أُصيب صباح أمس الأحد العشرات من المصلين المسلمين بالأعيرة المطاطية وبحالات اختناق نتيجة استنشاقهم غاز الفلفل السام، خلال مواجهات عنيفة شهدتها ساحات المسجد الأقصى المبارك عقب اقتحام قوة معززة من عناصر الوحدات الخاصة الإسرائيلية المسجد لقمع المعتكفين المسلمين بداخله، ولتأمين اقتحامات المستوطنين الصهاينة واحتفالاتهم بما يسمى «ذكرى خراب الهيكل المزعوم». فيما أُصيب 4 جنود مما يسمى «حرس الحدود» في الجيش الإسرائيلي في المواجهات التي اندلعت مع الاحتلال أثناء اقتحام المسجد الأقصى، وتم نقل 2 منهم إلى المستشفى لتلقي العلاج. وبحسب مصادر الاحتلال فقد أُصيب الجنود الإسرائيليون الأربعة من جراء رشق الحجارة وسكب مادة غير معروفة عليهم من قِبل الشبان الفلسطينيين، أثناء محاولة الجيش الإسرائيلي اقتحام المسجد الأقصى بدعوى رشق الحجارة على المصلين اليهود. وقدمت الطواقم الطبية الإسرائيلية العلاج لاثنين من الجنود في الموقع دون الحاجة لنقلهما للمستشفى. هذا، وسادت القدس القديمة والمسجد الأقصى المبارك أجواء شديدة التوتر عقب اقتحام عشرات المستوطنين باحات وساحات المسجد الأقصى منذ ساعات الصباح الأولى واقتحام الجيش الإسرائيلي المسجد الأقصى، فيما اقتحم وزير الزراعة الإسرائيلي أوري أرائيل من حزب «البيت اليهودي المتطرف» المسجد الأقصى، بتنسيق مسبق مع وزارة الأمن الداخلي الإسرائيلي، وبحراسة مشددة من جيش الاحتلال. مصادر الجزيرة في المسجد الأقصى أفادت بأن قوات الاحتلال حاصرت المسجد الأقصى «الجامع القبلي»، وألقت قنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع داخل المسجد القبلي، وتسببت بإصابة عشرات المصلين، خاصة كبار السن، وأُصيب بعضهم بجروح ورضوض بعد دفعهم وضربهم بالهراوات.. كما ألقت قنابل الغاز في باحات المسجد الأقصى خلال ملاحقتها للمصلين الذين ردوا برشق الجنود الصهاينة بالحجارة والأحذية. وأخرجت قوات الاحتلال حرّاس المسجد الأقصى منه بالقوة، واعتدت عليهم، وأغلقت أبواب «الجامع القبلي» بالسلاسل الحديدية. هذا، وأكد وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية الشيخ يوسف ادعيس أن ما أقدمت عليه قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح أمس من اعتداء همجي على المرابطين والحراس في المسجد الأقصى «المسجد القبلي»، وإطلاق قنابل الغاز والعيارات المطاطية، ما هو إلا انتهاك لقدسية المسجد الأقصى، واعتداء صارخ على مشاعر المسلمين الذين ينظرون بألم للتطورات الأخيرة والانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها من قِبل قطعان المستوطنين الذين تكررت دعوات اقتحامهم للمسجد مرات كثيرة خلال الأيام الماضية، وكان آخرها التهديد بالاقتحام في ذكرى ما يسمى بخراب الهيكل، هذا بالإضافة إلى الإساءات المتكررة بحق نبي الإسلام محمد - صلى الله عليه وسلم -. وأضاف ادعيس بأن على الاحتلال صد الهجمات من قِبل المستوطنين على المسجد الأقصى، لا أن يهاجم حراسه وسدنته ومرابطيه، وأن يمارس هو الاقتحامات الخطيرة بدلالاتها السياسية والأمنية. وبدوره، صرح المتحدث الرسمي باسم حركة فتح في القدس رأفت عليان بأن المنظمات الصهيونية المتطرفة، وعلى رأسها منظمة الهيكل، تعمل في ربع الساعة الأخيرة للسيطرة على المسجد الأقصى الشريف ساعية بذلك لتحقيق نبوءتها المزعومة بإقامة هيكلها على أنقاض الأقصى.