سلسلة قولوا للناس حسنا / نصائح وتحذيرات لطلاب وطالبات الطب. أبنائي / بناتي الطلاب والطالبات المستجدين والمستجدات في كلية الطب والمستشفى الجامعي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: هذه رسالة مني إليكم، أكتبها اختياراً وأقدمها لكم تطوعاً وهي رسالة لم يأمرني بها أمير ولا فرضها علي وزير ولا كلفني بها مدير أورئيس، ولم يمليها علي توقع نفع أو مخافة ضرر أو ضرار، ولم يجبرني عليها وعد سابق وهي ليست علي بفرض إداري، وليست بمتطلب وظيفي وليست عادة أو سنة اجتماعية مضطردة.إنماهي إبرار بقسم أقسمه كل طبيب وسيقسمه منكم من سيصل إلى نهاية سنين الكلية وبداية مشوار الطب ، فلقد أقسمت بالله (والقسم بالله أمر عظيم) أن أكون مخلصاً لمهنتي وأميناً على مرضاي ومحباً للخير من أجل الخير. وهذه الرسالة إنما هي تنفيذ لوصية أوصاني بها كما أوصى غيري بها حبيبنا جميعاً وقدوتنا جميعاً رسول الله صلى الله عليه وسلم تلكم هي وصية النصيحة لكل مسلم فهي إذاً إبرار بقسم ولوجه الله تعالى وتنفيذ لوصية رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم. ابنائي وبناتي هذه مجموعة من النصائح لكم عندما تقرؤها ستجدون الكثير منها بل ربما أغلبها ليس له علاقة ظاهره بالتفوق والتحصيل العلمي ولكن هذا إن قرأتموها ونظرتم إليها نظرة سطحية أما إن تمعنتم فيها فستجدون أنها أساس التفوق وقواعد راسيات للتحصيل العلمي، الناظر لما سيأتي من نصائح وتوصيات نظره سطحية سيكون كمن ينظر للبذور على أساس أنها غير ذات قيمة في إنتاج الطعام لأنها لا تؤكل، وكالناظر لسنابل القمح أنها غير ذات فائدة لأنها ليست خبز ولا طحين، وكالناظر إلى التراب والأسمنت والحديد أنها مواد خام ولا فائدة منها في تكوين أسرة سعيدة.والمتأمل فيما سبق من أمثلة يعلم أنه بلا بذور فلا فاكهة وخضار وطعام بل ولا حتى حيوان، وبدون قمح فلا طحين ولا خبز ولا حلويات ..إلخ وبدون تراب وأسمنت وحديد فلا جدران ولا بيت ولا محضن للأسرة. فأنتم بالخيار إما أن تكملوا بعد هذا السطر أو لا تكملوا وكما كنت أنا بالخيار في الكتابة فأنتم بالخيار إما أن تسمعوا وتعوا أو تتركوا وتغفلوا. نصيحتي الأولى: كن مع الله ولا تبالي، نم مبكراً، استيقظ لصلاة الفجر وأجعل لنفسك ورداً يومياً من كتاب الله تعالى ثم إن حضرت للكلية فاستمع للمحاضرة أو شارك في المعمل أو غير ذلك على أساس إنك ستحصل على علم إنما هو وسيلة ضرورية لتصلح به جسد أو نفس أو عقل إنسان مسلم يعبد الله تعالى وهكذا ستجد نفسك تقوم بعمل عظيم في كل شيء تمارسه اثناء التعلم.حافظ على الصلوات في جماعة المسجد وتعود كثرة الدعاء و التضرع لله تعالى. نصيحتي الثانية: اتبع سنة الرسول وكن واثقاً بها، فما دلنا الرسول إلا على خير ولا نهانا إلا عن شر كن عوناً لزملائك وكوني عوناً لزميلاتك، تواصوا بالحق بينكم وإن رأيتم زميل على خطأ ينافي (كن مع الله) فأنصحه كما تحب أن ينصحك لو كنت أنت المخطيء، إياكم ورفقة السوء إياكم وشلل السهر واللعب. نصيحتي الثالثة: برالوالدين والحذر من عقوق أحدهما أو كلاهما ، كن متأكداً أنه لا يوجد من يحب لك الخير أكثر من نفسه مثل أبوك وإن أخطأ الأسلوب أو جار عليك في النصيحة والتوجيه ولا يوجد من هو أرأف بك من أمك. وتذكر دائماً أن من لا يحفظ لوالديه حقهما سيعرض نفسه لسخطهما، وأتحدى أن يعطيني اي احد مثال واحد لشخص سخط عليه والديه أحدهما أو كلاهما ثم صار شيء معتبر، لا نجاح ولا فلاح ولا أمل لمن يعق احد والديه. نصيحتي الرابعة: حسن الخُلق، وإن سوء الخلق يفسد الأمور كلها كما يفسد الخل العسل، مهما كنت بدون أخلاق حسنة أنت لا شيء ولعلي أذكرك بخًلق واحد يجب عليك ألا تغفل عنه أبداً وهو احترام الآخرين سواء أحببتهم أو كرهتهم اتفقت معهم أو كنت مختلفاً معهم من حق كل واحد عليك أن تحترمه ومن حقك على كل أحد أن يحترمك، حسن الخلق مفتاح كل باب مغلق (نعم كل باب) وسوء الخلق حجر عثرة وعقبه كأداء في كل طريق معبد ممهد، التصق تماماً بصاحب الخلق الحسن لتتعلم منه وأحذر من سيء الخلق فإن سوء الخلق مرض معدي وكما ذكرتك بخلق حسن واحد يجب ألا تنساه وهو احترام الآخرين دعني أحذرك من خلق سيء واحد إياك وإياك ان تقترفه فإنه مفسدة كل خير وجالب كل شر هذا الخلق الذميم هو الفُحش في الكلام،تذكر دائماً إنك مثل الباب المغلق أمام من لا يعرفك فإن تكلمت بان ما في داخلك فأختر لنفسك. نصيحتي الخامسة: نظم وقتك ثم استعن بالله ولا تعجز، نظم وقتك كما تريد وكما تحب وكما تشاء المهم أن تنظمه ولا تنسى النصائح الأربع السابقة وأنت تنظم وقتك وعندما تنظم وقتك لا تنسى نفسك وهواياتك وفعل الأشياء التي تحبها فإن لنفسك عليك حقاً ومن جار على نفسه فلن يعطي غيره، إن كنت تحب الطلعات والرحلات مع الزملاء فأجعل لها وقتاً أعط نفسك ما تحبها وتذكر نصائحي الأربع السابقة. نصيحتي السادسة: حافظ علىصحتك ، تجنب السهر والتدخين وكثرة الأكل فكلها أمراض قاتلةفاحرص على تجنبها لأن تجنبها لا يكلف شيء ويجلب الخير وفعلها يكلف مال ويجلب الضرر فأختر لنفسك إما أن تستفيد بالمجان أو أن تتضرر بالدفع، مخطيء من يظن أن السهر دليل على كثرة التحصيل ومخطيء من يظن أن التدخين من لزوم الاستئناس ومجاراة شكليات الواقع ومخطيء من يظن أن كثرة الأكل شيء ممتع. نصيحتي السابعة: كن رياضياً، كوني رياضية، الجسم حامل العقل ووعاء الروح والجسم الخامل يجهد العقل ويطفيء أنوار الروح.. قلت كن رياضياً.. كوني رياضية ولم أقل كن مشجعاً رياضياً أو مشجعة رياضية وهناك فرق، فالمشي رياضة، القفز بالحبل رياضة، السباحة رياضة،أما البلوت و السنوكر و مشاهدة المباريات ليست رياضة ولكن هوايات فليكن لها وقت ولكن لاتعتبروها رياضة. نصيحتي الثامنة: كن حسن المظهر أنيقاً نظيفاً،كوني حسنة المظهر حشيمة أديبة، المظهر عنوان للجوهر في أعين الناس والمظهر يجب أن يكون لائقاً بمكانة الكلية والمستشفىوهما أماكن العمل (تذكر النصيحة الرابعة)، كما ان الثوب الغير نظيف والحذاء البالي أمور غير لائقة بمكان العمل ، و الحجاب المتسخ ليس من مستلزمات الحشمة ،فكذلك آخر صيحات وتقاليع الموضة والوان المساحيق و قصات الشعر و القمصان المكتوب عليها غير لائقة بمكان العمل أما العطور والروائح التي يضعها البعض ويظنها جميلة قد تكون مجلبة للنفور من البعض ولقد صدق من قال خير الطيب الماء . أن تكوني فتاة انيقة المظهر محتشمة امر لايلومك عليه احد بل هو من متطلبات المهنه،أما ان تكوني جذابة المظهر متزينة فليس هذا من عادات الغرب في مكان العمل وفي قاعات العلم وليس هو من تقاليد الشرق ولا من تعاليم الدين