدد حسين عابدين من لجنة السياسة الخارجية في المقاومة الوطنية الإيرانية «على ضرورة وضع ميليشيات الحرس بقائمة الإرهاب ومعاقبتها وطردها خارج عدد من الدول بالشرق الأوسط». وأوصت الدراسة بمواجهة الحرس الثوري، وتطبيق فوري لقرار مجلس الأمن 2231 بوقف أنشطة تطوير أنظمة الصواريخ وتهريب الأسلحة الى الدول المجاورة مع طرد ميليشياتها المقاتلة، خاصة من سورياوالعراق.