تمرّ بك بعض الأيام، فتستودع لها عندك رصيدًا من الذكريات الجميلة، التي تَهَشّ لها سعْدًا وبِشرًا كلما لاحت لك مع تقادم الأيام، وإن لبعض الذكريات قَبَسًا يستضيء به مُحيّا صاحبها، فيبتسم لها ابتسامة الجَذِل، وما ذاك القبس إلا من التيّار الشعوريّ، (...)
لست ذا سبق في الحديث عن ظاهرة طغيان الألفاظ الأعجمية على ألسنة فئام من العرب، فقد سبقني في هذا غيورون كثيرون، وها أنذا أتشبّه بهم؛ فالتشبّه بهؤلاء فلاح.
تشمئز أسماعنا مما تلفظه بعض الألسنة التي تساوى عندها المعروف من الألفاظ والمنكر منها، فأصبحت لا (...)
ليس بالأمر الهيِّن أن تجلس مع رجل يكبرك بعقودٍ من الزمن مُكتنزةٍ عطاءً وإبداعًا، وتجد منه حفاوةً بك وتواضعًا لك؛ لا ريب في أن هذا سيغمر نفسك إجلالاً له، وإكبارًا لصنيعه.
في عشية يوم الاثنين 1438/5/9 زرت بصحبة بعض المهتمين بالشعر والأدب الأستاذَ (...)
لا أعرف سِرَّ ترديد ذاكرتي خلال هذه الأيام أبيات أبي فراس الحمداني السالفة، التي كانت مقررة علينا حفظًا - قبل أربعة وعشرين عامًا - في مادة النصوص الأدبية للمرحلة الأولى المتوسطة في المعهد العلمي! لكن الذي أعرفه أن ذاكرة الطالب تختزن - غالبًا - ما (...)
ما زالت أغوار مسمعي تحتفظ بصدى أذانه الذي كان يملأ الفضاء نداءً وندى، وما زلت أتذكر أهلي -وأنا صغير- يتواصون في رمضان: «لا تفطروا إلا مع أذان أبي عثمان»؛ لأنه كان يومئذ أنموذجًا في الدقة والمواظبة.
جامع التوفيق في الدلم يعرف هذا الرجل معرفة دقيقة، (...)
أنا لي موطنٌ يُخالط أحشا
ئي هواه، ولستُ أحذر لَوْما
ها أنا في هواه مذ كنتُ طفلاً
عائمٌ، أستلذ في الحبّ عَوْما
لستُ ممن ينساه في الدهر أيا
مًا ومن ثَمَّ قام يُطريه يَوْما
يا منار التوحيد، وحَّدكَ البا
ني عليه، وما (...)
أبعث برقاع الدعوة إلى جميع العقلاء؛ ليشاركوني التفكير في ظاهرة «التعجيم»، التي غدت مظاهرها سافرة متبرجة، لا يمنعها ولا ينكرها غيور، وأخشى أن يزدري الناس هيئة العربية، ويُسقطوا هيبتها، ومن ثم يصبح التعجيم معروفًا، وإنكاره منكرًا.
سرت لوثة «التعجيم» (...)
عند تصفحي لصحيفة الجزيرة يوم السبت الموافق 29-11-1431ه لفت نظري توافق أو اتفاق بعض الكتّاب في استنكارهم لفتوى اللجنة الدائمة عن «عمل المحاسبات» في المحالّ التجارية، فلقد كشف بعضهم عن ساقَيْ قلمه، وخبَّ فيها ووضع، مع أنه غير جذع، وأخذ يسوق الأدلة (...)