في يوم غد الاثنين أول موسم العقارب المسماه بالسم وأمارتها احتظان الدفء لنا بعدما نفثنا البرد بزمهريره وآذانا بلسع سوطه ولهذا قال العامة (لادخلت العقارب ترى الخير قارب ) ، ومدتها تسعة وثلاثين يوما مقسمة على ثلاثة نجوم الذابح وبلع والسعود هذا عند العرب اما العوام فيسمونها السم والدم والدسم ، فالسم دلالة على أن بردها يقتل كما يقتل السم ، والدم دلالة على أن بردها يدمي ولا يقتل ، والدسم فتدل على أن المواشي تحمل الدسم على ظهورها نتيجة رعيها الربيع ، وسميت بالعقرب لأنها تلسع ببردها كلسع العقرب إذ أن العقرب تباغتك بلسعها كحال البرد في هذا الوقت من الزمان ،، والأجواء السائدة طوال موسم العقارب هو الاعتدال ، فالعشرين يوما الأولى الأصل فيها الاعتدال الذي يميل إلى البرودة في هزيع الليل ، والشق الأخير الأصل فيها الاعتدال الذي يميل إلى الحرارة في وضح النهار ، فالمجمل هو الاعتدال إلا أنها لا تخلو من هجمات برد مباغته ولاسعه ، وعند حلول موسم العقارب ينحدر فصل الشتاء ويبدأ فصل الصيف بالزحف إلينا حيث تبدأ الحرارة تشتد في حال الظهيرة ، وبرد العقارب يأتينا على فترات متباعدة وبرودتها لا تدخل المنازل ، فبرودتها مرتبطه بهبوب الرياح الشماليه ،، وفيها ينشط الغبار وينتشر الباعوض على رقعة واسعه ،، ويظهر الفقع على وجه السطح والذي يبقى حبيس الأرض طوال فترة الشتاء القارص ، ويطل فيه العرجون بعنقه وتتباهي الزهور فيه بجمالها وروائحها .