كان طارق، وقد شاهدته واستمعت إليه، منذ يومين، وهو يتلو قداسة وحي الرب بصوت جمع أحاسيسي وذاكرتي وأعادها صوب هناك، إذ صوت الأب الشيخ الساكن حضن الجبل، والعروش، وأزهار السكب.
طارق بسط كفيّ الماضي لنقرأ سوياً هدأة أبيه عبدالباسط. كان هو طارق ابن الجليل (...)
في رحلة شتاء مضت، وفي الطريق من الغردقة إلى القاهرة، كنت أشاهد على جانبي الطريق في مكان قصيّ ضوءاً فأسأل صاحبي -المسيحي- عن ذلك فيقول إنه (دير)، وكنت ألح عليه بأن يبين لي أكثر، فكان يقول إنهم بعض -الرهبان من النصارى- يصنعون لأنفسهم مكاناً زهيداً (...)
اليوم يدخل علينا شهر رمضان، لم نكن نفاجأ بذلك إذ نحن في انتظاره كمن يُقبل عليه من يحبه، ليس مفاجأة إذ كنا نراه في أعين الرجال، والنساء، وأعين بعضنا قبل أن نراه في السماء، في الأعين تلك، كان شيء يتماثل، والأنس، والالتقاء الحقيقي بالغفران.
دائبون كان (...)
كنت قد طلبت منه عبوتين من «الثلاث جواهر المثلجة» إحداهما لي والأخرى لأخي.. العم -علي- في العام 1402ه تذمر من الطفل ذي الستة أعوام؛ وأزاد تذمراً حين قال له على استحياء: «قيّدها» أي اجعلها على حساب -أبي- هكذا كنت أتعمد الكذب على الاثنين من أجل «الثلاث (...)
عندما كنت أشعر بأحقية الفسحة لنفسي كنت أذهب إليه في عزلته المتوسطة شوارع المدينة. كان يحضر قهوة – النسكافيه – بطريقة مميزة؛ يضحك دوماً ونبدأ الحديث. بعد أن أنصرف من عنده أشعر بأن حديثنا ذاك كان متنفساً حقيقياً، وأن القهوة تلك قد قرأتني جيداً.
صديقي (...)