لم تعد كلمة "باها" أو كما ينطقها الأسبان "باخا" غريبة على مسامع كثير من الشباب السعودي، وأصبحت، إضافة إلى معناها الذي يشير إلى رالي الصحراء، مرتبطة لدى شباب المملكة بمدينة حائل التي أشهرت لأول مرة رياضة سباق رالي السيارات في المملكة عندما أعلن أميرها صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن في شعبان من عام 1426ه موافقة المقام السامي على إقامة أول رالي في المملكة. ومع انطلاقة الاستعدادات لإقامة أول رالي أشهر بتخطيط من الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل، بدأ "تحدي النفود الكبير" كبير أمام المتابعين، صغير أمام إصرار القائمين والمنظمين الذين اختاروا النجاح، والنجاح فقط حين أعلن أمير حائل عن بداية "التحدي"، وتولى -حينها ولازال- مساعد رئيس الهيئة العليا لتطوير حائل صاحب السمو الأمير عبدالله بن خالد الإشراف ومتابعة الأحداث وتذليل كل العقبات في سبيل إنجاح سباق "تحدي النفود الكبير". ومنذ 2006، بات السعوديون خاصة ومن 61 مدينة ومحافظة وقرية من مختلف مناطق المملكة، يضربون موعدا مع "باها حائل" الذي يقام بالتزامن إجازات المدارس . وكما هو الحال مع نجوم كرة القدم، بدا الشباب السعودي يتعرف على أبطال سباقات الرالي لتتحول نقاشاتهم في المجالس ومواقع الإنترنت إلى رصد أسماء من ظفروا ب"باها حائل" خلال الأعوام الماضية مثل ناصر العطية، وفرحان الغالب الشمري، وراجح الشمري، ويزيد الراجحي. ويرى كثير من المراقبين، إن "رالي حائل" أشبع جوعا قديما لدى الشباب السعودي الذي يعد "التفحيط والتطعيس" بالنسبة له، إضافة إلى كافة ما يتعلق بالمركبات، "هواية قومية"! وفي هذا الشأن، يقول بطل الراليات السعودي عبدالله باخشب في حديث سابق: "باها حائل" أوجد مكانا ورياضة يمارسها الشاب السعودي تحت أنظار جهات حكومية تضمن السلامة له وللآخرين، وتدعمه بجوائز وشهرة واسعة وتقضي على الممارسات الخاطئة والعشوائية التي قد يلجأ لها الشاب في الشوارع العامة، وأضاف: رالي حائل ساعد في صقل المواهب وتنميتها وإبرازها بعد أن أوجد بيئة سليمة، ووصوله للعالمية دليل على النجاح والمشاركة فيه حلم لكثير من الشاب. كانت الانطلاقة برالي حائل 2006، وتواصلت الطموحات في رالي حائل 2007 إلى أن اعتمد الاتحاد الدولي لرياضة السيارات بطولة رالي باها حائل 2008 كمرحلة من مراحل السباق الخمس بعد مراقبته وإشرافه على السباق وبعد أن تحققت المعايير المعمول بها في لوائحه، وبعد أن قرر أن يكون باها حائل 2009 أولى مراحل السباق الست، إلى أن يحين موعد جولة رالي الغابات الشمالية الجديد في روسيا إضافة للجولات الأربع الأخرى التي تشملها البطولة العالمية في كل من إيطاليا وإسبانيا والمجر والبرتغال، لتكون المملكة هي البلد الوحيد الخارج عن قارة أوربا، ولكن الاتحاد الدولي لرياضة السيارات والدرجات النارية "فيا" عاد مرة أخرى بعد أن طلبن عدد من السائقات الروسيات المشاركة، وألغى رالي حائل من رزنامته الدولية أثر تعثر مشاركة المرأة في السباق، وبقي إصرار المنظمين على النجاح، وأعلن رئيس الاتحاد السعودي لرياضة السيارات آنذاك مشعل السديري أن رالي حائل سيكون بطولة قائمة بحد ذاته مثله مثل رالي باريس دكار بعد إلغاءه من جولات الاتحاد الدولي لرياضة السيارات والاحتفاظ بالباخا كحدث دولي مستقل معترف به من قبل الاتحاد الدولي وحضور مراقب من قبل الاتحاد على جميع مراحل السباق، مقللا من أثر الإلغاء ومعتبرا رالي حائل بطولة دولية ينتظروها الجميع، واستمر النجاح عاما إثر عام إلى أن شارفت بطولة رالي حائل الدولي 2012م على البداية، وتوجهت الأنظار مجددا إلى "باخا حائل". وعن كلمة "باها" واستخدامها، قال في حديث سابق رئيس مجلس إدارة الاتحاد العربي السعودي للسيارات والدراجات النارية السابق المهندس مشعل بن فهد السديري: باها كلمة تطلق على سباق صحراوي كان يقام في أمريكا، وتنطق بالأسباني باخا، وبالعربي باجا، وعادة يكون طول سباق ال"باها" بين 450 إلى 800 كيلو متر، وسباق الكروس كاونتري سباق يقام عبر البلد في طرق صحراوية وعرة، والسباقات الرملية تشتمل على كثبان من الرمال (الطعوس). وأضاف المهندس السديري: الرالي العادي مسافته تكون بحد أقصى 300 كيلو متر، والباها يبدأ من 450 كيلو متر، وبعده ال"جزر تشنج" وتكون مسافته من 900 إلى 1500 كيلو متر ويسمى تحدي الثمان جزر. وعن المرحلة الاستعراضية التي تقام قبل انطلاقة السباق، قال: المرحلة الاستعراضية اختيارية، وهي مخصصة لإمتاع الجمهور، وتساعد في تحديد ترتيب انطلاق المتسابقين في مراحل السباق، مشيرا إلى أن أبطال العام الماضي في سباق الرالي باها الأول والثاني هما أول المنطلقين في السباق حتى وإن شاركوا في المرحلة الاستعراضية ولم يحققوا نتائج متقدمة وأن نتائج المرحلة الاستعراضية لن تؤثر عليهم. أما من يحكم السباق ويفصل في الاعتراضات والنتائج ويتابع الإجراءات الفنية، فستتولاه هيئة التحكيم العليا التي تدير دفة السباق وتتكون من رئيس الاتحاد الدولي لرياضة السيارات وحكم آخر دولي يشاركهما حكم سعودي، إضافة إلى هيئة المراقبين الذين سيتكفلون بمراقبة السباق والمسار والتجهيزات الفنية والوقت، ولا يقل عددهم عن 45 حكما يتم اختيارهم عن طريق الاتحاد العربي السعودي. ويتوقع أن تسمح اللجنة المنظمة لرالي حائل 2012 بعدد من فئات السيارات التي ستشارك في بطولة باها حائل الدولي 2012م والتي تضم فئتين t1 و t2، وفئة t2 هي سيارات ذات إنتاج تجاري وتقدمت مصانعها للاتحاد الدولي للسيارات ويضاف لها عند المشاركة بالسباق وسائل السلامة، وسيارات t1 سيارات معدة من المصنع للمشاركة في سباقات الرالي وليست إنتاج تجاري، وتدخل في هذا المستوى السيارات المنتجة تجاريا والتي تشتمل على وسائل السلامة ولم يوافق عليها الاتحاد الدولي من قبل رغم أنها من حيث القوة تعتبر t2 وتصنف على أنها t1.