سيطرت الشفافية يوم أمس على نقاشات أول أعمال الملتقى الدوري الثالث لمساعدي مدراء الشؤون الصحية للإمداد ومديري إدارات العقود والمشتريات وإدارات التجهيزات في مناطق ومحافظات المملكة، الذي تعقده الوكالة المساعدة للإمداد والتشغيل ممثلة بالإدارة العامة للعقود والمشتريات في وزارة الصحة بمحافظة جده. تلك الشفافية تمثلت في كلمة وكيل وزارة الصحة والإمداد والشؤون الهندسية الدكتور صلاح بن فهد المزروع، حيث تحدث فيها عن جملة من المعوقات التي تواجهها الوزارة في هذا الجانب، معتبراً أن تلك المعوقات تضع وزارته في حرج أمام المقام السامي، لكنه أكد أن الوزارة عرفت الأسباب وتعمل على تفاديها. ولخّص المزروع هذه المعوقات في إشكاليات عقود الصيانة والنظافة التي وصفها بقوله "تتعب الوزارة وتحرجها"، وذلك بسبب إما تأخرها والرفع بها إلى المقام السامي لتجديدها وتمديدها وأخذ النسب، أو احتوائها على بنود "غير منطقية" تسبب زيادة التكاليف، الأمر الذي يوقع وزارة الصحة في حرج تجاه ذلك، مشددا على ضرورة مناقشة تلك القضية مع المشاركين في الملتقى لإيجاد حلول سريعة. وقال الدكتور صلاح بن فهد المزروع في كلمة ألقاها خلال افتتاح أعمال الملتقى: " ثمة معوقات أخرى تواجه مديري إدارات التموين الطبي والمتعلقة بالمستودعات، إذ أنه تم طرح 129 مستودعاً بدأ جزء منها بتعثر، غير أن الوزارة عرفت الأسباب وتعمل على تفاديها، الأمر الذي من شأنه أن يعطي تطوراً كبيراً في المستقبل للبنية التحتية للإدارات العامة للتموين الطبي، ومساعدتها في التخزين ومتابعة توفير الأدوية". وأكد أن نوعية الادوية التي توفرها وزارة الصحة الآن شهدت تحسنا كبيراً، إلى جانب انخفاض أسعارها أيضاً، مضيفاً: " باتت تمتلئ المستودعات أحياناً بكميات من الأدوية تفوق الحاجة مما يؤدي إلى انتهاء صلاحيتها". ولكنه استدرك بالقول: " وصلت وزارة الصحة إلى مراحل متقدمة من التخطيط الحقيقي بين الإدارات بهدف تخطي كافة العقبات بشكل احترافي، كما أن ما حققته إدارات المشتريات والتموين والتجهيز الطبي من وضع، يجعل الوزارة في المقدمة مقارنة بالجهات الحكومية الأخرى". وأشار إلى أن وزارة الصحة حققت قفزات كبيرة جداً في إداراتها، وذلك من خلال وجود أدوية ولوازم وأنظمة محددة، مرجعاً ذلك الإنجاز إلى جهود مديري تلك الإدارات في المناطق والمحافظات على مستوى المملكة بالكامل. وأضاف: " حققت إدارات التموين الطبي والمستودعات والمشتريات تناغماً في طريقة عملها وأدائها، إذ لا يمكن لواحدة منها التحرك دون الأخرى، وهو ما يؤكد فعلا أن النجاح بحاجة إلى التواصل أولاً فيما بينها ثم متابعة العمل خطوة بخطوة". وأكد المزروع أنه تم القضاء على بعض الممارسات الخاطئة في آليات توزيع الأدوية على المناطق والمحافظات، حيث أنه في السابق كانت تقدم الطلبات بكميات أكبر من المطلوبة بغرض الحصول على العدد المطلوب، غير أنه الآن أصبحت الوزارة تلبي طلبات الإمداد بنفس الكميات المحددة في هذه الطلبيات دون زيادة ولا نقصان، كونها تحاسب وتتابع إدارات الإمداد على تنفيذ هذه الطلبات. وشدد وكيل وزارة الصحة للإمداد والشؤون الهندسية على "عدم إهدارالأدوية الخارجة من مستودعات الوزارة، مع ضرورة وجود شراكة حقيقية بين كافة الإدارات للتخطيط السليم بحسب أنظمة الدولة والنظام الموجود في الوزارة". بينما جاءت كلمة المدير العام للإدارة العامة للعقود والمشتريات بوزارة الصحة زين العابدين بن عبد القادر