الحنيف، أن تكون عملياً في لباسك عصرياً في مظهرك أمر لا يلومك عليه أحد وربما يكون مطلوباً، أما أن تلبس الملابس الرياضية والكاب وتربط شعرك الطويل كذيل حصان أمر يرفضه أرباب العمل في الغرب والشرق ولا تقبله قاعات العلم في الجامعات المرموقة ولا يدل إلا على تبعية لقشور ثقافة الأحرى بمن قلد قشورها أن يستفيد من لبابها. نصيحتي التاسعة: كن متساهلاً مع غيرك مدققاً على نفسك أقصد أن تعتبر نفسك مسؤولاً قبل أن تلوم غيرك، أنت تستطيع أن تروض نفسك وتغيرها أكثر من استطاعتك تغيير غيرك من الناس أو الظروف، وهذا لا يعني أن لا تكون أداة نافعة وتذكر نصيحتي الثانية والرابعة. نصيحتي العاشرة: تأكد بصورة دورية انك تطبق النصائح التسعة السابقة وأنت تحتاج لهذا دقائق معدودة كل فترة محددة (شهر، شهرين، أو حتى كل سنة) المهم أن تحدد وقت تراجع فيه حساباتك مع نفسك في الأمور السابقة وتذكر النصيحة الأولى والثانية وأنت تفعل ذلك. الآن ابني طالب الطب ابنتي طالبة الطب، مما سبق من نصائح أصبحتم أرض خصبة وقوية وهذا ما تحتاجونه في دراستكم لأشرف علم بعد الشريعة المحمدية السمحة، أنتم تحتاجون لأن تكونوا أرض خصبة ينبت فيها بذور العلم الذي يزرعه أساتذتكم ومصادر معلوماتكم، أنتم تحتاجون أن تكونوا أرض خصبة تلائم شتلات الخبرة التي سيغرسها فيكم الأطباء من أساتذتكم أو ممن سبقوكم في الممارسة المهنية أنتم تحتاجون أن تكونوا أرض خصبة تمسك الماء وتنبت الكلأ فتكونوا مصدر خير وبركة ونماء لأنفسكم ولأهليكم وبلادكم وأمتكم. وأنتم تحتاجون لأن تكونوا أرض قوية لتتحملوا تبعات أشجار العلم والمعرفة والخبرة التي سوف تزرع فيكم وتحتاجون أن تكونوا أرض قوية تستطيع ان تستغنى عن المنشطات الغير طبيعية ولا تتأثر بالطفيليات الضارة أو الحشرات الغير نافعة لا ينبت فيكم شوك ولا حنظل ولا تستزرع فيكم شتلة سوء أو إفساد، ستكونون بيئة غير مناسبة للطحالب والأعشاب الضارة ، ستستقطبون الخير إليكم ولكم وبدون أن تشعروا سيهرب منكم كل شر وسوء، ستكونون كحقول تقصدها البلابل ولن تكونوا قيعان تقصدها الغربان. الآن بعد أن أصبحتم أرضاً خصبة قوية وبدون أن تدفعوا درهماً ولا ديناراً بل أصبحتم قادرين على صناعة الدراهم والدنانير وما هو خير منها وهو من أين تصنعوها وفيما تنفقونها، الآن جاء دور أن أقدم لكم نصائح تهمكم كطلاب جامعيين بعد أن قدمت لكم نصائح كأشخاص بالغين مكلفين. نصيحتي الحادية عشرة: إعرف من أنت وأين أنت الآن، لا أقصد من أنت أي فلان بن فلان بن فلان آل فلان ولا أقصد أين أنت أي في جامعة كذا في كلية كذا في قسم كذا هذه أمور هامة ولكن تحقق في السؤال وحاول أن تغوص في أعماق هذا التساؤل، أنا أستطيع أن أقول لكم جميعاً من أنتم ومن أنتن وأين أنتم جميعكم وجميعكن ولكن على كل فرد أن يعرف من هو بالذات وأين هو بالذات في داخل الإطار الذي أستطيع أن أحدده لكم. أنتم (شباب وفتيات) الثروة الحقيقية لهذه الأمة أنتم من ستغزلون قباب المجد لأمة الإسلام بكم وبكن سنكون أمة وحضارة وبدونكم وبدونكن لن نكون سوى ذرات هباء،.. فهل وعيتم مسؤولياتكم.. يا شباب.. يا فتيات، هل وعيتم الآن أن الأمر أمر مصير أَمة وليست القضية ( فله أو هبقات ) يا شباب يا فتيات لا تتعاملوا مع الحياة في الجامعة أنها فله او هبقة لأنها