أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ سعود الشريم أن العمل مهما كان حقيراً فهو خير من البطالة، لأن العزة بلا سؤال خير من ذلة بسؤال، مبيناً أن الإسلام نظر إلى المكلف نظر اعتبار بدعوته إلى نزول ميادين العمل على أنواعها إما مأجوراً أو حراً مستقلاً أو مشاركاً في المال إن استطاع. وقال في خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام إن المسلم السعيد هو الذي تعتدل أمامه مسالك الحياة في طلب الرزق في عمل ويتصبب منه عرقه ليتطهر من فضلات الكسل وجمود النفس ويكسب الكسب الحلال الطيب. وأضاف أن النبي صلى الله عليه وسلم تعوذ من الفقر وأمر بالتعوذ منه، لأن الإسلام يريد من أهله أن يكونوا أقوياء أغنياء لا مهازيل ضعفاء، ومعنى أن يكونوا أغنياء أي ليسوا عالة يتكففون الناس، فالإسلام لا يريد الفقر المذل لأتباعه كما أنه لا يريد الغنى المطغي لصاحبه. ولفت إلى أن المال غاد ورائح ومقبل ومدبر يغتني بحصوله أقوام ويفتقر بعدمه آخرون، وما على العبد المؤمن إلا أن يبذل الأسباب ويبتغي عند الله الرزق، فلا يدري أين خبأ الله له رزقه. ونوه إلى أن مصادر الرزق ليست سواء وأن الله مكن للناس في الأرض لتتنوع مصادر أرزاقهم، مبينا أن مسألة الرزق أدق من أن يفهم الناس أغوارها وأعظم من أن يدركوا عموم حكم الله فيها، لأن الله هو الرزاق ذو القوة المتين.