ذكر تقرير اليوم إنه في بادرة هي الأولى من نوعها على مستوى الجامعات السعودية أطلقت جامعة الملك عبدالعزيز بمدينة جدة مشروعاً لتيسير الزواج يهدف إلى مكافحة العنوسة في المجتمع لاسيما في أوساط طلابها وطالباتها. وتعاني السعودية من ظاهرة العنوسة، وكشفت دراسة في سبتمبر/أيلول 2010 أن عدد الفتيات العوانس في المملكة مرشح للتزايد من 1.5 مليون فتاة حالياً (2010) إلى نحو أربعة ملايين فتاة في السنوات الخمس المقبلة. وأكد المتحدث الرسمي لجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور شارع البقمي وجود مشروع اجتماعي أطلقته الجامعة ممثلة في "الوقف العلمي" يهدف إلى محاربة العنوسة في المجتمع السعودي ومنع ارتفاع نسبتها بشكل ملحوظ، مما تطلب وجود برامج توعوية وتطبيقية تعمل على الحد من انتشار هذه الظاهرة السلبية في المجتمع، وأن الجامعة ستبدأ بطالباتها وطلابها ضمن هذا المشروع. وذكر "البقمي" إن المشروع هو عبارة عن منتج تطبيقي لدراسة يمولها الوقف العلمي في الجامعة على شرائح مختلفة من المجتمع خلصت إلى ضرورة ممارسة جهود عملية للحد من هذه الظاهرة وأن المشروع يهدف إلى تحقيق العديد من الأهداف الرامية لحل هذه المشكلة، ومن بينها حث طلاب وطالبات الجامعة على الزواج المبكر كحل وقائي لظاهرة العنوسة، وإيجاد شراكة مجتمعية بين الجامعة ممثلة في الوقف العلمي وكل من رجال الأعمال والأسر السعودية والمؤسسات ذات العلاقة والجمعيات المتخصصة في الزواج. وقال إن الوقف العلمي سيطلق مشروعاً توعوياً خلال الأسابيع المقبلة يهدف إلى توعية الطلاب والطالبات بضرورة الزواج المبكر بمشاركة عدد من جمعيات المساعدة على الزواج وشركات القطاع الخاص. وبحسب صحيفة "الوطن" اليومية، توقع مختصون أن يلقى المشروع في حالة تفعيله وفق الخطط المحددة له نجاحاً كبيراً، وينجح في الحد من تنامي ظاهرة العنوسة في المجتمع السعودي لاسيما في الأوساط الطلابية، وهو عامل مهم لتحصين الشباب والشابات وهم في سن مبكرة، إضافة إلى الدور الكبير الذي قد يلعبه هذا المشروع في تحفيز طلاب الجامعة على بذل جهود مضاعفة لتحقيق مستويات علمية متقدمة في دراستهم الأكاديمية، في ظل توفر عنصر الاستقرار النفسي الذي تخلقه في العادة "العائلة". يذكر أن برنامج الوقف العلمي في الجامعة هو برنامج ساهم في إنشائه العديد من المسؤولين في الجامعة ورجال أعمال ويهدف إلى تقديم حلول عملية للمشكلات التي تواجه المجتمع، حيث يعمل على إعداد دراسات تطبيقية وعملية على شرائح المجتمع المختلفة. وكانت إحصائية سعودية رسمية صدرت في نوفمبر/تشرين الثاني 2010 قد عرفت العانس بأنها "الفتاة التي تجاوزت 32 عاماً دون أن تتزوج". وفي العام 2009، طالب باحث اجتماعي سعودي بتدريس مهنة "الخطاب والخطابة" في الجامعات السعودية لمواجهة الارتفاعات المتزايدة لحالات العنوسة. وكانت بعض القبائل السعودية قد بدأت -قبل بضعة سنوات- بوضع ضوابط ملزمة لتحديد مهور الزواج المرتفعة، والتي تشكل عائقاً أمام زواج الكثير من الشباب السعودي، الذين يحجمون عن فكرة الزواج لحين تدبر الأمر، ما يرفع عدد العوانس في بلد تحتل القبلية فيه مكانة رئيسية لدى أفرادها. وفي يونيو/حزيران 2010، انتشرت حملة غير رسمية بين الشباب السعودي عن طريق البريد الإلكتروني تحمل عنوان "العمل حق وليس مكرمة" يناشد فيها أصحابها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز لإيجاد حلول لمشكلاتهم، والتي يأتي "تأمين العمل" في مقدمتها، إذ تبلغ نسبة البطالة في السعودية أكبر مصدر للخام 10.5 بالمائة في العام 2009 ارتفاعاً من 10 في المائة قبل عام. بالإضافة إلى ظاهرة "العنوسة" في المجتمع السعودي، وقالت إحدى صور تلك الحملة، "إحصائيات: 2 مليون عانس. شباب وفتيات ضحايا العنوسة واتهامات للتعليم والتقاليد (والبطالة)".