كان الفيلسوف الروسي نقولا برديائيف من أبرز المثقفين ذوي الرؤية الإنسانية العالمية في النصف الأول من القرن العشرين لذلك حظي باهتمام الدارسين والنقاد والباحثين والمؤرخين لقد صدر له خمسة وعشرون كتابًا تناول فيها بعمق مختلف القضايا الفكرية والإنسانية (...)
إن ذلك التأسيس الثقافي الجيَّاش والمفتوح قد جعل الثقافة اليونانية ثقافةً منفتحة ونامية وقابلة للتطور السريع فبعد حقبة البطولة التي مثلتها إبداعات هوميروس ظَهَرَ طاليس مؤسِّسًا للفكر الفلسفي الذي مثَّل قطيعة مع الانتظام البليد فالفلسفة كانت طفرة (...)
مع طوفان المعلومات الهائل وبعد أن توفرت للجميع الوسائل الآلية وغيرها للحصول بمنتهى السهولة على أي معلومة في مختلف المجالات فإن العالم سوف يشهد خلال السنوات القريبة القادمة تغيرات جذرية في التعليم وفي المؤسسات التعليمية وفي التعامل مع الذين يعتمدون (...)
إن المجتمعات التقليدية تبقى مغتبطة بتفكيرها السائد اغتباطاً قوياً وعميقاً وراسخاً وتتوارث هذه الغبطة العميقة تلقائياً حتى يظهر من بين أبنائها من يكشف لها عن مكمن الخلل في تفكيرها، ويستنهضها بأن تتجاوز هذا الخلل وتفتح عقلها للنمو والتجدد فإن استجابت (...)
إن حقائق كثيرة متنوعة ومتضافرة تؤكد بأن الإغريق هم مبدعو الفلسفة بمفهومها الخلاق وبتجسيداتها المعرفية والسياسية والاجتماعية وبانفتاحها المطلق على كل الآفاق
إن الحضارة المعاصرة بكل إنجازاتها الهائلة في مجالات العلم والتعليم والنقل والاتصالات (...)
أثبتت تجارب الأمم الحديثة بأن ثقافة العمل قضية محورية في أي مجتمع وأنها لا تقل عن أهمية التعليم بل إنها أهم منه لأنها المحك الحقيقي لثقافة المجتمع ورؤيته للحياة وقدرته على الإضافة والإنتاج والإنجاز، فالإنسان يتبرمج بما يكرر فعله وليس بما يقال له، (...)
إن تلقائية النظام الإنساني في أي اتجاه يستقر عليه ورفضه التلقائي لما يغايره هي تلقائية عامة ومستحكمة لا تستثني أحداً، فإذا كان من البديهي أن يكون عامة المتعلمين منتظمين تلقائياً ضمن إطار الانتظام السائد إلا أن التلقائية البشرية لا تقف عند هذا الحد (...)
يؤكد تاريخ الحضارة بأن التقدم الإنساني في كافة المجالات هو ثمرة الفكر الخلاق وما يتمخض عنه من أفكار خارقة تكسر تلقائية التكرار والاجترار والجمود، أما الإضافات الكمية من المعارف الجزئية فلا تؤدي إلى أي تغيير نوعي لا في البنية الذهنية للفرد ولا في (...)
تنوعت الأعمال الريادية في المجتمعات الأوروبية منذ القرن الخامس عشر متعاصرة ومتتابعة واستجاب لها الأوروبيون استجابات عامة قوية تمخضت عن جيشانِ عارم في أوروبا كلها فتدفقت عطاءات عظيمة وتجمعت أنهار هذه الريادات المستجاب لها لتثمر هذه الحضارة المعاصرة (...)
إن تعلُّم الأطفال تلقائياً يمثل ظاهرة مدهشة فهم في السنوات الثلاث الأولى يستطيعون التعلُّم التلقائي للغة مع أنها نظام شديد التركيب والتعقيد، كذلك يمتصون تلقائياً الكثير مما تحمله اللغة من تصورات وطريقة تفكير وعادات واهتمامات وممنوعات ومسلَّمات (...)
بما أن الإنسان كائنٌ تلقائي فإنه لا يندفع للبحث بشوق ويُخلص فيه بصدق ويواصل التنقيب عن الحقيقة باستمتاع ويكرر المحاولات من غير ملل ولا كلل ولا يشعر بمرور الوقت وهو غارقٌ فيه ومستمتع به إلا إذا كان يحسُّ إحساساً تلقائياً عميقاً بلذة البحث أو كان (...)
بقدر عظمة الانجاز وشجاعة النضال ونضوج الفكر وريادة الفعل ونزاهة الدافع وصدق المسعى ونصاعة السيرة وعمومية الهدف وندرة المؤازر يجب أن يكون الاحتفاء فالذي يتصف بهذه الصفات أو بعضها يجب الإشادة به وحفظ حقه في التكريم حياً وميتاً حتى لو اختلفنا معه في (...)