إذا كان النظام وحلفاؤه جبهة واحدة متماسكة إلى حد كبير، تعي ما يجب عليها فعله، كما تعي أهدافها النهائية، وبالتالي، تستطيع التفاوض على ما تريد وما لا تريد، وهذه ميزة لا يمكن تجاهلها، فهل تستطيع المعارضة توحيد صفوفها لتصنع مثل تماسك هذه الجبهة، أو حتى (...)
كثيرون يظنون أنهم بمنأى عن عدوى التكفير، مع أنهم خاضعون تماماً لمنطق المنظومات العقائدية التي تتأسس – أصلاً – على التكفير. لقد نجح الخطاب التكفيري في صنع (تكفير) متعدد الموجات/ المستويات، وكل موجة تدعم أختها بشكل مباشر أو غير مباشر
ذكرت في المقال (...)
إن مقولات الإخوان هي مقولات الناصريين، وهي مقولات البعثيين، وهي - في النهاية - مقولات الفلول المتبقية من كل هؤلاء. فقط، انزع المفردات التي تتلبس بهذه المرجعية أو تلك، وستجد أن المنطلقات واحدة، وأن مسارات التحليل واحدة، وأن النتائج واحدة، فكل هؤلاء (...)
لا يمكن القفز على حقيقة أن إشكالية العلاقة مع إيران، إيران الثقافة وإيران السياسة، هي إشكالية معقدة ومركّبة، ذلك أن الفصل بين الثقافي والسياسي على أهميته في سياق الإجرائية المعرفية، فضلاً عن أهميته في تدعيم مسارات التوافق المهموم بتعزيز حراك (...)
الرياض - السعودية
مَن لم يقرأ جيدا تاريخ الإخوان، من الطبيعي أن يأخذه العجب لمتانة العلاقة بين الإخوان والتيار الإسلامي في إيران التي يرى تمظهراتها في الراهن العملي. كل من قرأ هذا التاريخ؛ يدرك عمق الوشائج الفكرية والعملية بين الإخوان وإيران. إن (...)
الرياض - السعودية
لم تَصْدر الثورة الإيرانية عن تَصوّر ماضوي خالص؛ على الرغم من تحوّلها إلى ثورة ماضوية رجعية بكل المقاييس. المفاهيم والشعارات التي جرى الحشد بها - ولها – ابتداء، لم تكن دينية خالصة، أو لم تكن دينية من البداية إلى النهاية، بدليل أن (...)
كانت إيران أيام الشاه تعيش حالة تحرر أخلاقي على مستوى القوانين والأنظمة، كما على مستوى التوجّه الرسمي الذي يدعم مناشط إعلامية واجتماعية مدنية، يراها كثير من الإيرانيين خارجة عن مقتضيات الدين والأخلاق التقليدية المتوارثة عن الأسلاف.
وقد درج منتقدو (...)
نهتم بخاتمي والمرحلة الخاتمية لأنها تعكس ملامح معركة مركزية بين اتجاهين سياسيين مُتابينين: اتجاه إيديولوجي قمعي متزمت، ذو طابع أممي، وبالتالي له أحلامه الإمبراطورية التي يسعى لتحقيقها ولو على حساب الشعب الإيراني. واتجاه مدني مؤمن بالحريات إلى حد (...)
لا ينتخب الناس مرشحيهم حقيقة في إيران، وإنما ينتخبون – فقط - من يُرشحه لهم رجال الدين. الناس لا ينتخبون، وإنما يُرجّحون بين خيارات رجال الدين المسبقة. ف(الرئيس المنتخب!) لا بد أن يوافق عليه مجلس صيانة الدستور (الذي يهيمن عليه الولي الفقيه) قبل (...)
لا بد من التأكيد على أن كل ما قلناه، وكل ما سنقوله اليوم، ولاحقاً، عن طبيعة الحكم السياسي في إيران، لا نقصد به تبخيس الشعب الإيراني، ولا تبخيس الحضارة الإيرانية العريقة؛ فضلاً عن الإزراء بالمرجعية المذهبية لرجال الدين هناك، وإنما أردنا – فقط - (...)
إن ديمقراطية رجال الدين في إيران هي صورة واقعية/ تطبيقية لأفضل ما يمكن أن تصل إليه الأصوليات التي تنادي – الآن – بالديمقراطية في العالم العربي. حكومة رجال الدين في إيران هي أجمل الأحلام التي تُراود خيال حاملي أختام الأصوليات الماضوية
كنا قد تحدثنا (...)
منذ أسبوع تقريباً، والعالم كله مشغول بحادثة شارلي إيبدو الإرهابية التي أيقظت جنّة باريس على جهنم الإرهاب. انشغل العالم عامة، والغرب خاصة، بما يحمله الحدث من دلالات خطيرة، هي أكثر مما تجسد في الواقع من مأساة مروعة تمثلت في عدد محدود من الضحايا، ذلك (...)
يحلم العالم العربي بالديمقراطية بوصفها أرقى تجليات الرؤى السياسية التي رافقت مسيرة إنسان العصر الحديث. بل بات ينظر إليها كثير من أبناء هذا العالم العربي المحروم من أبجدياتها؛ كما ينظر إليها الغربي، بوصفها أفقا مُهلما، تتوق إليه كل خطابات الحرية، (...)
