يصل أول فريق من المراقبين العرب الى سوريا غداً الخميس, في مهمة لتقييم ما إذا كانت دمشق ملتزمة بتنفيذ المبادرة العربية لإنهاء قمع الاحتجاجات, حسبما اعلن مساعد الامين العام للجامعة العربية احمد بن حلي امس الثلاثاء في القاهرة. وقال ابن حلي في مؤتمر صحافي ان «مقدمة من المراقبين بقيادة سمير سيف اليزل ستتوجه الى دمشق غداً الخميس». وحثت الدول العربية دمشق على السماح لفريق يتألف من 150 مراقبا بدخول سوريا لتقييم الوضع على الأرض بعد أن حركها ارتفاع عدد القتلى في حملة قمع الاحتجاجات المناهضة لحكم الرئيس السوري بشار الأسد. بدورها أبدت الادارة الاميركية مساء الاثنين شكوكها في الرغبة الحقيقية لسوريا السماح بقدوم مراقبين الى اراضيها في اطار البروتوكول الموقع مع الجامعة العربية للخروج من الازمة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند ان «توقيعا على قصاصة ورق من جانب نظام نكث بالوعد تلو الآخر، لا يعني الكثير بالنسبة الينا, نريد رؤية افعال». وتزامنا مع وصول بعثة الجامعة العربية اجرى سلاحا الجو والبحر في القوات السورية مساء امس مناورات بالذخيرة الحية لاختبار قدراتها القتالية «وجاهزيتها في التصدي لأي اعتداء يستهدف ارض الوطن»، كما افادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا). وقالت سانا: انه «استنادا لخطة التدريب العملياتي للعام 2011 نفذت القوى الجوية والدفاع الجوي بيانا عمليا بالذخيرة الحية (...) بهدف اختبار القدرة القتالية لسلاح الطيران ووسائط الدفاع الجوي وجاهزيتهما في التصدي لأي اعتداء يستهدف ارض الوطن وحرمة اجوائه»، مضيفة ان القوات البحرية اجرت مناورات مماثلة. من جهة اخرى أصدر الرئيس السوري بشار الأسد امس الثلاثاء قانوناً يقضي بإعدام من يوزع السلاح بهدف ارتكاب «أعمال إرهابية». ووفقا للقانون الذي نشرت نصه وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) فإنه يقضي بأن يعاقب بالأشغال الشاقة خمسة عشر عاما كل من أقدم على تهريب السلاح، وبالأشغال الشاقة المؤبدة إذا كان تهريب السلاح بغرض الاتجار بها أو ارتكاب أعمال إرهابية. كما ينص القانون على أن يعاقب بالإعدام من وزع كميات من الأسلحة أو ساهم في توزيعها بقصد ارتكاب أعمال إرهابية كما يعاقب الشريك والمتدخل بعقوبة الفاعل الأصلي. وعلى الصعيد الميداني افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان اكثر من 75مدنيا قتلوا الثلاثاء برصاص قوات الامن السورية، غالبيتهم في محافظة حمص وادلب في شمال غرب البلاد يضاف اليهم اكثر من مئة جندي منشق سقطوا «بين قتيل وجريح» في محافظة ادلب،وقال المرصد ان 36 مدنيا قتلوا وجرح آخرون في بلدة كفر عويد بمحافظة ادلب (جنوب غرب) برصاص قوات الامن السورية التي حاصرتهم في البلدة ثم اقتحمتها، مشيرا الى ان لديه لائحة بأسماء 26 من القتلى في حين ان العشرة الآخرين جثامينهم مسجاة داخل مسجد البلدة ولم يتم التعرف الى اسماء اصحابها بعد. واضافة الى هؤلاء القتلى ال36 ومعظمهم من سكان كفر هويد، سقط «عشرات المدنيين» من سكان البلدات المجاورة بين قتيل وجريح برصاص قوات الامن اثناء محاولتهم الفرار من المنطقة وأضاف المرصد انه في مدينة حمص (وسط) حيث تدور اشتباكات عنيفة قتل 12 مدنيا برصاص قوات الامن، في حين قتل مدني في ادلب، ليرتفع بذلك عدد المدنيين الذين قتلوا الثلاثاء في سائر انحاء سوريا الى 61 قتيلا على الاقل. وصباح امس الثلاثاء «سقط مئة جندي منشق على الاقل بين قتيل وجريح في مواجهات مع الجيش النظامي» في منطقة جبل الزاوية في ادلب، بحسب المرصد. وقال المرصد نقلا عن عدد من المسلحين في الميدان ان الاشتباكات وقعت في محافظة ادلب المحاذية لتركيا والتي شهدت قتالا داميا الاثنين.واضاف المصدر في بيان انه «عقب اشتباكات اندلعت صباح امس (الثلاثاء) مع الجيش النظامي، جرت محاصرة مئة منشق وسقطوا بين قتيل وجريح بين قرية كفر عويد والفطيرة» في منطقة جبل الزاوية. وقال المرصد ان «عشرات المدنيين محاصرون من بينهم العديد من النشطاء في كفر عويد». وعلى الحدود مع لبنان, تواصل القوات السورية اختراق الحدود اللبنانية, ففي بلدة عرسال الواقعة في البقاع الشرقي وتتداخل أراضيها مع الأراضي السورية شمال شرق لبنان، تعاني هذه البلدة من مشاكل أمنية في هذه الأيام, نتيجة نزوح الآلاف من المواطنين السوريين الهاربين من القمع الدموي في بلادهم نحو الاراضي اللبنانية. وقال رئيس بلدية عرسال ل»الجزيرة» علي الحجيري, ان القوات العسكرية السورية تعمد لاختراق الحدود، وتزعم انها تلاحق «مجموعات مسلحة», لكن أهالي عرسال يؤكدون أن الأمن السوري يعتدي على أرضهم وعلى أهل البلدة اللبنانيين واللاجئين السوريين.