الحفظي، لتسلط الضوء على تحقيق توصيات خلال الملتقى الأول الذي شهدته الرياض والثاني في المنظقة الشرقية، إضافة إلى المحاور المزمع مناقشتها في الملتقى المنعقد حالياً. وقال: " نعمل في الملتقى الحالي على تقديم عرض مرئي من الإدارة العامة للتجهيزات لتوضيح آلية ترحيل منافسات التجهيز والتأثيث الطبي وغير الطبي، وذلك من خلال نظام الحاسب الآلي وترحيلها آلياً للإدارة العامة للعقود والمشتريات بهدف طرحها عبر هذا النظام". ولفت إلى أن ورش العمل المنعقدة على هامش الملتقى ستشهد أيضاً استعراضاً مرئياً تفصيلياً لورقة عمل خاصة بالإدارة العامة للمشتريات، والتي ستقدم شرحاً تفصيلياً عن نظام الجدول الزمني لطرح المنافسات وأهمية التقيد بذلك الجدول من أجل تلافي تمديد عقود الخدمات المستمرة. وزاد: " ستتم مناقشة ما لدى المناطق والمحافظات الصحية من ملاحظات حول تنفيذ توصيات الملتقيين السابقين وتذليل العقبات والصعوبات التي اعترضت تفعيلها، فضلاً عن تطبيق الآليات المقترحة عملياً من خلال ورش العمل وبمشاركة كافة مناطق ومحافظات المملكة". وختم الحفظي كلمته بأمله في الخروج من الملتقى بنتائج وتوصيات فعالة على غرار الملتقيين السابقين بشكل ينعكس إيجابياً على حسن سير الأعمال وتجويدها انطلاقاً من سياسة الوزارة في ظل الهيكلة الجديدة للارتقاء بالأداء. إلى ذلك، ذكر مدير الشؤون الصحية في محافظة جدة الدكتور سامي باداوود أن اللقاء الثالث سيأتي بما هو مأمول من الوزارة التي تعمل على تطوير الكوادر العاملة بها وإعداد القيادات لعمل مؤسسي منهجي يعتمد على استخدام التقنية وتطوير الأداء دائماً. وبيّن في كلمة ألقاها، أن مثل تلك اللقاءات أثبتت جدواها ومقدار التطور في أداء الإدارات بعد كل لقاء، لافتاً إلى أن هذا الملتقى سيكون أحد اللبنات التي تقوم بوضعها وزارة الصحة لتهيئة وتطوير العمل المؤسسي المنهجي كي تكون هناك إجراءات موحدة في كل المناطق والمحافظات والمعتمدة على حسن الاختيار. من جهته، أفاد مساعد مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة مكةالمكرمة الدكتور عبد الله الزهراني، أن الإيمان بضرورة تكامل وتظافر كافة الجهود بين الإدارات بما يحقق الاستفادة المثلى من جميع الإمكانات المتاحة، وما تم تحقيقه على أرض الواقع من تحسن سواء في التموين الطبي أو التجهيزات وأدائها ومدى تكامل الإدارات مع بعضها البعض أدى إلى تذليل العقبات والصعوبات التي كانت تعترض توفير المتطلبات الهامة للمستشفيات والمريض. وقال في كلمة ألقاها باسم اللجنة المنظمة للملتقى يوم أمس: " لدى كل مشارك من المناطق والمحافظات العديد من الإبداعات والمقترحات لطرح ما يخدم المصلحة العامة ومصلحة المريض أولاً وأخيراً، الأمر الذي يجعل سقف طلباتنا عال جداً، إلا أنتوصيات الملتقيين السابقين التي تم تنفيذها على أرض الواقع انعكست إيجاباً على حسن الإدارة خلال الفترة الماضية". الجدير بالذكر أن الملتقى الدوري الثالث لمساعدي مدراء السؤون الصحية للإمداد ومديري إدارات العقود والمشتريات وإدارات التجهيزات في مناطق ومحافظات المملكة الذي يقام برعاية وكيل وزارة الصحة والإمداد والشؤون الهندسية الدكتور صلاح بن فهد المزروع واستضافة المديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة مكةالمكرمة- جدة، افتتح أعماله يوم أمس ويختتمها مساء اليوم بجملة من التوصيات التي سيتم الخروج بها من ورش العمل المنعقدة على هامش الملتقى.