يمكن القول إن الجنرال ميشال عون وضع عينه على رئاسة الجمهورية اللبنانية لحظة وضع الرئيس الأسبق للجمهورية أمين الجميل توقيعه على مرسوم تكليف الجنرال قائد الجيش تشكيل حكومة عسكرية موقتة. كان ذلك قبيل دقائق من نهاية ولاية الرئيس الجميل منتصف ليل 22- 23 (...)
هي «حرب العصر الحجري» في عصر الحروب بطائرات من دون طيار، وبالصواريخ الذكية التي تعبر القارات لتفجر كوخاً أو ملجأ من بُعد آلاف الأميال ولا تخطئ الهدف، حتى لو كان من فصيلة الزواحف على الأرض.
هذه هي حرب الفلسطينيين في مواجهة إسرائيل المسلحة بأحدث وأفظع (...)
«إقرأ يا ابني إقرأ...»... يقول العجوز الفلسطيني لحفيده الجالس قربه في مخيم فلسطيني على أطراف مدينة في جنوب لبنان. ويتابع الفتى القراءة في صحيفة مضت على تاريخ صدورها بضعة أيام:
«... ورفع الرئيس محمود عباس أمس، وإلى جانبه الأمين العام للأمم المتحدة (...)
العنوان مُقتبس من مصطلحات اللغة البلدية التي يتكلّمها الشعب المصري. فإذا ذهب جمهور منه لمشاهدة فيلم سينمائي واكتشف أنه مخيّب للآمال، خرج من الصالة وهو يصرخ ساخطاً «سيما أونطه... هاتوا فلوسنا»...
الشعب اللبناني، كما الجمهور المصري، خرج أخيراً إلى (...)
شارفت محنة سورية نهاية سنتها الخامسة ولم تتبدل عناوين المساعي السياسية الجارية لمعالجة أسبابها، ولم يتم التوصل الى حل.
ومع تكدُّس المشاريع وتناثرها عبر الأجواء يستمر الجسد السوري نازفاً عبر البراري والبحار. ولعلّ أقسى ما تخلّفه الفواجع هو التساؤل: (...)
لو لم يقع الرئيس السابق أمين الجميل في خطأ تشكيله حكومة عسكرية برئاسة العماد ميشال عون قبل مغادرته القصر الجمهوري عام 1988 لما كان لبنان في أزمته الحالية. سامح الله الرئيس الجميل.
مع ذلك فإن أزمة الرئاسة الحالية ليست طارئة ولا هي استثنائية. لكنها (...)
أخذت إيران مكان إسرائيل في الاستشعار العربي بالخطر على الأمن القومي، وعلى سلامة كيانات الدول التي لا تزال قائمة ومتماسكة بما لها من جيوش وأسلحة، ومن إمكانات وضمانات.
وحتى زمن طويل الأمد، لن تُستعاد المدن التي تهدّمت والقوى التي تبعثرت في الكيانات (...)
بعد سبع وستين سنة على نكبة فلسطين. وبعد أربعين سنة من عذاب اللبنانيين في حروبهم «الأهلية» وانقساماتهم ونزاعاتهم. وبعد خمس عشرة سنة على إعادة تحرير الجنوب مرة ثانية وأخيرة، يعود السؤال: إلى أين يتجه لبنان في هذه المعمعة؟
كل الاحتمالات المتداولة (...)
وفي الموعد المحدد للجلسة الثالثة والعشرين لانتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية (13 أيار- مايو 2015) لم يكتمل النصاب القانوني لمجلس النواب، فطلع صوت رئيس المجلس نبيه بري عالياً: «إنهم يعطلون المؤسسات الدستورية ويعتبرون أنه من غير الجائز أن تعمل في (...)
في نهاية خطابه أمام الكونغرس الأميركي في 3 آذار (مارس) الجاري بدا بنيامين نتانياهو كأنه وضع باراك أوباما أمام خيار بين دولتين: إما إسرائيل وإما إيران. وهو أراد أن يغادر المنصة كأنه ربح معركته مع رئيس الولايات المتحدة.
قبل ذلك كان نتانياهو خاطب بني (...)
لو خطر للبناني أن يستعيد مراحل تاريخ بلاده منذ الاستقلال الذي مرت ذكراه الثانية والسبعون يوم 22 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي، لاكتشف أن جمهوريته تتألف من ست جمهوريات توالت على حكمه سبعة عقود، وكل منها كانت ترث سابقتها، والأخيرة منها تملك الآن قرار (...)
سوف تستمر تونس عنواناً، وتفاصيل، ونظريات، وتوقعات، الى أن تستقر على وضع يتأرجح بين التقليد والتجديد. وإذا كان من السهل تحديد خطوط الفصل بين الاتجاهين المتعاكسين فمن الصعب الفصل بين تونسيين اثنين طالما أن كلاً منهما يطرح، خطابة وكتابة، أرقى وأنبل ما (...)
للسنة الخامسة على التوالي يستمر «الجو العربي» ممطراً وحلاً أحمر فوق سورية والعراق وليبيا واليمن، وعلى تخوم لبنان.
