أوضح الشيخ الدكتور سعود الشريم إمام وخطيب المسجد الحرام أن المسلم السعيد هو الذي تعتدل أمامه مسالك الحياة في طلب الرزق فيعمل ويتصبب منه عرقه ليتطهر من فضلات الكسل وجمود النفس ويكسب الكسب الحلال الطيب، إذ المسلم ليس درويشا في معتكف أو راهبا في دير لا عمل له ولا كسب؛ لأن الإسلام لا يعرف المؤمن إلا كادحا عاملا في هذه الحياة، آخذا منها معطيا لها. وبين أن النبي صلى الله عليه وسلم تعوذ من الفقر وأمر بالتعوذ منه؛ لأن الإسلام يريد من أهله أن يكونوا أقوياء أغنياء لا مهازيل ضعفاء، ومعنى أن يكونوا أغنياء أي ليسوا عالة يتكففون الناس؛ فالإسلام لا يريد الفقر المذل لأتباعه كما أنه لا يريد الغنى المطغي لصا حبه؛ فلا هو مع الكسول المحتال باسم التكسب ولا هو مع الذين يحبون المال حبا جما الذي يعميهم عن دينهم وأخلاقهم. وزاد يقول: "إن المال غاد ورائح يغتني بحصوله أقوام ويفتقر بعدمه آخرون، وإنه ما على العبد المؤمن إلا أن يبذل الأسباب ويبتغي عند الله الرزق؛ فلا يدري أين خبأ الله له رزقه؛ فمصادر الرزق ليست سواء والناس يتناوبون على معايش الحياة يطلبونها على صورة تناوب لا يقدر عليه إلا الله سبحانه". وأوصى كل مسلم أن يجد ويعمل ويضرب في آفاق الأرض وأن يأخذ بأسباب الرزق؛ فمن جد وجد ومن زرع حصد؛ فلا كسب بلا عمل ولا حصاد بلا زرع.وفي المدينةالمنورة قال الشيخ عبدالمحسن القاسم إمام وخطيب المسجد النبوي إن من خصال الإيمان الواجبة: حب الخير للمسلمين والخوف عليهم من السيئات والعقوبات، والنصيحة تصلح المجتمع وتجلب له الألفة وتبعد عنه الغيبة، وهي من الأعمال الدالة على صفاء السريرة. وأفاد بأن الغافل أيضا يحتاج إلى نصح الناصح، فالنصيحة واجبة على كل عبد فينصح لنفسه بطاعته لربه والبعد عن معاصيه ولكتاب ربه بتعلمه وتعليمه وفهمه والعمل به ولرسوله بامتثال أوامره وعدم الابتداع في الشريعة ولأئمة المسلمين بإعانتهم على الحق وتذكيرهم به. والدعاء لهم والنصح لعامة المسلمين بجلب الخير لهم ودرء الشر عنهم.