من عائلة دغيم الشمري الحفراوية التي رحل ستة من أفرادها قبل أيام بين حفر الباطن والدمام إلى عائلة الجنوبي الحساوية التي لقي أربعة من أفرادها مصرعهم يوم السبت الماضي حرقاً بعد اصطدام سيارتهم بشاحنة على طريق البطحاء سلوى، فيما أصيب اثنان آخران بإصابات بالغة أحدهما في غرفة العناية المشددة.. ألف دمعة ممكن أن تذرف، ومليون حكاية ممكن أن تحكى، وما لا يعد من الفساد الذي يخنقنا ولو كان لدينا الإرادة الحقيقية لفضحناه! مربية أجيال وطالب جامعي وطالبة ثانوي وطفل صغير في الابتدائية احترقت أجسادهم في مكان الحادث، مأساة تبكي! أهلها يستحقون أحر التعازي، مأساتهم محل اهتمامكم، ستقفون بأنفسكم على المشاريع! ستعاقبون المقاول وستسحبون المشاريع المتعثرة؟! أليس كذلك يا وزارة النقل؟! إن لعبة تحميل المسؤولية بين وزارة النقل ووزارة المواصلات وخطابات هيئة مكافحة الفساد لن تعيد البسمة لعائلة أريقت دماء أفرادها وحرقت أجسادهم على طرق المنطقة الشرقية، وفي كل جزء من الوطن مآسٍ وآلام.. لقد شبعنا من هذه التصاريح ولم تعد تنطلي على أحد، فقد أصبح الدم يغسلها ويعيد كتابتها بصورة لا تسر مطلقيها أبدا، كما أنها لا تسر الوطن الذي اؤتمن هؤلاء المسؤولون على مصالح ودماء أبنائه! قلت عندما كتبت عن عائلة دغيم الشمري قبل أيام إن هذا الدم ليس الأول ولن يكون الأخير على طرق أهم منطقة من مناطق المملكة وأطولها مسافة وأكثرها ازدحاماً، ولا أرى في ذلك أي اكتشاف خطير أو خارق فالأعمى من خلال معرفته بواقع طرقنا وبراميلنا وصباتنا وسيارات شركات الطرق البرتقالية يعلم أن هذه الطرق ستراق على جنباتها الدماء بين كل فترة وأخرى. وقلت وأكرر إن لعبة تحميل المسؤولية بين وزارة النقل ووزارة المواصلات وخطابات هيئة مكافحة الفساد لن تعيد البسمة لعائلة أريقت دماء أفرادها وحرقت أجسادهم على طرق المنطقة الشرقية، وفي كل جزء من الوطن مآسٍ وآلام.. نحتاج إلى عمل! نحتاج إلى إنتاج حقيقي! نحتاج إلى صدق! نحتاج إلى خطة زمنية واضحة ومعلنة!. وإلا فسنعيش في رعب وخوف حقيقي ونحن مصارع إخواننا وأحبائنا من حولنا على طرق المنطقة الشرقية. يا وزارة النقل ويا وزارة المالية احقنوا دماءنا فقد سال منها ما يكفي لتحريك قلوبكم. اللهم سترك وحفظك. فما لنا غيرك يا الله.