ليست كذلك وهنا جاء دور أن أقول لكم أين أنتم، إنكم الآن في المستقبل نعم أنتم الآن في المستقبل وأنا لا أتفلسف، نعم أنتم في مباني ضخمة وأروقة كبيرة ولكنكم في الحقيقة التي يجب الا تنسوها إنكم في هذا المبنى تضعون لبنات المستقبل لأنفسكم ولأمتكم إياكم أن تنسوا هذا الأمر للحظة واحدة لأنكم لو نسيتموه فإنكم كمن ينسى أن يأخذ نفس عميق قبل أن يغطس تحت الماء. إذاً أنتم " الأمل" تساهمون في بناء و صناعة المستقبل فليختر كل واحد منكم أو كل مجموعة منكم كيف سيكون أمل يتحقق في المستقبل. نصيحتي الثانية عشرة: إستفد من المكان والظروف التي تعيشها في الجامعة أنتم بين علماء وعالمات أنتم في عالم مصغر فيه شخصيات مختلفة وطرق متنوعة ومنهجيات متباينة، تستطيعوا أن تؤمنوا بإعتباركم طلاب جامعيين بمبدأ أن جميع من في الجامعة هم في الحقيقة لخدمتكم ولتعليمكم وتأهيلكم وهذا حق وصدق والأفضل منه هو أن يؤمن كل فرد منكم بمبدأ إنني أريد أن أستفيد من كل إمكانية متاحة في الجامعة وتذكر نصيحتي التاسعة، إن أسهل شيء على الأستاذ الجامعي أن يعطي علم مصفى وليس أسهل من وضع العلم الجاهز أمام عقول الطلاب، إن أعطاؤكم العلوم جاهزة منقاه مصفاه يعتبر تماماً مثل تلقيم الطفل لقمة الطعام من يد الأب أو الأم إلى الفم مباشرة وبالرغم من هذا فإن على الطفل أن يمضغ و يبلع أو يكون مريضاً، فكذلك الطالب المتواكل أو الكسول يريد العلم كلقمة الطعام في فم الطفل ولكن ينسى او يتناسى أن عليه واجب المضغ والبلع. الأهم من تلقيم الطعام هو تعليم آداب تناوله، أليس كذلك؟ تصوروا معي طفل لم يتعلم في بيئته كيف يأكل أو ماذا يأكل، الصعوبة التي يجدها الوالدين ليس في إطعام الطفل بل في تعليمه كيف يأكل و متى و ماهو مفيد. وكذلك الصعوبة أمام الأستاذ في الجامعة ليس في تقديم العلم بل في تعليمه و تدريس كيفية إكتسابه ومجالات تطبيقاته، حاول دائماً أن تستفيد من أستاذك كيف تتعلم وكيف تطبق العلم هذه فرصتك الوحيدة والأهم انهاالأخيرة فلن تجد فرصة بعدها لأنك اليوم طالب جامعي وليس مستغربا أن تستفسر عن أمور بسيطة أو حتى تافهة أنت اليوم طالب لا تستحي من السؤال والتساؤل ولا تخاف من أن تخطيء أنت اليوم تتعلم ولكن تذكر أيضاً نصيحتي الرابعة وأنت تتعلم، تعلم من جميع أساتذتك تعلم من الأستاذ الجيد ما هو جيد وتعلم من الأستاذ السيء كيف لا تكون مثله. نصيحتي الثالثة عشرة: كن موسوعياً في إطلاعك بحثياً في تساؤلاتك حاول أن تفهم، إبحث عن إجابة عن تساؤلاتك ثابر للوصول إلى الأجوبة وعندما لا تجد الأجوبة حاول أن تصيغ تساؤلاً آخر ،أحياناً صياغة السؤال أهم من ألف إجابة.. العباقرة هم من يستطيعون أن يستنتجوا الأسئلة من الأمور الواضحة لغيرهم. نصيحتي الرابعة عشر والأخيرة: هذه محاذير اجتنبها ثم اجتنبها ثم اجتنبها فهي سموم في عسل وشوك في وسادة هذه المحاذير كأنياب الأفاعي ففي الحقيقة هي قنوات سم وأداة عض في آن واحد، هذه المحاذير بعضها نافع في المظهر ولكن ما خفي من أضرارها أكبر. تحذير رقم (1): إياك ثم إياك ثم إياك من الدروس الخصوصية.. أقسم لكم بالله العظيم أنها مخدرات العلم أقسم لكم بالله أن بدايتها كبداية طريق الإدمان، أقسم لكم بالله أنها أضر عليكم من الرسوب وعدم النجاح، الدروس الخصوصية وباء عضال ومرض معدي