يتحدث الفيلسوف الألماني المثالي المعروف هيجل،(توفي عام 1831م)، في كتابه(تجسد الروح)،عما سماه" مكر، أو خبث العقل الكلي المسيطر على التاريخ". وهذا المكر أو الخبث آت من أن هناك، وفقاً لهيجل، عقلاً كلياً، أو كونياً يسيطر على التاريخ الإنساني بأكمله، وأن (...)
إن آلية التلقين والحفظ، بدلاً من تحضير رجال المستقبل لمواجهة الحياة، لا تملك إلا أن تحضرهم للوظائف الحكومية، حيث لا يتطلب النجاح أي جهد شخصي، أو مبادرة ذاتية من طرف الطالب. وإن نظاماً تعليمياً يقوم في بنيته العامة على طريقة الاكتساب السطحي النظري (...)
خصص مؤسس"علم نفسية الجماهير" (غوستاف لوبون، توفي عام 1931م) فصلاً خاصاً في كتابه الرائع سيكولوجية الجماهير)، للحديث عن دور(التربية والتعليم) في تشكيل عقائد الجماهير وآرائها، وقال في نهايته:" فالتعليم الذي يقدم لشبيبة بلد ما، يتيح لنا أن نستشرف مصير (...)
يُعرِّف مؤسس علم (نفس الجماهير) غوستاف لوبون في كتابه ذائع الصيت (سيكولوجيا الجماهير)، ترجمة الدكتور (هاشم صالح)، "مصطلح الجمهور" من وجهة النظر النفسية، بأنه ذلك التكتل من البشر الذي يمتلك، في ظروف وسياقات معينة، خصائص جديدة مختلفة عن خصائص الأفراد (...)
يذكر أبو الحسن بن الأثير في كتابه (الكامل في التاريخ، 7/213) من ضمن أحداث سنة إحدى وستين وثلاث مئة تحت عنوان(ذكر الفتنة في بغداد) أنه" وقعت ببغداد فتنة عظيمة، وأظهروا(يعني الشيعة والسنة) العصبية الزائدة، وتحزب الناس، وظهر العيارون(= دعائيو السنة (...)
كان مضمون الجزء الأول من هذا المقال منصباً على إثارة سؤال محوري هو: كيف تستطيع المجتمعات الحديثة المتطورة الجمع بين أمرين في غاية الأهمية، وهما: حرية التفكير والتعبير عنه، والحفاظ على سيادة الدولة، بصفتها نشأت أساساً لجعل الناس أحراراً متمتعين (...)
نصت المادة التاسعة عشرة من مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أن (لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت، دون تقيد بالحدود الجغرافية". ومنذ (...)
إن عقلاء الطائفتين لمدعوون اليوم قبل أي وقت مضى إلى أن يلجموا عياريهم ومتطرفيهم عن قدح زناد نار الصدام الطائفي، التي كلما خبت زادوها سعيرا. أما السياسيون فمدعوون إن كانوا جادين في لجم العهر الطائفي الجاثم على صدورنا، إلى إقفال قنوات الفتنة الطائفية (...)
لا إخال أن من يؤمن بنزول الرسالات السماوية، وختامها الإسلام، لخير البشر ورحمتهم، إلا ويطمئن قلبه لحملة التحالف الدولي على الإرهاب، وخاصة إرهاب ما تمسى (الدولة الإسلامية بالعراق والشام) المعروفة اختصاراً ب(داعش)، تلك الطائفة التي فاقت بغلوها وإجرامها (...)
دأب كثير من المتحمسين، وأغلبهم من الوعاظ الذين لم يؤتوا بسطة في العلم، على رمي من يختلفون معهم في الرأي بأنهم "منافقون". وهم إذ يلجأون إلى هذه التهمة، فإنهم إنما يحاولون أن يهربوا لفظياً، أو هكذا يخيل إليهم، من التكفير الصريح. وإذا أنكرتَ عليهم (...)
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى(4/174):"والخوارج هم أول من كفَّر المسلمين، فهم يُكفِّرون بالذنوب، ويكفِّرون من خالفهم في بدعتهم، ويستحلون دمه وماله. وهذه حال أهل البدع، يبتدعون بدعة ويكفرون من خالفهم فيها". ولعل السؤال المناسب (...)
التكفير آفة السِلم، وبوابة الفتن المشرعة، وبيرق التشرذم والإخفاق، وعلامة ذهاب الريح، وما ذاك إلا لأن الذين اجترحوا التكفير قد قالوا على الله بلا علم حين لم يردوا أمر التكفير إلى الله ورسوله، اللذيْن يمثلهما الحاكم المسلم وحده في كافة أمور السيادة، (...)
مع التسليم بأن ثمة عوامل متعددة تقف خلف نشوء ظاهرة الإرهاب، مثلها مثل الظواهر الاجتماعية الأخرى، فإن مما لا مراء فيه أن للعامل "الديني"، ذي الصبغة الأحادية التي لا ترى أن للآخر المختلف حرية في التماهي مع معتقداته واختياراته، دوراً كبيراً لا يقارن (...)
