وطني أظلّك من خيالي واسعهْ
فظهرْتَ أجملَ إذْ أَقَلَّكَ واقعُهْ
سكنتْ فؤادي منك أطول قامةٍ
ولِطيبِ ذكرك في الفؤاد مواقعهْ
لا تعذلوني في هواه فللهوى
آياته وحباله ومصارعه
لم تزه في عينَيَّ - رغم جمالها -
ساحاته وقصوره وشوارعه
كلا ولم تكُ من مجالِي (...)
أخرج البخاري في صحيحه أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :» وإنما الأعمال بالخواتيم « (9493)، ومن هذا الحديث فإنّ على المسلم أن يطلب من ربه الثبات على الإسلام، وأن يستديم عليه حتى الممات، لأنّ من عاش على شيء مات عليه ومن مات على شيء بُعث عليه.
وقد (...)
هناك نفوس جُبلت على التلذذ بأذية الآخرين، والفرح بإلصاق التهم بغيرهم، وظهور السرور على وجوههم، عند رؤية انتشار كذبهم وإفكهم بين الناس. وهؤلاء أصحاب الوجوه المتلونة، الذين وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم أشرار الناس كما في حديث أبي هريرة رضي (...)
الانتساب لمنهج السلف الصالح في مسائل الاعتقاد والعبادات والمعاملات شرف عظيم؛ لأنه اتباع لما في القرآن والسنة، وما سوى ذلك فإنه ضلالات تُلقِي بين الناس العداوة والبغضاء، والنجاة منوطة باتباع طريق السلف الصالح، والسلفية منهج يُتبع وطريق يُحتذى وليست (...)
قال ابن الجوزي في صيد الخاطر (ص:707): (وليس للآدمي أعز من نفسه، وقد عجبت ممن يخاطر بها ويعرضها للهلاك!! والسبب في ذلك قلة العقل وسوء النظر) والمخاطرة بالنفس وتعريضها للهلاك مداخِلُه على الإنسان كثيرة وسبله متعددة منها ترك ما أمر الله به من الفرائض (...)
الموت حتم لازم على كل مخلوق ليس منه ملاذ ولا مهرب، وهذا حكم الله الذي لا معقب له ولا راد له، يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، قال الله تعالى عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم:
{وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ (...)
لا يتحرر الإنسان من رق الأهواء ولا يسير على الاتفاق القولي والعملي إلا بما يمليه عليه الإخلاص، فقد يكون الإنسان في الظاهر مستقيماً على الهدى متبعاً للحق ويحكم عليه الناس بذلك، بيد أنه قد يخفي انتحال فكر أو الانتماء إلى منهج أو خلق مخالف للحشمة مناف (...)
أباح الإسلام الكسب الحلال، وحثَّ على تحصيله والانتفاع به من مختلف وجوهه سواء كان ذلك في تجارة أو صناعة أو زراعه ونحو ذلك مما فيه نفع للإنسان. وحرَّم الإسلام المكاسب التي تأتي من طريق الفساد وأكل المال بالباطل، فحرَّم الربا والسرقة والغش والاحتكار (...)
من أعظم ما يستعين به المسلم في حياته محافظته على الصلوات الخمس في أوقاتها في المسجد مع جماعة المسلمين، ومن مقاصد الصلاة الخشوع فيها الذي هو لبها وروحها، ولذلك أثنى الله على المؤمنين الخاشعين في صلاتهم وكتب لهم الفلاح في قوله تعالى:
{قَدْ أَفْلَحَ (...)
التنازع هو الاختلاف والتخاصم وإذا حَلَّ التنازع بين أفراد الأمة تفككت روابطها وتقطعت صلاتها وتبعثرت قوتها، وليس وراء ذلك سوى الهلاك والدمار. ولا ريب أن الخصام بين الأفراد والجماعات سبب التأخر والانحطاط، ولذلك حذر الله عباده ونهاهم عنه وبين لهم سوء (...)
أخرج الدارمي في مسنده (220) بسند صحيح عن زياد بن حُدير قال: قال لي عمر -رضي الله عنه-: هل تعرف ما يهدم الإسلام؟ قلت: لا، قال: يهدمه زلة العالم، وجدال المنافق بالكتاب، وحكم الأئمة المضلين. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: (ويل للأتباع من عثرات العالم)، (...)