يصيب العقل بالهزال والعزائم بالوبال والفهم بالشلل، نعم إن هناك أسباب لوجودها بل وانتشارها، ولكني أريدكم أن تفكروا في تجنبها أكثر من أن تفكروا في وجودها هذه الدروس الخصوصية كنبات الحنظل وكالشوك لا ينبت في أرض خصبة صالحة، الدروس الخصوصية تحتاج لطالب يحب الراحة والكسل تحتاج لطالب لا يريد أن يتعلم كيف يصنع مستقبله بل يريد مستقبل جاهز وأنتم أرض طيبة، ومن يعطي هذه الدروس هم أشخاص نفعيون قدموا مصالحهم المادية (تعس عبد الدرهم وتعس عبد الدينار) ولو على حساب إتلاف عقولكم وقدراتكم تماماً كما يفعل مروجوا المخدرات لا هم لهم إلا الكسب المادي ولو على حساب أي شيء آخر وكما أن أهم عمل في منع مروجي المخدرات من إعطاء جرعتهم الأولى كبداية للإدمان هو الوعي فإن أهم عامل للقضاء على هذا الوباء هو وعيكم أنتم بخطورتها عليكم وعلى مستقبلكم كطلاب وكأطباء، طالما هناك شياطين من الجن يرأسهم الملعون إبليس فسيكون لهم أولياء من الإنس ويرأسهم هواهم المتمثل في حب الدينار والدرهم. تحذير رقم (2): إياك ثم إياك من الاعتماد على المذكرات وترك قراءة الكتب، إن سهولة قراءة المذكرة التي يروجها مروجي الدروس الخصوصية بين الطلالب إنما هي كنشوة الانبساط تحت تأثير المخدر تحسب إنك فهمت وأنت في الواقع إزددت جهلاً ،إن الصعوبة التي تلاقيها في استخراج المعلومة من الكتاب أو الشبكة العنكوبتية أو نقاشك مع أستاذك مثل تعب الجسم بسبب الرياضة ،للتعب الذي يكون أثناء الرياضة وبعدهامنافع ظاهرة وباطنة. الذي كتب المذكرات لم يكن هدفه أن يسهل عليك تحصيل العلم بل هدفه أن يستخرج منك بضع ريالات لأنه عبد للدرهم والدينار ولو كان لمن يكتب هذه المذكرات ويبيعها إبن أو بنت في الجامعة لما سمح لأي منهماأن يقرأ إلا من الكتاب، فالشياطين يدلون على الشر ولا يفعلونه. تحذير رقم (3): إياك من دفع أموال مقابل أسئلة هذه مصائد من يعطون الدروس الخصوصية وأيضاً بسبب شرههم للدرهم والدينار، لا تدفع قرشاً واحداً لأي أحد ،وتواصوابينكم في عدم فعل ذلك، إن البعض من ضعيفي الخلق والخلاق لا يهمهم كيف سيكون مستوى الطب و الأطباء إن كل همهم هو جمع المال وبأي طريقة. تحذير رقم (4): لا تستمع لحجج واهية مثل الشرح في البيت على إنفراد أفضل من الشرح في قاعة المحاضرات كاذب مخادع جاهل جهول من يقول ذلك، إن عبد الدرهم أو من ينوب عنه الذي يحضر للبيت ليعطيك دروس في مقابل بضعة آلاف ليس أميناً على ما يعرفه من علم وهو نفعي انتهازي ويجب أن تربأ بنفسك عن التعامل معه. تحذير رقم (5): لا تعطي هدايا مقابل منافع علمية، لا تعطي تذاكر سفر أو إيجار شقق أو أقساط سيارة أو فواتير خدمات عامة لمن سيعطيك مقابلها دروس أو مذكرات أو أسئلة، إن هو خان أمانته فلا تكن أنت خائن لدينك و أمتك ووطنك ومهنتك بل لاتتكن خائن لمن تأملوا فيك خيرا. وأخيراً ابني.. ابنتي قد نصحتكم وحذرتكم وليس من نصائحي أو تحذيراتي منفعة دنيوية أو مصلحة شخصية، وإنني عندما كتبت ما سبق لم أضيع وقتي ولا جهدي بل استخدمتهما في استثمار فقد نصحت مسلمين لوجه الله وأظنني قد وضعته في رصيدي الأهم، والله على ما أقول شهيد. *عضو المجلس الإستشاري بصحيفة عناية الصحية. *استاذ وإستشاري جراحة الكبد والمرارة بكلية الطب والمستشفى الجامعي بجامعة الملك عبدالعزيز.