محددات الصحة وبناء السياسات الصحية لقد أشرت في المقال السابق إلى إدارات بناء السياسات الصحية وما تقوم به تلك الإدارات من بناء لسياسات الصحة العامة آخذة في الإعتبار محددات الصحة. ويجدر بنا هنا الإشارة إلى الأدلة الإرشادية التي أصدرتها بعض الدول ويمكن الإطلاع عليها على موقع منظمة الصحة العالمية حيث تم انشاؤها كي تساعد صانعي القرار في تقييم الأثر الصحي لمحددات الصحة البيئية والإجتماعية وكي تساعدهم أيضاً في بناء السياسات الصحية. حيث يقوم المعنيون بصحة الإنسان بإستخدام منهجية علمية يطلق عليها اسم (Health Impact Assessment) وهي منهجية علمية لتقييم الأثر البيئي والإجتماعي على صحة الإنسان أي أنها تعمل على دراسة محددات الصحة البيئية والإجتماعية وأثرها على صحة الإنسان، وجدير بالذكر هنا أن تلك المنهجية قد أثبتت كفاءتها في تحفيز الشراكة بين القطاعات المعنية. كما ساعدت مستخدميها في صناعة القرار وتطوير السياسات الصحية من خلال إعطائهم تصورعن ما يمكن توقعه جراء تطبيق سياساتهم و قللت هذه الطريقة أيضاً من الأثر السلبي الذي قد يترتب على تطبيق السياسات الصحية. وفي الإطارنفسه وبمناسبة الحديث عن الكوارث حفظنا الله وإياكم، أقترح على هيئة الأرصاد وحماية البيئة و كذلك هيئة المساحة الجيولوجية السعودية أن تتعامل مع محددات الصحة البيئية بشراكة وتعاون أكبر مع الجهات المعنية كوزارة الصحة ووزارة النقل والمواصلات والبلديات مع الأخذ بعين الإعتبارتطبيق المنهجية العلمية المشار إليها سابقاً. لا سيما أن تقرير جمعية الصحة العالمية الصادر في 22/أيار/2009م للحد من حالات عدم المساواة في المجال الصحي من خلال العمل الخاص بمحددات الصحة الإجتماعية، قد نص على توصيات للدول بضمان الحوار والتعاون بين القطاعات المعنية بهدف دمج الصحة في السياسات العمومية ذات الصلة وتعزيز العمل المشترك بين القطاعات، كما أكد التقرير على ضروة الإنصاف في الصحة في كل السياسات الوطنية وتوفير وإتاحة السلع والخدمات الضرورية للصحة وتوصيات أخرى لا يتسع المكان هنا لذكرها. وفي هذا المقام يجدر بالجهات المعنية وأعني الجهات المسئولة عن وضع الخطط وتطوير الخدمات في جميع القطاعات الحكومية أن تعمل على تطبيق نص معادلة تم انشاؤها من قبل علماء مختصين في مجال تعزيزالصحة و تنص تلك المعادلة على أنه كي تحصل على تعزيز الصحة كمنتج نهائي، لا بد من إجراء عملية ضرب حسابية ذات عنصرين. العنصرالأول؛ هوالتثقيف الصحي أماالعنصر الآخرهوبناء وتطويرسياسات الصحة العامة. مما يدل على أن التثقيف الصحي وحده لا يكفي بل ينبغي تطوير سياسات للصحة العامة جنباً إلى جنب وبذلك نحصل على المنتج النهائي. ولنحقق معادلة صنع القرار في تعزيز صحتنا ولكي نقي البلاد والعباد شرفقدان محددات الصحة ولنحافظ على الصحة. وسأعود إن شاء الله في الأسابيع القليلة القادمة بمقالات مهمة وحيوية تحت عنوان (محددات الصحة والتخطيط للوطن). *رئيسة قسم تثقيف المرضى وعائلاتهم بمستشفى المساعدية للولادة والأطفال *إستشارية طب المجتمع