دخل إلى المستشفى من أجل التخلص من السمنة التي أقعدته عن الحركة، إذ وصل وزنه إلى ما يزيد على 300 كيلوجرام، لكنه لم يعلم أن الأعوام الأربعة التي سيقضيها في المستشفى طريحا للفراش ستكون سببا في هداية نحو 100 شخص إلى الإسلام. حكاية الشاب عبد الله العنزي البالغ من العمر نحو 23 عاما أقرب إلى الخيال منها إلى الواقع، فالشاب المقيم في مدينة سكاكا عاش حتى الآن حياة مليئة بالألم والفرح معا، فالسمنة المفرطة التي طالته حرمته أبسط درجات الحركة، وبات يقضي وقته مستلقيا على سرير في مستشفى الأمير عبد الرحمن السديري، الذي قصده قبل أعوام طلبا للشفاء، لكنه أصبح مقيما فيه. خلال الأعوام الماضية كان يرافق عبد الله شقيقه، وهو يفتقده كثيرا، إذ توفي العام الماضي في حادث سير، ثم توفي والده بعدها، ما زاد من معاناته، فيما ترعاه إحدى شقيقاته التي تداوم على مرافقته والتخفيف من وحدته. خلال أعوامه الأربعة في المستشفى تحول عبد الله إلى تعليم العاملين في المستشفى من غير المسلمين عن الإسلام، وكانت حصيلة تلك الأعوام مساعدة نحو 100 ممرض وممرضة وبعض العاملين في الاهتداء إلى الإسلام. العنزي قال ل(الجزيرة) إنه يكثر من قراءة القرآن الكريم، إلى جانب الابتهالات الدينية، وجميعها كانت تستوقف العاملين وتثير فضولهم، ما يفتح باب الحوار بينه وبينهم حول الإسلام، مع تكرر الحوارات كان يساعد من يريد الدخول في الإسلام من خلال التعريف به. حالة العنزي التي أقعدته دعت المسؤولين في المستشفى في وقت سابق إلى نقله إلى الرياض من أجل إجراء عملية ربط معدة، وفي البداية كان هناك صعوبة في نقلة لعدم تمكن الأجهزة الطبية من إدخاله إلى الطائرة، لكن تم الاستعانة لاحقا بطائرة أبوابها أكبر وتم نقله وإجراء العملية، وساعدت العملية في خفض وزنه إلى نحو 190 كيلوجراما، لكن حسب مدير المستشفى عبد الرحمن الصالح فإن العنزي أعيد إلى المستشفى لحاجته إلى الرعاية الدائمة، فالسمنة التي يعاني منها تسبب له على الدوام تورما في الأفخاذ والقدمين، إلى جانب التقرحات الجلدية. الصالح أكد ل(الجزيرة) أن العنزي في حاجة ماسة إلى أن ينقل إلى مستشفى متخصص في علاج السمنة، فالرعاية الصحية متوفرة في مستشفى الأمير عبد الرحمن السديري، لكن هناك حاجة أن يحصل العنزي على رعاية طبية ونفسية واجتماعية متخصصة في مجال السمنة. العنزي قال ل(الجزيرة) إنه سيستمر في مساعدة غير المسلمين في الاهتداء إلى الإسلام، وسيظل يأمل أن تتاح له فرصة الدخول إلى مستشفى مختص في علاج السمنة ليستعيد حياته، ويعود إلى محيطه الطبيعي الذي تركه قبل أعوام، وكانت عودته القصيرة إليه من أجل تلقي العزاء فيمن يحب فقط. Tweet