يحتفل العالم في كل عام وبالتحديد في اليوم السابع من شهر إبريل المقبل بيوم الصحة العالمي، وقد أختير "1000مدينة-1000حياة" شعاراً ليوم الصحة العالمي 2010م من قبل منظمة الصحة العالمية. ويتوقع المختصون في مثل هذا اليوم أن يتم التنظيم من قبل "جميع مدن العالم" في الدعوة إلى غلق الشوارع وتسخيرها للأنشطة البدنية التي من شأنها أن تعزز صحة سكان المدن. ومن هنا فإنني أناشد السادة المسئوولين عن صحة البيئة في مدينة جدة - وكلنا مسئوول- في كل من أمانة مدينة جدة وبمشاركة مجتمعية من قبل المدارس والجامعات والغرفة التجارية وكذلك السادة ممثلي هيئة الإقتصاد الوطني وممثلي هيئة الأرصاد وحماية البيئة وإدارات المرور لتبني مثل تلك الأنشطة وترجمتها على أرض الواقع تفعيلا للعمل المشترك بين الجهات المختلفة. كما أن مثل تلك الأيام هي فرصة لإيجاد أفكار إبداعية في سبيل تحقيق مفهوم الشراكة في تعزيزالصحة ومحدداتها (التي أشرت إليها سابقاَ في سلسلة محددات الصحة). إن مثل تلك الأنشطة تهدف في تقديري إلى التقليل من عوادم السيارات المنبعثة وتحفز العمل على ممارسة الأنشطة البدنية من مشي وركوب دراجات هوائية وغيرها من الأنشطة البدنية الترفيهية. وأضيف هنا اقتراح آخر وهو إمكانية استغلال مثل تلك الأنشطة في منع التدخين والشيشة في المقاهي والأماكن العامة وعلى أقل تقدير خلال فترة الإحتفال. لاسيما أن مدينة جدة قد احتضنت على سواحلها المؤتمر السعودي الأول والخليجي الرابع لتعزيز الصحة في شهر مارس من هذا العام. قد يعتقد الكثير أنه لا يمكن تحقيق مثل هذا التعاون والشراكة مع قبل جميع تلك الجهات الحكومية والخاصة. ولكن تجارب الدول المتقدمة تشير إلى أن مثل هذا التعاون المشروط بوضوح الرؤية والمرهون بتكامل الجهات وتعاونها وكذلك وعي العاملين بتلك الجهات هو من شأنه أن يحقق هدفين: الأول؛ التقليل من العبء و الجهد المبذول من قبل كل جهة على حدة. أما الهدف الثاني: هو تحقيق الاستمرارية في تبني المجتمع للسلوكيات الصحية، شريطة أن تتم جميعها بشراكة مجتمعية. كما تجدرا لإشارة هنا إلى ما شهدنا من إنجاز في مجال "المدن الصحية" في سلطنة عُمان والذي تم إطلاع الحضور عليه في تجربة مدينة صورا لصحية العمانية خلال أيام المؤتمر الأخير المنعقد في مدينة جدة. ونحن بدورنا بالطبع أشدنا بالإنجاز الرائع الذي وصل إليه إخوتنا في مدينة صور وهنأنا أهل تلك المدينة بمدينتهم. وتمنينا أن تكون العاقبة لدينا في مدينة جدة الصحية أو في أي من مدن وطننا الغالي. وسلطنة عُمان ليست بالبعيدة!!! دعوة أخيرة سادتي وأخوتي؛ لنقرأ ولنطلع ولنعمل في سبيل تعزيز صحتنا وصحة مدينتنا و مجتمعاتنا. ودمتم بالعافية. *رئيسة قسم تثقيف المرضى وعائلاتهم بمستشفى المساعدية للولادة والأطفال *إستشارية طب المجتمع