مرّي على جسدي يا غيمةَ النّارِ
هذا أنا ويدي في وجْهِ تيّاري
دعي توحّدنا بالغيمِ يوقظنا
واستوقدي جمرتي من فيض أمطاري
(فينوسُ) فيكِ تجلّتْ في أُنوثتها
عشتار منكِ أضاءَتْ كُلَّ أنواري
هُزي بروحِكِ ما في الروح من هَيفٍ
وحرّكي بعراءِ الحسنِ أشعاري
فُكّي (...)
السرد يعد بنية أصيلة في الخطاب الأدبي سواء أكان سرداً روائياً أم شعرياً؛ لأنّ رغبة الإنسان في الحكي، على ما يرى عبدالناصر هلال، هي رغبة إنسانية تكشف رؤيته للأشياء، وتحدد علاقته بالعالم إنها رغبة في البوح وإعادة صياغة العالم وهو في حالة تجلّ، وهذا ما (...)
اشتغلت كثيراً الشعريات المعاصرة والتنظيرات النقدية الحديثة على البحث عن جوانب تشكل عتبات مهمة للشعرية المعاصرة، إذ لم يقف النقد القديم عند هذه العتبات، وبالتالي فإن الحديث عن شعرية أغلفة الكتب باعتبارها الواجهة البصرية للكتاب عموماً، وللدواوين أو (...)
ربما تكون العيون في الثقافة العربية على وجه العموم وفي الشعر العربي على وجه الخصوص من أكثر أجزاء الجسد حضوراً، وقد تمثل هذا الحضور في دلالات كثيرة، بل متناقضة أحياناً، فهي الكاشفة عن المشاعر الإنسانية المتناقضة من فرح وحزن وحب وكره، وهذا ما جعلها (...)
ربما يكون الشعر من أكثر الفنون توغلاً في الحياة العربية منذ أقدم العصور حتى اللحظة الراهنة، فشكّل ذاكرة حافظت على الكثير من المآثر الحضارية والإنجازات العربية في مراحل مختلفة، فقد كان الشاعر الناطق الإعلامي لقبيلته وقومه والصوت الذي يعزز مكانتها (...)
لا شك أن الكلمات لا تتساوى في قيمتها الدلالية، على الرغم من أن الأصل فيها هو تحقيق التواصل، والإشارة إلى المُسمّى، فدوما نجد أن ألفاظاً محددة تتمتع بثراء دلالي وجمالي وثقافي يجعلها كلمات مفتاحية في فهم الثقافة المنتجة لها، ومن الألفاظ الثقافية (...)
لعل من أبرز المشاعر الشعرية التي تمثل ذروة اللحظات الإنسانية عاطفة وصدقاً هي تلك اللحظات التي تتوقف فيها تلك النفس عند مشهد الوداع وما يعتريه من ضعف إنساني تجاه مفارقة من نحب، أو من يُشكّل حضوره في حياتنا حضوراً للحياة ذاتها، ويعدّ غيابه بأي شكل من (...)
بتنا نسمع كثيراً أن اللغة العربية الفصيحة لم تعد لغة إعلامية، ومن هنا صارت قنوات ومنصات كثيرة تتخلى عنها باعتبارها وسيلة التواصل لتحل معها عاميات البلدان العربية، ولا شك أن لهذا أسباباً عديدة، ربما يكون من أهمها أن عدم التمكن من صياغة خطاب إعلامي (...)
لعله من الصعوبة بمكان في لحظات التنافس الشديد والكثافة في العرض خلال الشهر المبارك أن يستطيع الإنسان تقديم رؤية شمولية لفرز الأعمال المقدمة خلال هذا الشهر الذي تتنافس فيه الأعمال الدرامية على جذب المشاهد واستقطابه لصالحها، ولكن يمكن للمتأمل أن غلبة (...)
لا شك أنّ الدراما التلفزيونية باتت تشكّل مصدراً مهماً من مصادر المعرفة والثقافة التي تقدم للمتلقين على اختلاف شرائحهم الاجتماعية والثقافية، لا سيما في زمن تعززت فيه ثقافة الصورة، ويبدو أن من ملامحه البارزة التي بدأت تظهر للعيان انحسار دور الكتاب (...)
لا شك أن الدراما التلفزيونية في عالمنا العربي وفي العالم أجمع باتت من الوسائل المهمة والحاسمة في عصرنا في ترويج الثقافة والمعرفة والهوية الثقافية للمجتمعات، لا سيما بعد انتشار منصات التواصل التي تعنى في تسويق الدراما وإذاعتها، والمتأمل في الدراما (...)
ربما يدحض برنامج معلقة الذي انتهى موسومه الأول منذ فترة وجيزة مقولة انقراض الشعر، أو زوال عهده وأفوله، فلا شك أن البرنامج الذي أطلقته هيئة الأدب والنشر والترجمة تزامناً مع مبادرة عام الشعر العربي استطاع أن يحقق غايات عدة قد يكون بعضها مقصوداً من (...)
