أمر جيد أن تنخفض نسبة الإصابة بمرض نقص المناعة «الإيدز» في العام الماضي 2009م عن العام 2008م بنسبة 05 % كما أوضح وكيل وزارة الصحة المساعد للطب الوقائي الدكتور زياد ميمش «في صحيفة عكاظ الأحد الماضي»، وإن كان هناك حالات لم يتم اكتشافها بعد؛ لأن العاملين على برنامج الفحص الطوعي لا يستطيعون القيام بعملية مسح كاملة ليتم تحديد عدد المصابين بشكل أدق. ما لفت انتباهي بتلك الإحصائية مقارنة بالأعوام الماضية، أن نسبة الإصابة عن طريق «الاتصال الجنسي» كانت أعلى من العامين الماضيين، ففي عامي 2007م و2008م كانت نسبة الإصابة بالمرض عن طريق «الاتصال الجنسي» في الثمانينيات، بيد أنها في عام 2009م ارتفعت إلى 95 %. وهذا مؤشر واضح على أن العاملين في هذا المجال «وزارة الصحة الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الإيدز الإعلام بكل تنوعاته» مازالوا يواجهون مشكلة أو يخافون من ردة فعل عنيفة إن قرروا نشر الوعي في هذا الأمر، أو تحدثوا عن كيف يمكن للرجل والمرأة حماية أنفسهما. وهذا بأعتقادي أمر طبيعي في كل المجتمعات، وأظن قبل عام تحدثت عن الصراع الذي حدث في المجتمع الفرنسي بأوائل تسعينيات القرن الماضي، والمناظرة التي حدثت بين طبيبة فرنسية وقس حول استعمال «العازل» للحد من انتشار الإيدز في المجتمع الفرنسي، وكان القس يرى إن هذا الأمر سيشجع على الفساد، فيما الطبيبة كانت تريد نشر فكرة «العازل» وأنه يحمي الأفراد من انتقال العدوى. وكان السؤال المطروح في ذاك الوقت، هل ما تقوم به الطبيبة أمر أخلاقي إذ تريد الحد من انتشار المرض، أم أن فكرة القس بعدم نشر الوعي بقيمة «العازل» ستجعل الإنسان يرتدع ويخاف؟ فيما بعد تنازل المجتمع الفرنسي عن نظرة البراءة لنفسه، ووجد أنه لا يوجد وعبر التاريخ مجتمع بلا خطيئة، فقرروا نشر الوعي بآلية «الاتصال الجنسي» دون أن ينتقل المرض للبقية، إلى أن يقنع القسيس المجتمع ألا يرتكبوا الخطيئة. ويبقى السؤال الأهم: أين/كيف/متى سيضطر المعنيون «وزارة الصحة الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الإيدز الإعلام» لمواجهة المجتمع، وأن عليه تقبل فكرة نشر الوعي «بالاتصال الجنسي» حتى لا ينتشر المرض أكثر؟ مع ملاحظة أن عدد المصابين بالمرض عام 2008م كانوا «13926»، فيما سجل عام 2009م «15213»، بمعنى عدد المرضى في العام الوحد وصل إلى «1287»، بعبارة أدق أكثر من ثلاثة مرضى كل يوم، مع أن هذا العدد بالكشف التطوعي وليس مسحا، أي العدد أكبر.