وللسنة السادسة والستين على التوالي يستمر الشتاء الإسرائيلي ممطراً ناراً ودماراً على فلسطين، وعلى من بقي من شعبها في بيوت قديمة محاصَرة (...)
في مثل هذه الأيام من العام 1988 (26 سنة إلى الوراء) كان لبنان من دون رئيس جمهورية. كان الرئيس المنتهية ولايته (أمين الجميل) قد غادر القصر تاركاً كرسي الرئاسة خالياً. وكان هناك في القصر جنرال خلع عليه الرئيس السابق عباءة «دولة رئيس وزراء لبنان». (...)
«من أجل من نقاتل»؟
سؤال طرحه الصحافي الأميركي توماس فريدمان في مقال نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» في 14 أيلول (سبتمبر) 2014، ثم تبعه بسؤال آخر: «كيف وُلد تنظيم «داعش»، ومن أين أتى؟»، ليعود ويقول: «إن النظام العلوي في سورية قتل مئتي ألف مواطن معظمهم من (...)
قبل سنوات غير بعيدة كان لبنان «المريض العربي» في المنطقة. وكان شبه معزول خوفاً من انتقال عدواه إلى الجوار. ثم ما كاد يتعافى حتى انفجر البركان الذي سُمي عاجلاً وارتجالاً «الربيع العربي» فاستعاد لبنان لقبه القديم «سويسرا الشرق»، لا لسبب إلا لأنه (...)
ورد اسم «هامان» في العصر الفرعوني. ثم ورد ذكره في القرآن الكريم. ولا تحدد كتب التاريخ، ولا الأساطير، ما إذا كان «هامان» ذاك الزمن حكيماً أو فيلسوفاً، أو كان كبير القوم في مجلس الفرعون برتبة قاضي القضاة، أو رئيس الكهنة في المعبد، أم إنه كان وصياً على (...)
هل أخطأ محمود عباس عندما دخل على الخط مع خالد مشعل وإسماعيل هنية لاستعادة وحدة حكومة فلسطين بين مقاطعة «رام الله» ومقاطعة «غزة»؟
وهل ندمت قيادة «فتح» أو قيادة «حماس، على الاستعجال بعقد اتفاق المصالحة خلال ساعات بعدما دامت القطيعة والنزاع بينهما أكثر (...)
كأنه المريض الذي يتمدد أمام طبيبه فيسمعه يقول له محذراً:
- انتبه، إذا عاودتك النوبة مرة جديدة فستكون الأخيرة، ولن تنجو منها.
هذه حال لبنان الذي لا يزال، حتى اللحظة، قادراً على تجنّب نيران جهنم الملتهبة حوله، وقد كانت بداياتها تُسمّى ثورات ربيعية.
لم (...)
الفارق بين اللبنانيين والسوريين أن اللبنانيين لا يعرفون من سيكون رئيسهم إلا في لحظة انتخابه، أما السوريون فإنهم يعرفون من سيكون رئيسهم قبل سنوات من موعد انتخابه، أو إعادة انتخابه، وقد درجوا، بل هم أُدرجوا على هذه القاعدة منذ نحو أربعة عقود، ولم (...)
تحت سماء سوداء تطبق على البلاد العربية، من مشرقها إلى مغربها، وتمطر دماً فوق سورية والعراق واليمن، وعلى مدار الحدود حول لبنان والأردن، جاء الاتفاق الفلسطيني – الفلسطيني على المصالحة.
سبع سنوات مضت على عداء الإخوة خسر خلالها الفلسطينيون من رجالهم ومن (...)
ثمة سؤال يمكن أن يصل إلى السيد الأخضر الإبراهيمي حيث هو الآن في استراحته من عناء متابعة أهوال الحرب في سورية:
- هل تتمنى أن تعود قريباً إلى استئناف جهودك للوصول إلى تسوية سياسية تضع حداً لتدمير سورية، بشراً وحجراً؟ أم تفضل أن تُعفى من هذه المهمة (...)
كشفت الأزمة الحكومية التي دخل فيها لبنان منذ حوالى سنة، أن هذه الدولة التي تتبدل ولا تتغير، ليست في حاجة إلى مساعدات لتحمي أمنها الداخلي وسيادة أرضها، إنما تحتاج فقط إلى قاموس جديد للغة العربية يحوي ما لا تحويه كل القواميس الأخرى التي صدرت من (...)
لو أن قطبَي مؤتمر جنيف، باراك أوباما وفلاديمير بوتين، منصفان، لكانا اتفقا أولاً على إعلان سورية بلاداً منكوبة. فماذا ينقص سورية بعد من الموت والدمار لتصنف في هذه المرتبة؟
لقد ذهبت الوفود إلى مونترو، ثم إلى جنيف، ولا أحد من أعضائها يملك جواباً عن (...)
رفع الرئيس الراحل حافظ الأسد خلال عهده شعار «سورية ولبنان شعب واحد في دولتين». وقد تمكن من تطبيق هذا الشعار فحكم الدولتين ووحد الشعبين تحت إمرته من دون حاجة إلى استفتاء، فقد انصاعت الأكثرية من أهل النفوذ والقرار في لبنان للأمر الواقع، الذي استمر (...)