الثقافة ظاهرة إنسانية من الطراز الأول، وهي تمثل فاصلاً نوعياً بين الإنسان وسائر المخلوقات، لأنها تعبّر عن إنسانيته، وهي الوسيلة المثلى لالتقاء الآخرين، كما أنها تحدد ذات الإنسان وعلاقاته بنظرائه وبالطبيعة، وما وراء الطبيعة، من خلال تفاعله معها، (...)
الموروث الثقافي لأية أمة من الأمم جزء أصيل من حياتها ولصيق الصلة بتاريخها، ويحرص أبناء الأمم على الاتصال بموروثهم الثقافي؛ ويتخذ هذا الحرص عدة أشكال متنوعة.
وثمة أسئلة كثيرة تواجهنا عندما نريد التوقف عند الموروث الشفاهي، لعل من أبرزها تلك المتعلقة (...)
على مدار التاريخ الأدبي والنقدي حازت قضية الموازنة بين الشعر والقرآن على اهتمام البلاغيين والنقاد، وتنوعت آراؤهم واتجاهاتهم في تناولها من عدة أوجه، وقد ألف العلماء في وجوه إعجاز القرآن، مؤكدين أنه لا نهاية لوجوه إعجازه، ومن هؤلاء النقاد محمد بن (...)
اتسم النقد العربي عبر تاريخه الممتد بظهور جيل من النقاد الرواد الذين أطروا لحركة النقد ووضعوا أسسه ومعاييره في مرحلة مبكرة وعبر مراحل زمنية تالية ومتتابعة وكانت إسهاماتهم ذات طابع متميز ولها من الأثر والفضل ما أسهم في وضع نظريات نقدية لاحقة في مسيرة (...)
من بين أهم سمات الأدب تشعبه وعالميته وتعدد علاقاته مع مختلف الفنون والعلوم، وهذه العلاقة ذات مستويات وأوجه متعددة لا يمكن حصرها في نطاق محدد، ومن بين تلك العلوم علم النفس، ولتلك العلاقة خصوصيتها وتميزها، وتلك العلاقة مخاض لكون الثقافة بمعناها الأعم (...)
إن العلاقة بين ماضي الشعر وحاضره علاقة وطيدة تفرضها طبيعة الانتماء لأرض واحدة ولغة واحدة ومشاعر واحدة تلك الوحدة التي عبّر عنها الشعر باتساق نظامه الفنّي من خلال النظام الذي التزم به فيما سُمّي قديماً بعمود الشعر وما فرضه من سُنّةٍ متبعة لدى الشعراء (...)
احتل الحيوان حيزاً لا بأس به من التجليات الشعرية في أدبنا العربي على امتداد تاريخنا الأدبي، وتشكلت صورة الحيوان وفقاً لمعطيات متنوعة ورؤى مختلفة، وجاءت محملة بدلالات ورموز مختلفة موظفة في سياقها الشعري والدرامي.
ومن أبرز الحيوانات التي وردت في الشعر (...)
كان لألف ليلة وليلة أثر كبير في الأدب العربي والآداب العالمية، وربما يحتاج هذا إلى دراسات معمقة كثيرة للوقوف عليه، وقد أشارت إلى جانب منه سهير القلماوي في كتابها عن ألف ليلة وليلة، عندما رأت أنه يكفي أن نعرف أن الليالي طبعت أكثر من ثلاثين مرة مختلفة (...)
يعني هذا المصطلح في اللاتينية «اللا مكان» وقدابتدعها توماس مورفي مؤلفه يوتوبيا، مطلقاً إياها على مكان متخيل ليس له وجود إلّا في خياله هو. وقد تخيّل مكانه جزيرة فضلى، وهو بذلك يشير إلى ما يراه في الواقع من سلبيات حاول التخلص منها في عالمه الافتراضي (...)
يُشكل التداخل النصي في الأدب عموماً، وفي الشعر خصوصاً، ظاهرة أسلوبية تسترعي العناية والتأمل، كونها شكلاً من أشكال التعبير الذي يعكس الخبرات المتراكمة التي تحتضنها الذاكرة الجمعية لدى أمة من الأمم، بكل ما تختزنه لديها من موروث تاريخي يمتد منذ بداية (...)
يقول أبو القاسم الشابي «من أغاني الرعاة»
أقبل الصبح يغني للحياة الناعسة
والربا تحلم في ظل الغصون المائسة
والصبا ترقص أوراق الزهور اليابسة
وتهادى النور في تلك الفجاج الدامسة
أقبل الصبح جميلاً يملأ الأفق بهاه
فتمطى الزهر والطير وأمواج المياه
قد أفاق (...)