لطالما أشرت في مقالات عدة إلى الصحة، وقد تعرضت في كثير من الأحيان إلى طرق ومحددات تعزيزها. وانطلاقاً من باب اهتمامي بالتثقيف الصحي كونه عنصر أساسي في معادلة تعزيز الصحة، وجدت أنه من الضرورة الإشارة إلى الكتاب الصادر في العام 2005م من قبل مكتب منظمة الصحة العالمية لدول أوروبا، تحت عنوان "Health Promotion in Hospitals: Evidence and Quality Management" وما دلل عليه عنوان الكتاب من إشارة إلى التزويج بين جودة الرعاية المبنية على البراهين وبين تعزيز الصحة. كما تضمن الكتاب بيان يوضح التصنيف التاريخي لتطورا لمستشفيات بأوروبا، بدءً بمستشفيات عزل الأمراض المعدية في القرن السابع، ووصولاً إلى سبعينيات القرن العشرين وما اتسمت به المستشفيات في حينها من اختصاص في الرعاية ذات المستوى الثاني أو الرعاية المرجعية التخصصية. أما في تسعينيات القرن الماضي فقد اتسمت مستشفياتهم برعاية جراحات اليوم الواحد والرعاية الصحية قصيرة المدى. أما نحن وبعد مرور عشر سنوات من القرن الواحد والعشرين، وإذا ما قارنا مستشفياتنا بالمملكة بناءً على التصنيف التاريخي لمستشفيات أوروبا فإن غالبية المستشفيات لدينا مازالت تعيش سمات حقبة السبعينيات والقليل من تسعينيات القرن الماضي...!. وتحت وطأة الاستسلام لما نعيشه من واقع مؤلم عند مقارنة أنفسنا بالتصنيف التاريخي لمستشفيات أوروبا ، وفي ظل الوضع الراهن من عدم اكتمال في الصورة وعناصرها المؤدية لتعزيز الصحة في مجتمعاتنا. فإنه من الأحرى أن تتظافرالجهود للنهوض ببرامج تعزيز الصحة داخل مستشفياتنا أولاً. على ألا تقتصر تلك البرامج على تثقيف المرضى وعائلتهم فحسب بل ينبغي أن تمتد إلى برامج لتعزيز صحة العاملين من أطباء وتمريض وإداريين وغيرهم. مراعين في ذلك السلامة البيئية والصحة المهنية ومطبقين للمعايير العالمية والاستراتيجيات الواردة في الكتاب الصادر من قبل منظمة الصحة العالمية للاعتراف بالمؤسسات الصحية المعززة للصحة. ولا أدري عن مدى كفاءة برامج السلامة المقامة حالياً في مستشفياتنا في تحقيق النتائج المطلوبة لتعزيز الصحة...! حيث أننا حديثي عهد في تطبيقها. ومن الآن وحتى يتحقق حلم تزويج جودة الرعاية المبنية على البراهين وبين تعزيز الصحة، نتمنى للطرفين حياة ملؤها الصحة. وسيكون لنا لقاء في يوم الزفاف الميمون إن شاء الله. ودامت أيامكم عامرة بالصحة والأفراح. * استشارية طب المجتمع عضو المجلس الإستشاري لصحيفة عناية الصحية