أثبتت نتائج فحوصات ما قبل الزواج في محافظة الطائف جدواها منذ انطلاقها عام 1425 وذلك بمنع العديد من الزيجات التي تمثل خطرا على أحد الزوجين أو الأبناء. وأكد الناطق الإعلامي بصحة الطائف سعيد الزهراني خطورة الزواج الذي يتم دون مراعاة للعوامل الصحية والوراثية على الأجيال القادمة من خلال ولادة أطفال لديهم العديد من الأمراض المستعصية. وطالب بتجريم أي زواج يتم بطرق غير نظامية حفاظا على الصحة العامة كون مثل هذه الزيجات التي تتم بدون توثيقها من وزارة العدل من شأنها أن تسهم في مشاكل صحية للزوجين أو لأطفالهم مستقبلا حيث لا يتم إجراء فحوصات ما قبل الزواج في هذا النوع من الزيجات.وبين الزهراني أن عدد فحوصات الزواج الصحي التي أجريت في مختبرات صحة الطائف منذ انطلاق البرنامج في عام 1425ه وحتى الآن بلغ 92149 فحصا وتم اكتشاف 1801 حالة مرضية تمنع الزواج منها 931 شخصا من حملة أنيميا الخلايا المنجلية و17 مصابا بالمنجلية بالفعل و307 ما بين مصاب وحامل للثلاسيميا و4 مصابين بالإيدز فيما بلغ عدد المصابين بالالتهاب الكبدي الوبائي من نوعي "ب ،ج" 542 شخصا مشيراً إلى أن الأرقام تؤكد أهمية الفحص الطبي قبل الزواج مهما كانت الأمور.وعن إقدام البعض على الزواج بالرغم من الفحوصات أشار إلى أن 35 شخصا حصلوا على شهادات عدم توافق وأصروا على الزواج ولدى البعض منهم حاليا أطفال مصابون ببعض الأمراض الوراثية. وأكد أن الزواج الصحي هو حالة من التوافق والانسجام بين الزوجين من النواحي الصحية والنفسية والاجتماعية والشرعية بهدف تكوين أسرة سليمة وإنجاب أبناء أصحاء وسعداء. وبين أن فحوصات ما قبل الزواج تتم من أجل معرفة وجود الإصابة لصفة بعض أمراض الدم الوراثية (فقر الدم المنجلي والثلاسيميا) وبعض الأمراض المعدية (الالتهاب الكبدي الفيروسي "ب،ج" ونقص المناعة المكتسب "الإيدز") وذلك بغرض إعطاء المشورة الطبية حول احتمالية انتقال تلك الأمراض للطرف الآخر في الزواج أو الأبناء في المستقبل وإعطاء الخيارات والبدائل أمام الخطيبين من أجل مساعدتهما على التخطيط لأسرة سليمة صحيا. وأشار إلى أن برنامج الزواج الصحي برنامج وطني مجتمعي توعوي ووقائي يهدف إلى الحد من انتشار بعض أمراض الدم الوراثية والأمراض المعدية والتقليل من الأعباء المالية الناتجة عن علاج المصابين على الأسرة والمجتمع وتقليل الضغط على المؤسسات الصحية وبنوك الدم وتجنب المشاكل الاجتماعية والنفسية للأسر وللأطفال مستقبلا ونشر الوعي بمفهوم الزواج الصحي الشامل.وبين أن مرض "الثلاسيميا" مرض وراثي يؤثر في صنع الدم، ويجعل مادة الهيموجلوبين في كريات الدم الحمراء غير قادرة على القيام بوظيفتها، مما يسبب فقر دم وراثيا ومزمنا يصيب الأطفال في مراحل عمرهم المبكرة، نتيجة لتلقيهم مورثين معتلين، أحدهما من الأب والآخر من الأم.وفيما يخص فقر الدم المنجلي فمن أسباب هذا المرض الذي ينتشر بنسبة تتراوح بين 20 و30%، هو طفرة جينية تحول خلايا الدم الحمراء إلى خلايا "منجلية" عند التعرض لنقص الأوكسجين، فيتكسر الدم ويصاب المريض بفقر دم حاد، تصاحبه آلام شديدة بصورة متكررة في معظم أجزاء الجسد، خاصة الأطراف والمفاصل والبطن والظهر. وأشار إلى أن هذا المرض يؤدي إلى تضخم واستئصال الطحال، نتيجة ترسب الحديد الزائد على الكبد والقلب، وحدوث جلطة دماغية، ويعتمد المصابون به على المسكنات والمهدئات، وأحيانا على عملية نقل دم من الآخرين لأكثر من ثلاث مرات شهريا أما أمراض الالتهاب الكبدي الوبائي والإيدز فمعروفة أخطارها على الإنسان.