نفى رئيس الحكومة العراقية، نوري المالكي، قيام طائرات تابعة للجيش السوري بقصف أهداف يسيطر عليها مسلحو تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، في الوقت الذي أكدت فيه مصادر أمنية في بغداد، مقتل أحد أبرز قياديي التنظيم المعروف باسم "داعش." وأكد المالكي، خلال استقباله وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، الذي وصل بغداد في زيارة غير معلنة الخميس، أن ما يجري في سوريا، منذ ما يزيد على ثلاث سنوات، وما يجري حالياً في العراق، هما مرتبطان بشكل كبير، داعياً إلى دعم دولي للتصدي لما وصفها ب"الجماعات الإرهابية" في كلا الدولتين. وقال رئيس الحكومة العراقية، في تصريحات نقلتها هيئة الإذاعة البريطانية، إن الطيران السوري قصف مواقع قريبة من مدينة "القائم"، على الجانب السوري من الحدود، وأكد أن حكومة دمشق لم تقم بالتنسيق مع المسؤولين في بغداد بشأن تلك الغارات، باعتبار أنها وقعت داخل الأراضي السورية. من جانبه، أكد الوزير البريطاني أن "الدولة العراقية تواجه تهديدا وجودياً، بالإضافة إلى تداعيات هائلة تتعلق بمستقبل الحرية والاستقرار في هذا البلد"، وقال في بيان تلقته CNN بالعربية، إن "العامل الوحيد الأكثر أهمية الذي سيحدد فيما لوكان بإمكان العراق التغلب على هذا التحدي أو لا، هو الوحدة السياسية ." وتابع هيغ بقوله: "كصديق للعراق، فإن المملكة المتحدة تعتقد بأن الأولوية الملحة هي تشكيل حكومة شاملة، تحظى بتأييد كل الشعب العراقي، وتعمل على وقف عمليات داعش في كل المسارات"، لافتاً إلى أن هذا الموضوع هو محور مباحثاته مع المالكي، ورئيس إقليم "كردستان"، مسعود بارزاني، ومسؤولين آخرين في بغداد. تزامنت زيارة هيغ لبغداد مع تأكيد المتحدث باسم الجيش العراقي، اللواء قاسم عطا، مقتل القيادي في تنظيم "داعش"، المدعو "أبو أنس الشامي"، وسبعة آخرين من أعوانه، في مدينة "القائم"، مشيراً إلى أن القوات العراقية صد محاولات من جانب مسلحي التنظيم للتقدم باتجاه مدينة "سامراء." وكان عطا قد أكد لCNN، في وقت سابق، أن بغداد لم ترصد أي خرق لطائرات أجنبية في أجواء العراق، وقال: "نحن نعرف مجالنا الجوي.. لم نسجل أو نرصد أي خرق لمجالنا الجوي من طائرات أجنبية .. كل الطائرات الحربية والمروحية التي تحلق فوق العراق هي طائرات عراقية." من جانب آخر، أعلن التلفزيون العراقي الرسمي الخميس، أن وحدات من القوات الخاصة بالجيش العراقي شنت حملة أمنية على جامعة "كركوك"، التي يتمركز بها مسلحو "داعش"، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 40 من العناصر المسلحة، والقبض على نحو 10 آخرين. كما أشار إلى أن الطيران العراقي شن ما يقرب من 108 غارات جوية على مواقع تابعة للتنظيم السُني المسلح، في مختلف أنحاء العراق، أسفرت عن مقتل أكثر من 189 مسلحاً ممن ينتمون لتنظيم "داعش"، بينهم 48 في محافظة "صلاح الدين" وحدها، منهم ثمانية من قيادات التنظيم. وعند سؤاله إن كانت إيران أو سوريا تقدمان أي مساعدات عسكرية للعراق، قال عطا: "نحن لم نطلب من السوريين أو الإيرانيين المساعدة.. الدولة الوحيدة التي نتحدث إليها الآن هي الولاياتالمتحدةالأمريكية، وذلك استنادا على الاتفاقية الأمنية"، بحسب قوله.