شوارع مدينة حائل لم يعد يميزها سوى أسمائها ولونها الأسود الباهت، بعد أن طغت الحفريات والتشققات عليها، فتحولت إلى ما يشبه المطبات الصناعية التي أعيت سالكي تلك الطرق، فمن أضرارها بصحة كبار السن والنساء الحوامل تحديدا إلى الإضرار بالسيارات بشكل دائم، التي ما أن تخرج إحداها من ورشة الإصلاح حتى تعود إليها سريعا. وهنا يقول فهد الشلاقي إن الطرق الرئيسية أصبحت في وضع من السوء لا يمكن التعايش معه، بسبب كثرة الحفريات والصدوع التي خلفتها الأمطار وعوامل التعرية، وإذا كان هذا حال الشوارع والطرق الرئيسية فما بالك بالشوارع الفرعية التي لا يمكن السير عليها بأي حال من الأحوال، وهي أشبه ما تكون بالطرق الترابية وخاصة في أحياء الخماشية، المطار، المنتزه الغربي، الجامعيين وشراف. ويعتبر الشلاقي أن الشركات المنفذة للمشاريع الخدمية زادت الأمر سوءا على سوء، عبر الحفر في أماكن ثم تركها على حالها، إلا في ما ندر، فتعمد تلك الشركات إلى الترميم البسيط هنا وهناك، لتترك الطرق في حال أسوأ من ما كانت عليه. «ما دور الأمانة الرقابي حول جودة تنفيذ الشركات للحفر التي تسببت بها، فأنا ارتطمت بسيارتي في غطاء للصرف الصحي التي تركته الشركة المنفذة، الأمر الذي كلفني الكثير لإصلاح السيارة، دون أن تتحمل الشركة أدنى مسؤولية عن ما حدث». ويرى علي الشمري أن الأمانة تعمل على تعبيد شوارع فرعية «قد لا تكون بضرورة وأهمية الطرق الرئيسية، خاصة طريق الدائري الداخلي من جهة وادي الأديرع نحو الشرق من ذلك، والقريب من منطقة وسط البلد، فالطريق تحول لصخور حولت جميع المركبات نحو الورش الصناعية، إما بسبب المطبات والحفر الخاصة بالصرف الصحي أو بسبب تشققات الطبقة الخارجية للأسفلت التي انتهت مدة صلاحيته منذ أكثر من 20 عاما، ولم تبادر الجهات ذات العلاقة بالصيانة إلى جانب مساهمة المقاولين في التلاعب من ناحية المواصفات والمقاييس، فطريق الدائري الداخلي من جهة الشرق يحتاج لتدخل سريع قبل وقوع كارثة كبيرة خلال الأيام المقبلة». ويتعجب محمد الرشيد وخالد العمر من تجاهل مسؤولي الأمانة التام للمشكلة «كأنهم يعيشون في عالم آخر بشكل جعلهم يتجاهلون معاناة كبار السن والمرضى والنساء الحوامل عند تنقلهم على هذه الطرقات المتهالكة، فضلا على الأضرار الصحية والبيئية التي تسببها الحفريات عند هطول الأمطار وتكون البرك المائية والمستنقعات التي تشكل بؤرا لتكاثر الحشرات والأوبئة الضارة بالصحة العامة». إلى ذلك أكد مصدر هندسي في أمانة منطقة حائل (فضل عدم الكشف عن اسمه) أن هناك خطة عمل جديدة من الأمانة لمراقبة عمل المقاولين وعدم تسليم المشاريع الخاضعة للتعبيد حتى تستكمل الاشتراطات كافة».