تزعم الطوائف والجماعات الخوارجية، كالقاعدة وما نسل منها كداعش والنصرة وغيرهما، أننا في المملكة ودول الخليج وبلاد المسلمين كافة، خارجون عن الإسلام، إذ نقيم أحلافا ومواثيق وعلاقات دبلوماسية مع غير المسلمين، ونشترك في المنظمات "الكفرية" كهيئة الأمم (...)
كما هو معروف، فلقد تم التعاقد بين الاتحاد السعودي لكرة القدم ومجموعة قنوات(mbc) على تولي الأخيرة نقل منافسات كرة القدم السعودية لمدة عشر سنوات تبدأ من منافسات موسم 2014/2015. ويدور الآن جدل قانوني حول أسباب عدم قيام الاتحاد السعودي لكرة القدم بطرح (...)
بادئ ذي بدء، يجب أن أتحدث عن مصطلح"المكارثية"، والسياق الذي ظهر فيه. فلقد أخذ هذا المصطلح اسمه من اسم السناتور الجمهوري الأمريكي(جوزيف مكارثي، توفي عام 1957). وأما السياق الذي اشتهر فيه، فلقد كان سياقاً سياسياً مضطرباً ناتجاً عن توتر العلاقات بين (...)
أبرز من يمثل اليوم الإرهاب المتسربل بالدين تلك الجماعات التي نسلت من القاعدة، ك (داعش)، و(النصرة) وغيرهما من جماعات بلغ بها التطرف والجنون أن تمالأت على قتل المسلمين وغير المسلمين، ومن قتلوا من المسلمين وهجروهم يفوق من قتلوا من غير المسلمين
جاءت (...)
في الوقت الذي يصب فيه(تيمورلنك) العصر:نتنياهو وزمرته الخارجة على كل ما هو إنساني، حممَ العذاب على رؤوس أطفال وعجائز غزة، وفي الوقت الذي تبث فيه شبكات الإعلام المرئي رؤوس الأطفال المقطوعة، وبطونهم المفتوحة، وجثث أمهاتهم وآبائهم المحروقة، نجدُ العالم (...)
يكاد فلاسفة التاريخ الذي تناولوا ما سموه (التعاقب الدوري للحضارات)، يجمعون على أن العوامل الداخلية تشكل الأسباب الرئيسة في اضمحلال الحضارات وتآكلها ثم سقوطها أخيرا، إذ إنها تقضي على مناعة الجسم الاجتماعي، فتذره حمى مستباحا للتدخل الخارجي الذي يأتي (...)
مما هو معلوم من الدين بالضرورة بالنسبة للشيعة عموماً أن الإمامة التي تعني ضرورة تعيين إمام يخلف النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، أصل من أصول الدين، وأنه لذلك، لا يجوز للنبي صلى الله عليه وسلم أن يترك أمته دون أن ينص على من يخلفه في إمامتها، وأن (...)
للنهضة الأوروبية، التي يؤرخ لها عادة من بداية القرن الرابع عشر وحتى نهاية القرن السادس عشر، وبوصفها تمهيداً للعصر الحديث، عوامل كثيرة، مثلها مثل أي ظاهرة اجتماعية. وكأي ظاهرة اجتماعية، كان للنهضة الأوروبية، عوامل عدة، إلا أن ثمة عوامل معينة كان لها (...)
في الجزء الأول من هذا الموضوع، أشرتُ إلى معيارين يحكمان - أو هكذا أفترض- تلك التعديلات التي اقترحها مجلس الشورى على نظام المنافسات والمشتريات الحكومية، وهما: التخفيف من حدة تأخر أو تعثر تنفيذ المشاريع الحكومية من جهة، وتنفيذها ما سلم منها من التأخر (...)
وفقاً لما جاء بجريدة الرياض، وتحديداً في العدد الصادر بتاريخ 11/7/1435ه، فإن مجلس الشورى قد اتخذ عدة توصيات بإجراء بعض التعديلات على(نظام المنافسات والمشتريات الحكومية)، وهي تعديلات استهدفت على ما يبدو الحد من تعثر المشاريع الحكومية من جهة، وتنفيذها (...)
قلت في مناسبة سابقة إن وزارة الداخلية طورت استراتيجيتها في ملاحقة الخلايا الإرهابية، من مواجهتها حين ظهورها، إلى مباغتتها في جحورها بواسطة الضربات الاستباقية الناجحة. ولا إخالنا نختلف أن هذه الضربات الاستباقية باتت اليوم ماركة مسجلة للمملكة، تبوأت (...)
مما لا يختلف عليه المسلمون أن أحكام المعاملات التي جاءت بها نصوص الشريعة، من بيع وشراء وزواج وطلاق وهبة وقرض ووصية وعلاقات مع الغير: أفراداً ودولاً، وآليات حكم المجتمعات وغيرها، لم تأت إلا وهي تبتغي فلاح الناس وسعادتهم وبعدهم عن المنغصات في حياتهم (...)