ظل "حلم العالمية" يلاحق أسطورة الكرة السعودية سامي الجابر منذ أن كان لاعبا يرتدي قميص الهلال، ولم تشفع له مشاركاته الأربعة المتتالية في نهائيات كأس العالم مع المنتخب السعودي في أن يجعل فريقه الأزرق يصل إلى تلك البطولة التي تحولت مع مرور الوقت إلى أهزوجة يتهكم بها خصوم الزعيم على النادي العاصمي الذي حقق كل البطولات، عدا المشاركة في البطولة العالمية للأندية. مسيرة الجابر مرصعة بالذهب، منذ أن حقق لقب هداف الدوري الممتاز عامي 1990 و1993، إلى جانب حصوله على الحذاء الذهبي في بطولة العرب، ونيله لقب أفضل لاعب آسيوي، وأكثر لاعب يسجل لناديه خارجيا ب50 هدف رسمي، لكن الحلم الأزرق بالمشاركة العالمية ظلت عاجزة عن التحقيق عندما كان جابر عثراتهم لاعبا فذا في فريقهم الهلال. وبعد أن فشل الجابر في الوصول بفريقه إلى بطولة كأس العالم للأندية عقب تجاوزه سن 35، فكر في أن يصل إليها من طريق آخر وهو التدريب، فاجتهد بنيل رخصة المدرب الدولي من فئة المحترفين، وعززها بتجربة مساعد مدرب في فريق أوكسير الفرنسي، ليعود إلى الزعيم كقائد فني له مطلع الموسم الماضي. بداية سامي التدريبية شابها الكثير من الجدل داخل الأوساط الهلالية، وانقسم الشرفيون والجماهير حول أهليته في قيادة ناد زعيم بحجم الهلال، لكن إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد أصر على قرارها، وعانى الأزرق على الصعيد المنافسات المحلية، وخرج من كافة البطولات خالي الوفاض، تاركا الفرصة للغريم التقليدي النصر لأن يعود إلى الواجهة يقتنص بطولتي الدوري وكأس ولي العهد. لكن مسيرة الجابر مع الهلال في دوري أبطال آسيا لم تكن سيئة، حيث تمكن تصدر المجموعة الرابعة ب9 نقاط، والتي ضمت إلى جواره السد القطري وسباهان الإيراني والأهلي الإماراتي، واجتاز تلك المهمة بانتصارين و3 تعادلات وخسارة وحيدة، ليقابل بونيودكور الأوزبكي في دور ال16 ويتغلب عليه بأربعة نظيفة في مجموع مبارتي الذهاب والإياب، وعندما بلغ دور ال8 واقترب حلم الجابر من أن يتحول إلى واقع أتى قرار الإدارة بإقالته، واستبداله بالروماني ريجيكامب. الآن وبعد أن بلغ الهلال نهائي دوري أبطال آسيا، يقبع الجابر في الدوحة بوصفه مديرا إداريا لنادي العربي القطري، مكتفيا بالنظر إلى معشوقه الزعيم خلف الشاشات الصغيرة، متمنيا أن يبلغ فريقه السابع العالمية، ومتحسرا على أنه خارج أسوار النادي وبعيدا عن تلك الفرحة المنتظرة.