أكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز رئيس مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية, سعي مدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية إلى نقل تقنية زرع الخلايا الجذعية للمصاب بانقطاع الحبل الشوكي من خلايا جسمه لتعوض جزء من حبله الشوكي المقطوع وذلك بالتعاون مع جامعة مياميالأمريكية. جاء ذلك في كلمة ألقاها سموه اليوم , خلال رعايته المؤتمر الدولي لإصابات الحبل الشوكي الذي تنظمه مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية بالرياض خلال الفترة 4 إلى 6 مارس الجاري, كما شهد سموه خلال الحفل مراسم توقيع اتفاقية العمل المشترك بين مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية, ومشروع ميامي لعلاج الشلل, بحضور الأمير فيصل بن سلطان بن عبد العزيز الأمين العام لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية. وقال سموه إن نقل هذه التقنية يأتي مع تنامي حجم مشكلة الإصابات بانقطاع الحبل الشوكي التي أصبحت كثيرة ومخيفة وتشكل عبئاً صحياً واجتماعياً واقتصادياً على المريض وأسرته. وكشف عن أن أعمار المصابين بانقطاع الحبل الشوكي يتراوح بين 16 و 22 عاما, لافتاً الإنتباه إلى أن هذه التقنية ستحدث نقلة نوعية كبيرة وسبقاً في جراحات المصابين بالشلل بالمملكة العربية السعودية لتكون المملكة سباقة ورائدة في هذا المشروع. ونوه سمو رئيس مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية بأهمية مشروع ميامي لعلاج الشلل وقال: إنه تأسس منذ عام 1985 م ويعد الثالث في الترتيب بالولايات المتحدةالأمريكية في أبحاث الجهاز العصبي ومن أولى الهيئات التي حصلت على موافقة هيئة الرقابة على الأغذية والدواء في استخدام العلاج بالخلايا الجذعية . وأضاف سموه: "يعرض مشروع ميامي برامج عدة من البحوث وإعادة التأهيل في مجال إصابات الحبل الشوكي والصدمة الدماغية والاهم هو نقل التقنية إلى مدينة سلطان الإنسانية لتصبح المملكة أولى الدول في المنطقة التي تستفيد من ثورة علاج إصابات الحبل الشوكي بالخلايا الجذعية أبحاثاً وعلاجاً وتأهيلاً . وشدد سموه على أن استضافة المؤتمر يأتي تحقيقاً لأهداف المدينة في العمل الخيري وتأكيداً للإستراتيجية التي رسمها وحددها منشئها وبانيها وراعيها ومن أبرز تلك الأهداف هو طموح سمو الأمير سلطان "رحمه الله" بان تكون مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية صرحاً رائداً للأعمال الإنسانية والخيرية والاجتماعية وتسهم في خدمة المجتمع بمنظور أنساني, والحرص على أن لا يقتصر أعمال المؤسسة على تقديم الخدمات الإنسانية بل تمتد إلى ابعد من ذلك, إلى الإسهام في كل ما هو نافع ومفيد ويخدم المجتمع في حدود أهدافها, إضافة إلى تامين الاحتياجات اللازمة للبحوث والدراسات الأكاديمية والتطبيقية في مجال الخدمات الإنسانية بالتعاون مع الهيئات العلمية والمؤسسات الحكومية والمنظمات الإقليمية والدولية وتقديمها للجهات التي يمكن أن تستفيد منها. وأشار الرئيس التنفيذي لمدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية عبدالله بن حمد بن زرعة من جهته إلى أن هذا المؤتمر ينعقد تحت شعار "نحو حياة أفضل" بالتعاون مع مشروع ميامي لعلاج الشلل، ويفتح نوافذ أمل لإكساب المتخصصين بإصابات الحبل الشوكي المزيد من المهارات والخبرات والتعرف على أفضل الممارسات في هذا المجال. وقال بن زرعة إن المؤتمر استقطب خبرات عالمية ويتطرق لآخر ما توصل إليه العلم الحديث في مجال إصابات الحبل الشوكي وزراعة الخلايا الجذعية وهو علم يتسم بديناميكية سريعة بسبب التطورات المستمرة التي يشهدها في هذا المجال، والتي نتأمل أن تكون نقلة نوعية في شفاء المرضى، وهذه النقلة ستكون رافداً جديداً من روافد العلم والطب التي يمكن لها أن تغير حياة الكثير من الناس والتي من شأنها الرقي برعاية المرضى والمجتمع وتطوير البحث العلمي والارتقاء لمستويات عالمية من الرعاية الطبية. وفي ختام الحفل كرم سمو الأمير خالد بن سلطان الرعاة للمؤتمر والمتحدثين فيه, كما تسلم سمو راعي الحفل هدية تذكارية من الأمير فيصل بن سلطان على رعايته للمؤتمر, ثم تقدم عدداً من الأطفال المستفيدين من خدمات المدينة بتقديم رسائل شكر وامتنان على الرعاية والعناية التي قدمت لهم في العلاج والتأهيل داخل مدينة سلطان الإنسانية, تلى ذلك افتتاح المعرض الطبي المصاحب الذي احتوى على احدث التقنيات في التأهيل والعلاج للمصابين بالحبل الشوكي.