الصبر سبب عظيم للنجاح في كل الأمور والشؤون، وهو أسُّ الفضائل والمكرمات بل هو سبب السعادة والفلاح، وما أوتي أحد خيراً من الصبر، وما هنالك شيء له الأثر الفعال في حياة الانسان مثل الصبر، وما من إنسان -غالباً- صبر في حياته على أمر من الأمور إلا نال مراده. ) والصبر هو توطئة النفس على احتمال الشدة والمصيبة والأذى، والمكروه بدون أن تندفع في التأثر والانفعال، وهو يعني الثبات على العمل، والمكروه عليه لا سيما فيما يجب عليه شرعاً، أو الانتهاء عنه إن كان معصية أو شر. ) وأمر الله تعالى عباده بالاستعانة على قضاء المصالح، ومقارعة الخطوب بالصبر والصلاة، وعلى مزاولة الأعمال الدنيوية من تجارة وصناعة وعلم وتعليم وتهذيب فقال جل ذكره: « واستعينوا بالصبر والصلاة». ) والمطالب والمراتب العليا لا تنال بالأماني ولا بالعواطف، بل بالصبر والتغلب على مصاعب الحياة وبذل الجهد ومضاعفة العمل فالطالب إذا استوعب درساً أو فهم مسألة أو ادرك علماً من العلوم انفتحت أمامه الآفاق من أوسع أبوابها، وهكذا يكون الطالب في سلسلة متصلة حلقاتها تبدأ بالمعرفة الأولية الضرورية، وينتهي عمر الانسان وهي لا تزال ممتدة طويلة مترابطة. ) وإذا لم يصبر الطالب على الطلب وعناء البحث، انهَدَّ كيانه النفسي أمام المصاعب فتلقفه الفشل وأطبقت عليه الخيبة في ظلامها الدامس، وانقطع به الأمل الذي ينشده، فعليه أن يتغلب على كل عائق يجده في طريقه ويتذرع بالصبر عليه في حياته، ومتى أخذ الانسان نفسه على الصبر وتعود عليه نال بغيته في الحياة من أيسر طريق. والله ولي التوفيق.