أعتقد أن التجارب النقدية مقارنة بالتجارب الشعرية هي تجارب قليلة؛ ذلك لأن من يمتلك القدرة على النقد هو في الأساس شاعر متمكّن، لذلك لا يمكنه مقاومة إغراء الشعر وشهرته وجماهيريته، فيميل إلى الحضور من خلال القصيدة، مؤجّلاً موهبته النقدية ومعطلاً إمكانات (...)
البارحة كان يا ما كان
اقلّب البوح والتنهيد
حتى لو اني بلا جنحان
املى حدود الفضا تغريد
ساكت كأني بليا لسان
واليا تكلمت جبت العيد
يكفيني اني اعيش إنسان
مسجون لكن بليا قيد
انسان يعني فرح وأحزان
انقص بعين البشر وآزيد
احيان غيمة وفا واحيان
امطر محبة بلا (...)
حُب هذا الحب والا جروح
وكل جرحٍ ما لقى نزفه
ضيقه وحيره تجي وتروح
ذنب تافه واعتذار اتفه
حب؟ طيّب والسهر والنوح
والكلام اللي خذل حرفه
والوداع وصوته المبحوح
والغياب اللي يجي صدفه
حب يعني روح تشبه روح
وانت تشبه شي ما اعرفه!
كم بنينا مْن الحنين صروح
من (...)
لازال فيني حطب قادر على الاشتعال
لا زال فيني شعر لازلت قادر عليه
والشعر سحر الكلام وهمهمات الخيال
غامض ولا ينتبهله غير قلبٍ نبيه
يجي كأنه سحابه والسحاب احتمال
اما احتواه المطر والا الظما يحتويه
كم شاعرٍ في أجاباته يضيع السؤال
وكم شاعرٍ يبتديه ولا (...)
الكتابة..
صمت وأوراق ومهابة
كلما مريت هم وفاض صدري
صارت أوراقي سماي
وصارت همومي «سحابة»
الكتابة..
زحمة حروف ومعاني
كلما حاولت أرتبها سطر يشبه سطر
عيّت تشابه!
الكتابة..
كل معنى في يدي ما يشبه الثاني
ولكن بينهم دم وقرابة
الكتابة ليل غابة
وان كتبت (...)
ماهو النقد ومن هو ناقد الشعر الحقيقي؟ ما زلت عاجزاً عن إدراك الإجابة الشافية، لكن يمكنني القول إن النقد عمل فني يبدأ بالموهبة ويستمر بالمعرفة، إنه نقد يعلو على الشعر، يتجاوزه، ويمتلك قدرته الخاصة في اختراق النص وتفكيكه والتعرف على العلاقات الكامنة (...)
علي الضوّي
رسم: معتصم هارون
-1-
كان سليمان المانع، قبل أكثر من عشر سنوات، أحد نجوم الشعر الشعبي، بصحافته وأمسياته ومهرجاناته، وكانت نجوميته حقيقية، تدعمها تجربة شعرية واضحة ومميزة، ولا تشبه تجربة أحد آخر:
(اليا ظمت ذكراه يمطر حنينه
وتغرق ملامحهم (...)
غرفة بلا سقفٍ يغطيها وجدران أربعة
من فوقها كنّ السما بنتٍ تمشّط ليلها
غرفة وأنا كنت الوحيد اللي حبيبه ودّعه
أجمع شتات الذكريات اللي مضت وأحكي لها
دفتر وشاي أخضر وشعرٍ ما خذلني مطلعه
وأبيات هدّت حيل شاعرها وهدت حيلها
سولفت للريح البعيدة عن حنين (...)
إذا كان على القصيدة أن تستمر بعد وفاة الشاعر، فلن يكون ذلك بسبب مناسبتها أو موضوعها أو أخلاقياتها أو شكلها، ولكن بسبب جمالها وقدرتها على الإمتاع، الشعر يقاس بمستوى الجمال، ولذة القصيدة تكمن في: (كيف تقولها وليس ماذا تقول فيها)
الشعر لذة خالصة.. (...)
النقد.. هذه الكلمة التي ظلمت كثيراً، وأسيء استخدامها أكثر، خاصة في مجال الشعر و(الشعبي تحديداً)، ففي ساحتنا الشعرية يأتي أحدهم خارجاً من تجربة (كتابية أو صحفية) فاشلة.. فلا يجد إلا النقد ليعيد لكلماته أهميتها المسلوبة، وليكون متواجداً في دائرة (...)
كان ياما كان كان الشعر إحساس ومهاره
كان ياما كان لذه هكذا الراوي حكالي
وارتمى في حنجرة جاهل توحد في قراره
ضاق فيني وان سألته ليه ما جاوب سؤالي
قاللي من بعد ما خيم على صوته وقاره
كم سفيه باع لي شعره وكم جاهل شرالي
واستحليت القصيد وصرت شاعر عن (...)