التبرع .. هو عطاء بلا مقابل ينطلق أولاً من إيمان بالله تعالى وما لديه من ثواب عظيم ، ثم تتوالى بعد ذلك الدوافع كالفزعة وروح المبادرة والتأثر والاستعطاف وما إلى ذلك من حوافز تدفعك للتبرع ، وهذا يتوقف على نوع التبرع فمن السهل أن تبادر بمالك إذا توفر لديك مادياً أو أن تستقطع أرضاً وتجعلها وقفاً المهم أنها في دائرة المال تدور ، ولكن تسموا آيات التبرع وتعظم وتتجلى في أن " تنزع " جزء منك فتقدمه لغيرك تعلوا هذه المبادرة على كل المبادرات ترتفع على كل العطاءات هي " تاجها " وهي نجمها اللامع وهي صوتها الأعلى ، كيف وإن كان هذا الجزء من الجسد لم يكن ثانوي ومن الممكن تعويضه كقطعة من كبد أو دم بل هو واحداً من أهم الأعضاء وأكثرها أهمية ولا يمكن تعويضه في حال فقدانه إلا بمثله ، هنا نقف جميعاً وقفة رجل واحد نرفع " العقال " لمن يفعلها ونلهج بالدعاء لمن يقدمها فمجرد التفكير في تقديم مثل هذا التنازل عن هذا العضو والشخص ميت دماغياً نعظمه فكيف وهو حياً يرزق وفي ريعان شبابه وبحاجة ماسة له يضعه على طبق من ذهب لشاب مثله أنهكه المرض فشحب وجهه وخارت قواه وضعف جسده كل ذلك لم يكن كافياً لأن يفقد الأمل ، أليس ذلك كافياً بأن تقبل جبين " فهد بن خلف الربوض " على ما فعله ..!! بل زد عليه أن المريض يتيماً ترعاه أمه وتقوم على حاجاته وزد على ذلك أيضاً أن لا علاقة ولا معرفة ولا صلة قرابة ولا صداقة بين المتبرع والمتبرع له أعود لأسأل مرة أخرى أليس ذلك كافياً بأن تقبل جبين " فهد الربوض " ألا يستحق هذا الرجل وساماً وطنياً لإحيائه روحاً كانت تنقص ولا تزيد كانت على حافة الهلاك ألا يستحق التقدير من أعلى المستويات ألا يستحق أن يكون مثالاً لشباب الوطن يحتذى به فيتم تكريمه من المسئولين الكبار ، فعمله وطنياً بحت صورة جميلة لأبناء الوطن كالذين يضحون بأنفسهم على حدوده وثغوره ، فكروا قليلاً ندفع الديات بالملايين ونجمع التبرعات بعشرات الملايين كي نحيي نفساً من موت محقق فهد لم يرهقنا ولم يجعلنا ندفع هللة واحدة لإحيائها ..!! ألا يستحق وسامين وسام الشجاعة ووسام المبادرة شكراً أيها الفهد شرفتنا بعملك وأسعدتنا وزدنا بك فخراً واعتزازاً وقبلة على جبينك.