قد يفيد أن يتعلَّمَ الأشخاص الذين جرى تشخيصُ مرض خشونة المفاصل لديهم (التهاب المفاصل التنكُّسي) السباحةَ لتساعدهم على تخفيف الألم والتيبُّس. يتحدَّث أحد المرضى عن تجربته مع هذا المرض فيقول: "كان أوَّل أعراض المرض الذي عانيتُ منه هو الألم في الجزء العلوي من الرقبة والكتفين، والذي كان يوقظني في الليل أحياناً، وكنت أشعر بالتيبُّس في الصباح عادةً. أرسلني الطبيبُ لإجراء فحوص شعاعية ودموية؛ ثم شخَّص لي مرض خشونة المفاصل في الرقبة والجزء العلوي من العمود الفقري، وكنت حينها في عمر 41 سنة. أحالني الطبيبُ إلى عيادة أمراض المفاصل، حيث أعطوني مضادَّات الالتهاب المسكِّنة للألم. انتشر التهابُ المفاصل هذا بشكلٍ تدريجي، وهو الآن في أسفل عمودي الفقري وفي ركبتيَّ. لقد تركتُ عملي في المصنع في غضون سنة واحدة من تشخيص المرض لديَّ، لأنَّني لم أكن أستطيع حنيَ ظهري. أشعر بألم في مفاصلي معظمَ الوقت، وأحياناً يكون ألماً مبرحاً. أُجريَت لي حقنة بالكورتيزون قربَ عمودي الفقري، ممَّا خفَّف من الألم لمدَّة خمسة أو ستة أسابيع تقريباً. عندما شُخِّص لي هذا المرض، ظننت أنَّه لم يعد لي بقيةٌ في الحياة أعيشها؛ لكنَّ هذا ليس صحيحاً. على الرغم من أنَّ التهاب المفاصل يؤثِّر في الحياة اليومية للمريض، إلاَّ أنَّ هناك الكثير من الأشياء التي يمكنها أن تفيد. إنَّ الشيءَ الرئيسي في هذا الموضوع هو ممارسة الرياضة؛ حيث أسير في الحديقة، وأسبح مرَّةً واحدة أسبوعياً، لأنَّ السباحةَ أسهل على المفاصل من المشي. لقد تعلَّمت السباحةَ في العام الماضي، وكنت خائفاً جداً من الماء في البداية، لكنَّني بدأتُ مع استعمال الأشرطة البلاستيكيَّة المنفوخة بالهواء التي تُوضَع في أعلى الذراعين، وأنا الآن أحب السباحة. أقوم بقطع طول المسبح 15 مرَّة، وأستريح بينها. أشعر بالألم في مفاصلي في اليوم التالي (الركبتين والعمود الفقري والذراعين والساقين)، ولكن عندما أكون في الماء، لا أشعر بأيِّ ألم. هناك أيضاً حوض مائي علاجي للسباحة في حماَّمات السباحة المحلية في مدينتي، يبدو أنَّ الدِّفء يساعد على معاجة الألم حقاً. من الضروري عدم المبالغة في السباحة عندما يكون لدى الشخص هجمةٌ من التهاب المفاصل. لا أستطيع السيرَ بعيداً، لكن أتوقَّف عادةً للاستراحة، ثم أتابع السير. أستئجر دراجة الرِّجل من المؤسسة الخيرية مرَّتين في الأسبوع للقيام بالتسوُّق. أضع الحاجات التي أشتريها في سلة موجودة في الأمام. إنَّه من الجيد أن يمتلك الشخص استقلاليته. كما أقوم بالحضور في مجموعة المساعدة الذاتية المحلية للأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل، فهي جلسةٌ اجتماعية مسائية، ساعدتني على إدراك أنَّ الحياة مستمرَّة. لي أخت تصغرني بثلاث سنوات تعيش في منزلها القريب، تقوم على رعايتي وتساعدني في التسوق، وتطلُّ عليَّ صباحاً ومساءً. تساعدني على خلع ملابسي وذهابي إلى السرير. أقوم بتسخين كمَّادة خاصة محشوَّة بالبر في جهاز المايكرويف لأضعها فوق مكان الألم، فالدِّفءُ يساعد على تخفيف الألم في أثناء النوم. ويقول: أعاني من الكثير من الألم والتيبُّس في الصباح، وأُضطرُّ للجلوس على حافة السرير لمدة 10- 15 دقيقة قبل أن أتمكَّنَ من الوقوف. أستطيع النهوضَ من السرير وحدي، لأنَّني حصلت على جهاز رافع للسرير؛ حيث أضغط الزِّر فيرتفع السرير لمساعدتي على النهوض. أستيقظ مرَّتين أو ثلاث مرات في الليل من الألم. حصلتُ على عُكَّازين للمشي أتوكَّأ عليهما. أمشي لمسافة قصيرة إلى الحمام. إنَّ تجوُّلي هذا في البيت يساعدني على الدخول في النوم مرَّة أخرى. انتقلت قبلَ خمس سنوات إلى بيت مؤلَّفٍ من طابق واحد؛ حيث إنَّ التعديلات التي جرت في البيت الجديد جعلت حياتي أسهل. لقد حصلت على مقعد مرتفع للمرحاض، ورافعة للسرير، وحَمَّام بمدخل كبير مع درابزين يساعد على التوازن في أثناء المشي. لا أستطيع تنظيفَ النوافذ أو أي شيء يتطلَّب انحناء. كما حصلت على ملقط لالتقاط الأشياء التي تسقط مني على الأرض، ووضع ملابسي في الغسالة. أذهب إلى قسم أمراض المفاصل كلَّ ثلاثة أشهر، لمعرفة كيفية سير العلاج لديَّ. سوف أستمرُّ بأخذ الحقن الكورتيزونية إلى أن اُضطرَّ إلى إجراء أيِّ شيءٍ آخر، كالجراحة مثلاً، أو إلى أن تتوقَّف الحقن عن العمل. يمكن أن يعتاد المريضُ على هذه الأدوية، وقد لا تكون فعَّالةً جداً. تمرُّ عليَّ أيام جيِّدة وأيام سيئة، ولكن ينبغي ألا نتسرَّع. إذا كان الشخصُ يقوم بعمل، فليسترح ويتناول كأساً من الشاي، ثم يعود لعمله. قد يكون الأمرُ محبطاً، ولكن يبقى هناك مجال يُمكن فيه للشخص أن يعيشَ حياته. هناك حاجةٌ لمعرفة ما يصلح لكلِّ مريض على حدة؛ فأنا الآن متطوِّع في مكتب الاستعلامات في إحدى المستشفيات، لأنَّني أريد أن يعرف الناس أن هناك مجالاً للمساعدة في التعايش مع هذا المرض. المصدر: موسوعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العربية للمحتوى الصحي