الصبر سبب عظيم للنجاح في كل الأمور والشؤون، وهو أسُّ الفضائل والمكرمات بل هو سبب السعادة والفلاح، وما أوتي أحد خيراً من الصبر، وما هنالك شيء له الأثر الفعال في حياة الانسان مثل الصبر، وما من إنسان -غالباً- صبر في حياته على أمر من الأمور إلا نال (...)
للدعاء شأن عظيم فهو من أجل العبادات وأحبها إلى الله، فالداعي يُظهر فقره وحاجته لربه وخضوعه له، وأنه لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً، والأدلة الشرعية الآمرة بالدعاء أكثر من أن تذكر، غير أن الذي ينبغي التذكير به أن العبد إذا أراد أن يدعو ربه أن يقدم عليه (...)
إصلاح القلب شأنٌ عظيم، وغاية سامية، لا تصلح الأحوال ولا تستقيم الأمور إلا بصلاح أعمال القلب وسلامتها. والقلب عليه تدور الأعمال صحة وفساداً؛ وثبت في صحيح مسلم (2564) قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى (...)
- ثبت في الصحيحين البخاري (5975) ومسلم (1715) النهي عن كثرة السؤال، وأن ذلك مما يَكرهُه الله ويُسخِطه، قال عليه الصلاة والسلام: «ويكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال»، وبعض الناس تعود على كثرة الأسئلة التي لا منفعة فيها، ولهذا فإن الحديث (...)
يعني الإكثار منه والإقبال عليه بشدة، وهو من شقائق الشيطان، كما قال ابن عمر رضي الله عنه: « الانبعاث في الكلام من شقائق الشيطان» أخرجه بن أبي شيبة في كتاب الأدب (68)، وفي الحديث «وإياكم شقائق الكلام فإن شقائق الكلام من شقائق الشيطان « أخرجه البخاري (...)
- من أنفس ما يستثمره الطالب ويستفيد منه، وقته الذي هو عمره وحياته, وبمقدار ما يحقق لنفسه ذلك بمقدار ما تكون له المكانة والسعادة، وأما من ضيع وقته وفرط فيه وصرفه في اللهو والبطالة فسوف يخسر حياته ويندم على فعله، وأشد ساعات الندم على الإنسان يوم يأتي (...)
البدع واتباع الهوى أصل كل شر وفتنة بهما ضل كثير من الناس الطريق الأقوم، وأزاغتهم البدع عن الصراط المستقيم، وبسبب ذلك وقعوا في الخروج عن هدي الكتاب والسنة.
قال ابن القيم: (البدع واتباع الهوى هما أصل كل شر وفتنة وبلاء، وبهما كُذبت الرسل وعُصي الرب، (...)
هو الإقرار والاعتراف بأنه الرسول المبلغ عن الله، وأنه الذي يجب اتباعه في كل ما جاء به، وأنه المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى، وأن كل ما قاله حق وصدق، وأنه الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، وأن ما قاله غيره يحتمل الخطأ والصواب، فيؤخذ منه ما وافق الحق، (...)
التأليف بين قلوب المسلمين يعد من أعظم النعم التي امتن الله بها على أهل الإسلام، إذ به تجتمع الكلمة ويتوحد الصف ويتماسك بنيان المجتمع أمام عوادي الزمن وفي الأزمات، وكل من سعى إلى تحقيق ذلك والدعوة إليه فقد ذكَّر بالنعمة التي ذكَرَها الله في (...)
كنت أتأمل في قول الله تعالى: {فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ } (37) سورة إبراهيم وما الحكمة من جعل الطواف على جهة اليسرى وإن كانت تعبدية، مع أنّ اليمين أفضل وأشرف، حتى وقفت على كلام نفيس ذكره أبو إسحاق الشاطبي في كتاب (...)
مآل الأمر مفاده ونتيجته وما يؤول إليه وبيان حقيقته والمرء بفقه المآلات الفهم والإدراك لما يصل إليه الأمر من عاقبة سواءً كانت حميدة أو غير حميدة.
* فالإنسان لا يقدم على أمر من الأمور حتى يتبين ما نتيجته وما أثره بعد الإقدام عليه، فكم من إنسان ندم على (...)
أولاً: اقتران حق الوالدين مع حق الله:
لقد قرن الله تعالى حقه مع حق الوالدين في أربعة مواضع في القرآن الكريم، وهي كالتالي:
الموضع الأول: في سورة البقرة في قوله تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللهَ (...)