ذكرنا في المقال السابق كيف أن واقعة: خروج الشيخ أحمد الغامدي مع زوجته في الإعلام الفضائي كانت واقعة مفصلية/ استثنائية في سياقها، إذ تماسّت مع أكثر المسائل حساسية في وعي المجتمعات التقليدي (= قضية المرأة)؛ لأن المرأة في المجتمعات التقليدية المُتزمتة (...)
الجماهير اليوم - فضلا عن المهتمين من المتدينين - أصبحوا يعرفون أن أغلبية علماء الأمة في القديم وفي الحديث يقولون بجواز كشف المرأة لوجهها، بل وبجواز الزينة المتعلقة بالوجه والكفين من كحل وخواتم وأساور وخضاب، وأن هذا الجواز ليس استثناء (بأي صيغ (...)
إذا كانت المرأة في العالم الغربي المتحضر الذي قطع أشواطاً هائلة في مسيرة التحرر الإنساني، تعاني من بعض صور الاضطهاد، أو التهميش، أو التحيّز على مستوى الخطاب، أو على مستوى الواقع، فإن المرأة في مجتمعاتنا العربية تعيش الاضطهاد والتهميش والتحيز واقعاً؛ (...)
إن أي قارئ لتراث رموز الإسلاموية، منذ البنا وإلى اليوم، يدرك - بحسه العام؛ قبل التدقيق في المقولات - أن الإسلامويين لديهم نفور عام من كل النظم الاجتماعية والسياسية التي صدرت عن الآخر. ويزداد نفورهم حدّة وعنفاً إذا كانت هذه النظم ذات منحى تحرري (...)
إلى الآن، وبعد أكثر من ثمانين عاما من الجدل الإسلاموي المُسيّس، لم يحسم الإخوان بدهيات التصور الديمقراطي. عند الإخوان وغير الإخوان، ما زال الفكر المتأسلم مراوغا أشد ما تكون المراوغة، وربما المكر، ولا تزال الممارسة الإسلاميوية حائرة إلى درجة التخبط. (...)
يتفاءل كثيرٌ من الكتاب والمفكرين بمسيرة التحوّل الديمقراطي في العالم العربي، متجاهلين طبيعة مكونات الوعي، لا على المستوى الجماهيري الغوغائي فحسب، وإنما على مستوى النخب السياسية - أو التي يُفترض أنها نخب سياسية – أيضا.
وطبعا، يختلفون في مصادر ومعطيات (...)
لن أتحدث اليوم بشكل مستفيض عن أخطار الطائفية المحدقة بنا، تلك الطائفية التي فتكت – ولا تزال تفتك – بالمجتمعات من حولنا؛ لأنني سبق وأن تحدثت عنها في أكثر من عشر مقالات نُشرت كلها هنا في (الرياض). هذا من جهة، ومن جهة أخرى؛ لن أتحدث باستفاضة عن أخطار (...)
ذكرنا في الجزء الأول من هذا المقال أربعاً من أهم السلبيات التي تعتور الخطاب التقليدي لدينا، وتحديداً فيما يخص المرأة (وهي اختصاراً: 1- شرعنة اضطهاد المرأة بممارسة الانتقاء من النصوص والتأويلات الدينية. 2- دور العادات والتقاليد في قيادة عملية شَرْعنة (...)
يعرف المهتمون بمقاربة مسارات الفكر الإنساني أن الممارسة العقلية/ العقلانية ممارسة في التحوّل والمُتحوّل. ومن هنا فهي – حتما – تقف على الضد من الثابت واللا متغير، ذلك أن الثابت واللا متغير يتفاعل جدليا مع خطاب التقليد والتبليد الناسخ بالمطابقة – عن (...)
لا خلاف بيننا وبين المتأسلمين على شمولية الدين لكل مناحي الحياة. لكن، الخلاف واقع على طبيعة هذه الشمولية، وعلى طريقة/ كيفية تفعيلها، إذ هي شمولية صريحة خاضعة للأدلجة عند المتأسلمين، بينما هي عند بقية المسلمين شمولية غير صريحة، بناء على أصالة (...)
ليس من المعقول أن تترك الحرية مفتوحة للخطيب بلا حدود، وهو المحدود بحدود علميته ونفسيته وتوجهاته...إلخ. الخطورة هنا ليست فقط في مسألة التطرف ودعم الإرهاب بالمقولات الدينية المتطرفة، وإنما هنالك أيضاً إشكالية العلمية، فليس كل الخطباء على مستوى علمي (...)
يستطيع التاريخ أن يهيمن على الحاضر ويتصرف فيه، يستطيع التاريخ أن يستحضر إيديولوجيات منقرضة، فقدت عوامل بقائها، فيقيمها في فضاء تنعدم فيه تاريخيتها ومكانيتها، يستطيع التاريخ أن يجعل المسرحيات (التي لم تتم فصولاً في الماضي) هي مشاريع الحاضر وأمل (...)